هدى عبدالعزيز الراجحي

هل تنقذ «السعودية الخضراء» غابات شعب الذيب؟

الاثنين - 19 أبريل 2021

Mon - 19 Apr 2021

على متن هذه الصفحة كتبت مقالا تحت عنوان (شعب الذيب يعود للسياحة.. وينتظر حمايته) بتاريخ 10 أكتوبر 2020 وفيه استقصيت نمطا بيئيا سياحيا غالبني فيه اليأس كثيرا في داخلي ولكنني تظاهرت بالتفاؤل في حذر شديد.

يقع شعب الذيب شرق محافظة الجموم بنحو 5 كلم، وشاهدت مئات الأشجار الوارفة، وعلى بعضها أثر معالجات النمل الأبيض بعد أن تعافت منه إثر جهود رائعة، فمن المؤلم أن يتم القضاء عليها ببيوت الإسمنت، إذ من المقرر تسكينها والقضاء على أشجارها بدليل أني شاهدت (بتر التخطيط) منتشرة داخل الغابة تتقاطع طولا وعرضا وعليها أرقام حسابية تسلسلية كما رسم هذا الحرف (ش 30 أو ش 40) أي شارع..

في كل مكان من الغابة فقلت لعلي أحفظ منها صورا للذكرى على نحو قول الشاعر: (ومن عادة المحزون أن يتذكرا)، ولكن مع حلول مبادرة السعودية الخضراء و10 مليارات شجرة هذا العام أيقنت أن الغابة نجت اليوم وأصبحت جزءا من السعودية الخضراء، ووزارة البيئة والمياه والزراعة سوف تتولى مسؤوليتها، ولن تفرط فيها، فآلاف الأشجار الثابتة يمكن حفظها اليوم وصيانتها وإنقاذها، فالمبادرة وطنية وحفظ الغطاء النباتي مسؤولية اقتصادية إذ ليس من الممكن اليوم تجاوزها أبدا.. فحاجتنا لعشرة مليارات شجرة تفرض علينا المحافظة على ما هو قائم أولا (فلن نضيعها عين ونطلبها دين كما يقول أصحاب التجارة) فالغطاء النباتي واسع وجيد، والأشجار المعمرة تكفي لإنتاج البذور الموسمية لسنوات قادمة.

وبعض الشجيرات اليافعة بجوار أمهاتها كما شاهدتها منذ شهر تفرح المحزون، وتثبت أن ما بذل من جهد زراعية بيئية سابقة حيال هذه الغابة كان ناجحا للغاية، ويثبت أنه من الممكن مواصلة الجهد والثبات على المتحقق بأرض الغابة.

نتمنى من الجهات المختصة مثل وكالة الوزارة للبيئة والمياه والزراعة المختصة بشؤون الغابات أن تتنبه لهذه الغابة وإبداء تواصل مثمر مع فرع الوزارة بالمحافظة الذي لديه جهود رائعة وإحصائيات جيدة تعد بنية تحتية لتنفيذ أي مبادرة لإنقاذها مستقبلا.

الأكثر قراءة