لماذا سعدنا بفشل الانقلاب؟!
الأربعاء - 20 يوليو 2016
Wed - 20 Jul 2016
في هذا الجو القاتم المليء بصور الدم والدمار والعنف والإرهاب، في منطقة سادها الإحباط واليأس وأصبحت أسيرة ثنائية الاستبداد والإرهاب، قدم لنا الشعب التركي جرعة من الأمل والتفاؤل عندما أفشل الانقلاب العسكري في أول تجربة مدنية من نوعها في المنطقة. فمنذ سقوط الدولة العثمانية أضحت المنطقة أسيرة المخابرات الأجنبية، فينام الناس على انقلاب ويستيقظون على آخر. إما بتدبير المخابرات البريطانية أو السوفييتية أو الأمريكية. فابتداء من باكستان مرورا بتركيا وإيران وانتهاء بموريتانيا، جميعها ذاقت مرارة التجارب الانقلابية وما يتلوها من قمع وتنكيل ومشانق. حتى إن الدول العربية التي ذاقت الحياة النيابية والحرية السياسية النسبية في مرحلة ما بعد الاستعمار لم تنعم طويلا بذلك، إذ غرقت المنطقة في الانقلابات العسكرية التي أفرزتها الحرب الباردة عقب نهاية الحرب العالمية الثانية. ورزحت المنطقة تحت حكم العسكر والأنظمة الشمولية وما زالت كذلك في تدخل مباشر وغير مباشر من مخابرات أمريكا وبعض الدول.
التجربة التركية الفريدة في المنطقة نجحت لأن المجتمع بجميع قواه المدنية والسياسية والإعلامية والثقافية لم يحتف بالانقلاب كما هي كل مرة في الانقلابات السابقة سواء في تركيا أو في دول المنطقة.
وفي هذا السياق جدير بنا أن نستعرض تجارب المجتمعات المدنية في إفشال الانقلابات العسكرية، فقد ذكرت صحيفة هافنجتون بوست أن 4 انقلابات فاشلة أفشلتها المجتمعات المدنية عندما واجهتها بحركات احتجاجية حازمة وعصيان مدني. وهي انقلاب ألمانيا 1920 إذ جرى الانقلاب من أجل إحباط ثورة 1918 التي نتج عنها قيام الجمهورية الألمانية، وكان الانقلاب مدعوما من أنصار الملكية وبعض القوى اليمينية المتطرفة، لكن الانقلاب فشل بعد نزول عدد كبير من الشعب الألماني وحدوث حركة عصيان مدني أضعفت موقف الانقلابيين.
أما الانقلاب الثاني فهو انقلاب فنزويلا 2002 المدعوم من الولايات المتحدة ضد هوجو تشافيز الذي أفشلته المظاهرات العارمة لأنصار تشافيز ورفض القوى السياسية له.
والثالث: انقلاب الشيوعيين الشهير في موسكو 1991 الذي أفشلته الحشود التي حاصرت الدبابات في روسيا ذات الديمقراطية الفتية، ولم تدم سلطة الانقلابيين سوى ثلاثة أيام! أما الانقلاب التجربة الرابعة فهي تجربة الشعب الفلبيني 1986 إذ نجحت منظمة اللاعنف «أكابكا» في حشد الشعب ضد الحكومة العسكرية وتجمع الآلاف أمام دبابات الحكومة وأسقطت حكما عسكريا جثم على صدورهم منذ 1973.
ونحن بحق مدينون للشعب التركي الذي نقل هذه التجارب الفريدة للمنطقة، التي طالما كانت مرتعا لأجهزة مخابرات العالم. ورأينا حجم الإحباط الذي انتاب وسائل الإعلام الغربية التابعة للحكومات الإمبريالية التي ما زالت تتعامل مع شعوب المنطقة بنظرة استعمارية استعلائية. فصحيفة نيويورك تايمز العريقة فقدت صوابها ووصفت الشعب التركي بمختلف أطيافه بأنهم يتبعون إردوغان مثل الغنم!
