حفيد الخميني: الفقر يفتك بإيران

حذر من انفجار المجتمع ونبه إلى تفشي ظاهرتي الطلاق والإدمان دعا إلى إطلاق سراح المعتقلين والموجودين قيد الإقامة الجبرية قال: إن انصهار الطبقة الوسطى سببه تردي الأوضاع الاجتماعية أكد استمرار أزمة المواد الأساسية وعدم القدرة على لملمة المشاكل
حذر من انفجار المجتمع ونبه إلى تفشي ظاهرتي الطلاق والإدمان دعا إلى إطلاق سراح المعتقلين والموجودين قيد الإقامة الجبرية قال: إن انصهار الطبقة الوسطى سببه تردي الأوضاع الاجتماعية أكد استمرار أزمة المواد الأساسية وعدم القدرة على لملمة المشاكل

الأحد - 18 أبريل 2021

Sun - 18 Apr 2021

تسبب الوضع السياسي والاقتصادي المتأزم في إيران بانتقادات واسعة من داخل نظام الملالي نفسه، حيث هاجم حسن خميني حفيد القائد بالثورة الإيرانية روح الله خميني الوضع الراهن، وحذر من استمرار الفساد، وطالب بإطلاق سراح زعيمي الحركة الإصلاحية اللذين تفرض عليهما السلطات الإقامة الجبرية دون قرار من أي محكمة.

وأشار خميني إلى أنه لا ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال «كان رأيي بأنني قد أكون قادرا على القيام بعمل ما، ولكن ذلك لم يعد ممكنا بالنسبة لي، إلا أنه هذا لا يعني أنني لن أكون ناشطا أو مقدما للاستشارة أو متعاطفا مع القضايا».

وأكد ضرورة إطلاق سراح أحد زعماء الحركة الخضراء وهو مهدي كرويي الذي يعيش تحت الإقامة الجبرية، وقال «ينبغي التحلي بالحكمة الجماعية في اتخاذ القرارات، سينتهي موضوع الإقامة الجبرية وسنكون قادرين على رؤيته ورؤية المعتقلين الآخرين وخاصة ميرحسين موسوي والدكتورة زهراء رهنورد»، وفقا لموقع (العربية نت).

فترة صعبة

ووصف حفيد مؤسس النظام الإيراني، الوضع الحالي في إيران بأنه مهم للغاية، مضيفا «نتيجة للظروف المعيشية، الشعب يمر بفترة صعبة للغاية».

ولفت إلى انصهار الطبقة الوسطى في إيران بسبب انتشار الفقر، فقال «في هذا الوضع، تصبح طبقتنا الوسطى أضعف وأضعف، وعندها، يمكن لأي شعار شعبوي أن يخلق موجة، وهذا أمر خطير للغاية بالنسبة للبلد، لقد قلت من قبل وربما سمعتم ذلك بأن حل المشكلة الاقتصادية ليس اقتصاديا بل الحل هو سياسي، مؤكدا أن حل المشكلة، بحاجة إلى أن تحل إيران مشاكلها مع العالم، ولكن مع الحفاظ على كرامتها حسب تعبيره.

أخطاء كبيرة

وأضاف «نرتكب أحيانا أخطاء مهمة في الداخل، وعلى سبيل المثال، نكشف عن طريق الخطأ خروج معلومات سرية في وسائل الإعلام، على سبيل المثال في الحادث الأخير في نطنز»، وذلك في إشارة إلى بعض الشخصيات المتشددة من قبيل زاكاني مسؤول البحوث في البرلمان، ومحسن رضائي سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام وفريدون عباسي رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الذين تحدثوا عن حجم الأضرار في نطنز في إطار الصراع على السلطة وبغية إلقاء اللوم على حكومة حسن روحاني التي تحظى بدعم الإصلاحيين والمعتدلين في السلطة.

