أفلام الجاسوسية والصراعات تغرق إيران

إيكونوميست: تصفية الحسابات بين أجنحة الحكم مهدت الطريق لضربات متتالية للملالي عملاء الموساد سرقوا آلاف الوثائق السرية من مستودع نووي في طهران سلسلة غارات إسرائيلية مركزة على قوات إيران وفصائلها في سوريا والعراق لماذا تزامن هجوم نطنز مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى إسرائيل؟ دوليختنشتاين: على الدول الغربية ألا تصب الزيت على نار الشرق الأوسط
إيكونوميست: تصفية الحسابات بين أجنحة الحكم مهدت الطريق لضربات متتالية للملالي عملاء الموساد سرقوا آلاف الوثائق السرية من مستودع نووي في طهران سلسلة غارات إسرائيلية مركزة على قوات إيران وفصائلها في سوريا والعراق لماذا تزامن هجوم نطنز مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى إسرائيل؟ دوليختنشتاين: على الدول الغربية ألا تصب الزيت على نار الشرق الأوسط

الثلاثاء - 13 أبريل 2021

Tue - 13 Apr 2021

هل تعرضت منشأت نطنز النووية الإيرانية إلى ضربة عسكرية شملت زرع المتفجرات على الأرض، أم إنها عملية سيبرانية دقيقة ومنظمة اخترقت أجهزة الطرد المركزي الموجود منذ سنوات طويلة؟

سؤال عريض طرحته مجلة (إيكونوميست) البريطانية، التي تؤكد أن الصراعات الداخلية في إيران جعلت نظامها الإرهابي ينشغل بمشاكله الداخلة وتصفية الحسابات بين أجنحة الحكم على الضربات المتتالية التي تتعرض لها.

وفيما ينشغل الحرس الثوري الإيراني بإنتاج أفلاج الجاسوسية، وبدأ يدخل بأنفه في اختيار الرئيس الجديد الذي سيخلع روحاني في شهر يونيو المقبل، يواصل الموساد اختراق طهران والقيام بعمليات موجعة في العمق، ويزداد الغموض والجدل داخل طهران على الرغم من إعلان السلطات التعرف على هوية الشخص الذي ضرب منشأة نطنز النووية قبل أيام.. وفقا لموقع (24) الإماراتي.

أفلام الجاسوسية

تؤكد المجلة البريطانية أن المؤسسة الايرانية تغرق في نزاعات داخلية بينما تتزايد الضربات على النظام، ففي 21 مارس الماضي بدأ التلفزيون الإيراني الرسمي بث الجزء الثاني من مسلسل (غاندو) عن التجسس الذي يعتقد أنه أنتج بمساعدة الحرس الثوري، ويضم العرض ديبلوماسيين خياليين يحملون شبها كبيرا لوزير الخارجية محمد جواد ظريف وفريقه، يتهمون بالخيانة.

ويقول الخبير في شؤون إيران ومدير موقع (أمواج ميديا) الذي يراقب الشرق الأوسط محمد علي شاباني «من المحتمل أن الكثير من الإيرانيين يتساءلون عما تقصده أجهزة الأمن في البلاد، وبينما تنفذ إسرائيل التفجيرات، فإن الحرس الثوري ينشغل بأفلام إثارة خيالية عن الجاسوسية ضد الحكومة الإيرانية في ظل العقوبات والوباء المميت».

مناورة الموساد

وقالت المجلة أن عملاء الموساد أظهروا حرية مدهشة في المناورة على الأراضي الإيرانية، وأنهم قاموا من قبل بسرقة مستودع في طهران يحمل آلاف الوثائق، عن البرنامج النووي الإيراني، وقام العام الماضي بسلسلة عمليات وانفجارات في مصانع للصواريخ أو مواقع نووية، بما فيها نطنز، وعمليتا اغتيال أساسيتان داخل طهران أو حولها، إحداهما للمسؤول في تنظيم القاعدة أبو محمد المصري في أغسطس، والثانية لمحسن فخري زاده العالم النووي الإيراني الأبرز في نوفمبر.

ولفتت إلى أن إسرائيل شنت سلسلة غارات جوية على قوات إيرانية وفصائل موالية لها في سوريا والعراق. وتهاجم السفن الإيرانية لعرقلة صادرات طهران من النفط ومن شحنات الأسلحة، وتخطو على نحو متزايد نحو ما تطلق عليه اسم (المعركة بين الحروب)، وبعد الهجوم على سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر في 6 أبريل الجاري، دعي مراسلون لتصوير تدريبات في قاعدة لعناصر من الكوماندوز البحري، يتوقع أن تكون وراء العملية.

دوافع إسرائيل

ووفقا للمجلة البريطانية، فإن إسرائيل لديها دوافع كثيرة لضرب منشأة نطنز النووية مجددا، ففي 10 أبريل دشنت إيران أجهزة طرد مركزي من طراز (أي آر 9) وهي أسرع بخمسين مرة من أجهزة الطرد القديمة (أي آر-1) التي تشكل القدرة الرئيسة في نطنز.