قد يبقى هناك تساؤل ماثل أمامنا ألا وهو لماذا رفضت المعارضة السياسية والمثقفون الليبراليون المناوئون لرئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان تدخل الجيش لإقصائه عن السلطة؟!
باعتقادي أن الشعب التركي حساس جدا لمسألة التبعية والتدخل الأجنبي، والمعركة الشرسة بين الحكومة وجماعة فتح الله غولن على حجمها الكبير أثبتت للأحزاب العلمانية والقومية والمثقفين الليبراليين أن الحركة ارتمت في أحضان الأجانب للحصول على الدعم الكافي للوصول للسلطة بعيدا عن اللعبة الديمقراطية الفتية في تركيا، وهذا ما يمقته الأتراك ويغفل عنه كثيرون.
التجربة التركية الفريدة في المنطقة نجحت لأن المجتمع بجميع قواه المدنية والسياسية والإعلامية والثقافية لم يحتف بالانقلاب كما هي كل مرة في الانقلابات السابقة سواء في تركيا أو في دول المنطقة.
وفي هذا السياق جدير بنا أن نستعرض تجارب المجتمعات المدنية في إفشال الانقلابات العسكرية، فقد ذكرت صحيفة هافنجتون بوست أن 4 انقلابات فاشلة أفشلتها المجتمعات المدنية عندما واجهتها بحركات احتجاجية حازمة وعصيان مدني. وهي انقلاب ألمانيا 1920 إذ جرى الانقلاب من أجل إحباط ثورة 1918 التي نتج عنها قيام الجمهورية الألمانية، وكان الانقلاب مدعوما من أنصار الملكية وبعض القوى اليمينية المتطرفة، لكن الانقلاب فشل بعد نزول عدد كبير من الشعب الألماني وحدوث حركة عصيان مدني أضعفت موقف الانقلابيين.
أما الانقلاب الثاني فهو انقلاب فنزويلا 2002 المدعوم من الولايات المتحدة ضد هوجو تشافيز الذي أفشلته المظاهرات العارمة لأنصار تشافيز ورفض القوى السياسية له.
والثالث: انقلاب الشيوعيين الشهير في موسكو 1991 الذي أفشلته الحشود التي حاصرت الدبابات في روسيا ذات الديمقراطية الفتية، ولم تدم سلطة الانقلابيين سوى ثلاثة أيام! أما الانقلاب التجربة الرابعة فهي تجربة الشعب الفلبيني 1986 إذ نجحت منظمة اللاعنف «أكابكا» في حشد الشعب ضد الحكومة العسكرية وتجمع الآلاف أمام دبابات الحكومة وأسقطت حكما عسكريا جثم على صدورهم منذ 1973.
ونحن بحق مدينون للشعب التركي الذي نقل هذه التجارب الفريدة للمنطقة، التي طالما كانت مرتعا لأجهزة مخابرات العالم. ورأينا حجم الإحباط الذي انتاب وسائل الإعلام الغربية التابعة للحكومات الإمبريالية التي ما زالت تتعامل مع شعوب المنطقة بنظرة استعمارية استعلائية. فصحيفة نيويورك تايمز العريقة فقدت صوابها ووصفت الشعب التركي بمختلف أطيافه بأنهم يتبعون إردوغان مثل الغنم!
قد يبقى هناك تساؤل ماثل أمامنا ألا وهو لماذا رفضت المعارضة السياسية والمثقفون الليبراليون المناوئون لرئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان تدخل الجيش لإقصائه عن السلطة؟!
باعتقادي أن الشعب التركي حساس جدا لمسألة التبعية والتدخل الأجنبي، والمعركة الشرسة بين الحكومة وجماعة فتح الله غولن على حجمها الكبير أثبتت للأحزاب العلمانية والقومية والمثقفين الليبراليين أن الحركة ارتمت في أحضان الأجانب للحصول على الدعم الكافي للوصول للسلطة بعيدا عن اللعبة الديمقراطية الفتية في تركيا، وهذا ما يمقته الأتراك ويغفل عنه كثيرون.