وأشار خميني إلى طوابير شراء الدجاج بالسعر الحكومي، الطويلة وهي ضمن أزمة المواد الأساسية، وقال «في بلد يكون فيه وضع الدجاج على هذا النحو، لا يمكنه لملمة مشاكله، فإن استمرار الوضع الحالي، بغض النظر عن مدى ممارسة الإدارة للوضع، هذا يعني توزيع الفقر، لذا يجب إلغاء العقوبات وإعادة تنظيم الاقتصاد بشكل أساسي وإعادة البناء» في إيران.

انفجار المجتمعوحذر من انفجار المجتمع فقال «النقطة الأهم هي أن الوضع الحالي قد يؤدي إلى استياء اجتماعي واسع»، معتبرا أنه حتى تفشي ظاهرة الطلاق والإدمان من نتائج هذا الوضع.

كما هاجم المتشددين في إيران قائلا «التيار المتطرف في بلادنا يتخذ أحيانا قرارات إيديولوجية خطيرة جدا، طبعا لا أعتقد أن كل هؤلاء هم إيديولوجيون، لكن الكثير منهم تجار، لكن على أية حال، يتخذون قراراتهم على أسس إيديولوجية، وهذا خطأ وخطير».

وتابع «باعتقادي، وجود حكومة متطرفة من تيار واحد سوف تشكل خطرا حقيقيا على البلاد.. إن المسألة الأولى هي وجوب السعي لإعادة الأمل إلى المجتمع، والناس محبطون وغاضبون للغاية وهم على حق؛ لأنه في هذه السنوات، لم يتم اتباع الأساليب الصحيحة في التعامل معهم».

لا بقاء لأحد

وحث حفيد الخميني في وقت سابق المسؤولين في إيران على ضرورة مراعاة مبادئ السلوك البشري، والأخذ بعين الاعتبار قواعد البقاء أو السقوط، وشدد على أنه في غير هذه الحالة لا ضمان لبقائهم في الحكم، على حد تعبيره.

وأضاف أنه في حال عدم الالتزام بالقواعد ستضيع الساحة من النظام الإيراني، وقال «يجب فهم أسس سلوك الإنسان وأسباب البقاء والسقوط، بغية مراعاتها في الحياة ففي غير هذه الحالة لا توجد ضمانات أن نبقى نحن ويرحل غيرنا، إذا لم تراعوا القواعد فسيأخذون الساحة منكم».

سقوط الأنظمة

وسرد حسين الخميني، الذي يعتبر كبير أسرة مؤسس النظام الإيراني وسادن مرقد آية الله الخميني، أسباب سقوط الأنظمة قائلا «لو رأيتم الاهتمام فقط بالشكليات في المجتمع بدلا من أسس العلاقات الاجتماعية وأمهات المشاكل فيه، اعلموا أن ذلك ينذر بعواقب غير سعيدة للحكومات».

وأكد حفيد مؤسس النظام الإيراني على ضرورة السعي لكسب رضا الشعب، منوها «بأن المجتمعات مبنية على أساس التوافق، لذا فإن تقطيع المجتمع بشكل مستمر وإعادة نشر الحقد باستمرار وبث النفاق دون انقطاع، يرغم الأفراد على اتخاذ شخصية ازدواجية والابتعاد عن دائرة الصدق، وكل ذلك مؤشر على أن عواقب غير سعيدة تنتظر الحكومات».

وفي معرض تشديده على ضرورة استرضاء الجماهير، أشار إلى أن عدم الاهتمام بأصحاب الكفاءات يعتبر سببا آخر لانهيار الحكومات، وأوضح قائلا «إن ترجيح المبتذلين على الحكماء يعد من علامات الانهيار وتواجد الصعاب والمستقبل السيئ للحكومات».

انهيار المناصب

وقال محذرا حاكم بلاده «علينا أن نخشى اليوم الذي تنهار المناصب وتتغير الأدوار» في إشارة إلى خطر سقوط النظام.

وتزامنا مع اتساع المظاهرات والاحتجاجات في إيران خاصة بين العمال والمعلمين والموظفين بسبب الوضع الاقتصادي الصعب وفقدان الحريات السياسية، فقد عبر الكثير من المسؤولين الحاليين والسابقين في النظام الإيراني عن خشيتهم من انهيار النظام.