عبدالله قاسم العنزي

جريمة التأييد والتعاطف مع الجماعات الإرهابية

الاحد - 04 أبريل 2021

Sun - 04 Apr 2021

لقد خلقت التنظيمات الإرهابية تهديدات أمنية في منطقة الشرق الأوسط بعدما اتخذت استراتيجية التمدد في المناطق التي يسود فيها الاضطراب الأمني والبطالة والفقر والجهل حتى تستقطب عددا أكبر من المقاتلين في صفوفها، أضف إلى ذلك أن هذه التنظيمات المسلحة الإرهابية الخارجة عن القانون أصبحت ورقة سياسية تتلاعب بها الدول من حيث كسب أكثر المواقف أو الحصول على الدعم أو غيره من المصالح السياسية حتى وإن ادعت بعض الدول محاربتها.!!

تناقلت وسائل الإعلام المرئية والمقروءة ومواقع التواصل الاجتماعي أن شابا في الحرم المكي يحمل سلاحا أبيض ويردد عبارات مؤيدة لجماعات متطرفة علما أنني لا أشك في – عدم تمتع هذا الشاب بصحة نفسية جيدة – وأنه يعاني من تدين مرضي لاعتبار ما لهدف من حملك سكينا بيدك وتردد هذه العبارات.!؟! التدين المرضي يعد من أخطر الأمراض التي لم تعها المجتمعات، وهو مصنف كمرض نفسي بحيث يلجأ المريض إلى التدين في محاولة منه لتخفيف حدة تدهور أوضاعه الاجتماعية أو الاقتصادية أو الأسرية وغيرها أو قد يكون الدافع إلى التدين دفاعا من الخوف أو القلق من ظواهر معينة أو ضد القهر والإحباط، لا علينا مما حدث بل المهم هو ما هو موقف الشرع والقانون من هذا التصرف.؟

الحقيقة التي لا مريب فيها أن هذه الجماعات المتطرفة تعد من أهل البدع والضلال، وأرباب الفسق والانحراف، فسفك الدماء عندهم والعبث بجثث القتلى وقتل الأبرياء وزعزعة الأمن والاستقرار أمر طبيعي ويزعمون أنه من الجهاد في سبيل الله، والدين بريء من تصرفاتهم، فقد جاء في أكثر من موضع في السنة المطهرة التحذير من الخوارج كما في البخاري وغيره أنه «سيخرج قوم في آخر الزمان، حداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة» والسبب في دعوى النبي عليه الصلاة والسلام إلى قتل الخوارج لأن الخارجي إذا لم تقتله قتلك.!! وهذا هو حال الجماعات المتطرفة الخارجة عن أوامر الشريعة.

أما من حيث القانون، فكل من يقوم بتأييد التنظيمات، أو الجماعات الإرهابية أو إظهار الانتماء لها، أو التعاطف معها، أو الترويج لها سواء داخل المملكة أو خارجها، ويشمل ذلك المشاركة في جميع وسائل الإعلام المسموعة أو المقروءة أو المرئية، ووسائل التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها، المسموعة أو المقروءة أو المرئية، ومواقع الإنترنت واستخدام شعارات هذه الجماعات والتيارات أو أي رموز تدل على تأييدها أو التعاطف معها فإنه يخضع للعقوبات الواردة في نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م 21) بتاريخ 1439/2/12هـ والملاحظ في حادثة الشاب في الحرم المكي أن القصد الجنائي ظاهر في سلوكه، وهو التأييد والتعاطف في هتافاته، كما أن الشكر موصول لرجال الأمن الذين تعاملوا مع الموقف بكل حكمة ولم يسمحوا لهذا الشاب بأن يعكر صفو المكان.. وفي الختام فإن الشباب هم الفئة الأكثر استهدافا من قبل التنظيمات الإرهابية، وهذا يحتاج منا إلى رؤية سوسيولوجية تكشف المزيد من العوامل النفسية والاجتماعية التي تجعل التطرف العنيف ينشط في سلوك فئة الشباب على مختلف أشكاله.

expert_55@