استنفار في اليوم الأخير لبصمة الاتصالات

خصصت شركات الاتصالات العاملة في السعودية اليوم الأخير لمهلة توثيق الشرائح المحدد من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لاستقبال عملاء البصمة دون غيرهم من عملاء الخدمات الأخرى، حيث شهدت فروع الشركات اهتماما من قبل الموظفين بسرعة توثيق الشرائح غير الموثقة، فيما اعتذرت بعض الفروع عن استقبال عدد من عملاء الخدمات الأخرى بحجة ازدحام طالبي البصمة وتحويلهم إلى اليوم التالي، الأمر الذي يؤكد حرص الإدارات في المشغلين على المحافظة على أكبر عدد وكسب عملائهم قبيل تعليق الخدمة أو فصلها نهائيا حتى لا ينخفض الدخل ويتقلص هامش الأرباح.



انخفاض 5 ملايين شريحة



وتحاول شركات الهواتف المتنقلة المحافظة على أكبر عدد من مستخدمي شرائحها حفاظا على ميزانياتها التي قد تنخفض بعد أن وصلت أعداد الشرائح في الربع الأول من العام الجاري إلى 51 مليون شريحة بانخفاض 5 ملايين شريحة مقارنة بإحصاءات سابقة، الأمر الذي قد يرجح تراجع المشتركين خلال الفترة المقبلة بعد انتهاء مهلة التوثيق الأربعاء الماضي.



سماسرة الشرائح



وفي الوقت الذي لا يزال فيه سماسرة الأرقام يعرضون آلاف الشرائح عبر المواقع الالكترونية أو من خلال بسطات بدائية أمام محلات بيع أجهزة الهواتف المتنقلة يتوقع أن يكون لتلك القرارات دور في إنهاء تلك الظاهرة، حيث يقول خبير الاتصالات أحمد العتيبي إنه في حالة توثيق الرقم من خلال بصمة العميل لن يكون هناك مجال للتلاعب في صرف شرائح من قبل بعض السماسرة، مشيرا إلى أن البصمة تعطي الحق بصرف رقم وشريحة جديدة.

وبين العتيبي أن سماسرة الشرائح في طريقهم إلى الزوال ولن نجدهم أمام المحلات يعرضون الأرقام التي تكون في بعض الأحيان أرقاما مميزة، مما يدلل على أن هناك من يتساهل معهم ويصرف هذه الأرقام لهم، والتي لا يجدها العملاء النظاميون في الغالب عند زيارة الفروع الرسمية.



انخفاض الشرائح



وتمنى العتيبي أن تكون هناك متابعة من قبل هيئة الاتصالات والجهات الأمنية لردع أي تلاعب أو طرق مشبوهة يتم فيها صرف شريحة ومن ثم نعود إلى وضعنا السابق، لافتا إلى أن البصمة جاءت من الجهات الأمنية لتعود بالنفع الأمني على الرغم من الخسائر المتوقعة التي قد تؤثر على بعض الشركات المشغلة.

وأشار إلى أنه جرى استبعاد نحو 5 ملايين شريحة خلال الفترة الماضية، والتي كانت تضخ على الشركات ملايين الريالات، فعلى فرض احتساب متوسط استهلاك هذه الشرائح بـ 100 ريال سنجد أن نصف مليار ريال ستفقدها الشركات، وهذا أمر يجعل اهتمامها الحالي ينصب في كيفية استقطاب أكبر عدد والتسهيل على العملاء حتى تكون الخسائر بأقل نسبة ممكنة.



104 أيام مهلة إضافية



وفيما يتعلق بقرار هيئة الاتصالات الذي أعلن أمس، والذي سيبدأ بموجبه تعليق خاصية الإرسال عن البطاقات غير الموثقة لمدة أسبوعين، أوضح خبير الاتصالات أن التعليق أمر جيد ولكن سيعيد الازدحام أمام شركات الاتصالات، مشيرا إلى أن الهيئة ستبدأ بالفصل بعد أسبوعين من التعليق، وستعطي 90 يوما مهلة إضافية لحين فصل الشرائح، أي إن التحديث سيستمر إلى 104 أيام، لذلك أعتقد أن المهلة الماضية كانت كافية، خاصة مع تعدد خيارات البصمة من خلال أبشر أو الجهات المتعاونة من الشركات.