ومنذ يناير الماضي بات بحوزة إيران 55 كلجم من اليورانيوم بدرجة نقاء 20% ما يشكل تسعة أعشار الطريق نحو السلاح النووي، ومع دمج المزيد من أجهزة الطرد الأسرع، ومخزون أكبر من اليورانيوم، بعضه بدرجة نقاء 20% فإن إيران تقلص تدريجيا المسافة التي تلزمها لإنتاج اليورانيوم الضروري لصنع القنبلة النووية، إذا أرادت ذلك.

ويأمل النظام الإيراني أن يستخدم هذا التطور مثل رافعة لإجبار الولايات المتحدة على العودة إلى الاتفاق النووي، ورفع العقوبات التي سببت التضخم الكبير في البلاد.

هجوم نطنز

وفيما أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن رغبته في العودة إلى الاتفاق النووي، لكن في الأشهر الأخيرة، تبادلت إيران والولايات المتحدة المطالبات باتخاذ الخطوة الأولى.

وأوحت المحادثات في فيينا بكسر هذا المأزق، ولم يتضح إذا كان هدف إسرائيل هو دفع إيران نحو مزيد من النشاط النووي، لتدفع ببايدن إلى الخروج من المفاوضات، أو أنها تريد العكس، أي إبطاء عملية التخصيب الإيرانية، بحيث تخفف الضغط عن بايدن للعودة إلى الاتفاق.

ومن الملاحظ، أن الهجوم على نطنز تزامن مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لإسرائيل، في زيارة هي الأولى لمسؤول على هذا المستوى منذ دخول بايدن إلى البيت الأبيض في 20 يناير الماضي.

وحشية طهران

من جهته حذر مؤسس ورئيس مركز (الخدمات الاستخبارية الجيوسياسية) الأمير مايكل دوليختنشتاين الدول الغربية من مغبة المساهمة في صب الزيت على نار الشرق الأوسط، خلال تفاوضها مع إيران.

وقال «يتوسط الأوروبيون في المفاوضات بين واشنطن وطهران لإحياء الاتفاق النووي الموقع خلال ولاية باراك أوباما قبل أن ينسحب منه خلفه دونالد ترمب؛ لأنه لم يطلب من إيران وقف دعم الإرهاب في الخارج، ووقف إثارة الاضطرابات في دول مثل اليمن، والعراق، ولبنان. ولم يضع اتفاق 2015 حدا لتطوير برنامج إيران للأسلحة النووية، لكنه بالكاد أجله».

ورأى أن القوى الأوروبية غضت النظر عن وحشية إيران وتخريبها لأسباب عدة من بينها مصالح تجارية قصيرة المدى، وكانت إدارة بايدن حريصة أيضا على استئناف المحادثات مع إيران.

ولفت إلى أن إيران رفضت التفاوض بطريقة مباشرة مع الأمريكيين، مفترضة على الأرجح أن تلكؤها سيعزز قوتها التفاوضية.

تخريب لا يتوقف

وشدد على أن التفاوض تحت الضغط هو دائما غير موات للطرف الذي يحدد فترة زمنية للالتزام بها لتحقيق الهدف، وهو في هذه الحالة، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وقال «في 4 أبريل أطلق صاروخان على قاعدة تؤوي جنودا أمريكيين في العراق، لم يسقط ضحايا في الحادث، لكن الهجوم كان الاعتداء الرابع عشر الذي شنه إرهابيون مدعومون من إيران على منشآت أمريكية منذ تسلم جو بايدن البيت الأبيض في يناير الماضي.

ويوضح هذا الأمر أن طهران لا تريد وضع حد لنشاطاتها التخريبية. ورغم ذلك، قال متحدث باسم الإدارة الأمريكية «إن المحادثات خطوة صحية إلى الأمام».

غياب البدائل

وذكر الأمير في مقاله بتاريخ الشرق الأوسط حين رسمت فرنسا وبريطانيا حدوده بشكل تعسفي وفقا لاتفاقية (سايكس - بيكو) في 2016، وتقاسم الدولتان الأراضي السابقة للسلطنة العثمانية، مؤكدا أن ذلك أنتج منطقة مجزأة ومشتعلة بالحروب. لكن الحكومة العدوانية في طهران تحول الوضع السيئ إلى أسوأ، بصب الزيت على النار، فتجعل السلام الإقليمي مستحيلاً.

ويرى أنه نادرا ما تكون العقوبات هي الاستراتيجية الفضلى؛ لكن بالنظر إلى غياب البدائل، يمكن أن تشكل العقوبات الطريق الأفضل للتعامل مع طهران التي لا تملك نية السماح للسلام بأن يعم المنطقة.

ويخلص إلى أنه لا وجود لأرضية مشتركة مع إيران يمكن أن تبرر الاتفاق معها، فهو لا يؤدي المسار التفاوضي الحالي، ويجعل إيران في موقف أقوى.

كيف تتسبب طهران في كوارث المنطقة؟

• واصلت مسعاها الكارثي للهيمنة الإقليمية في المنطقة.

• تسببت بدعمها للحوثي في كارثة إنسانية في اليمن.

• أدت إلى بؤس شديد في لبنان نتيجة دعم حزب الله الإرهابي.

• غزت الهجمات الإرهابية في العراق.

• لم توقف نشاطاتها التخريبية والإرهابية.

• تعمل على تطوير الأسلحة النووية بشكل كامل.

• الاتفاق النووي لم يضم أيا من الأطراف المعنية في الشرق الأوسط.

•تجاهلت المصالح المشروعة لدول المنطقة.