لبناني فضح مؤامرات إيران على المغرب

ناشيونال إنترست: طهران أرسلت عناصر من حزب الله لتدريب البوليساريو
ناشيونال إنترست: طهران أرسلت عناصر من حزب الله لتدريب البوليساريو

الاحد - 04 أبريل 2021

Sun - 04 Apr 2021

تسبب القبض على اللبناني باسم إبراهيم يوسف الموالي لحزب الله الإرهابي في كشف مؤامرات إيران في المغرب، ومحاولاتها المستمرة نشر الفوضى والتطرف والقتل في المنطقة.

وأكد تقرير حديث لصحيفة «ناشيونال إنترست» أن التوتر الدبلوماسي بين المغرب وإيران بات واضحا بشكل كبير بعد أن قطعت الأولى علاقتها نهائيا مع نظام الملالي، مشيرا إلى عدد من الأسباب التي يبقى أبرزها عداء إيران لأي دولة مؤيدة للغرب بغض النظر عن دينها أو توجهها السياسي.

ونقل التقرير عن مسؤولين مغاربة فضلوا عدم الكشف عن هويتهم أن المواطن اللبناني الذي اعتقلته المخابرات المغربية، كان يسعى لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية بتوجيهات من المخابرات الإيرانية.

وأغلقت المغرب سفارتها في طهران وطردت السفير الإيراني في الرباط قبل أكثر من عامين، بعد أن تأكدت من أن ميليشيات حزب الله الإرهابي، تدعم جبهة البوليساريو بتدريب مقاتليها وتسليحهم.

ماذا يفعل؟

وألقت السلطات المغربية القبض على المواطن اللبناني «57 عاما» ولا يعرف عنه الكثير باستثناء أنه عضو في حزب الله، وعثر بحوزته على جوازات سفر وبطاقات هوية أوروبية متعددة.

وتساءل تقرير «ناشيونال إنترست»عما كان يفعله عميل من حزب الله بوثائق مزورة في المغرب؟ وأضاف «هل هو أيضا مرتبط بالشبكة التي تساعد إيران وحزب الله في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، أم أنه كان متجها للمغرب لتنفيذ هجوم ما؟

وأشار إلى أن الإجابة عن هذه الأسئلة تتطلب النظر فيما يقرب عقدا من التوتر بين طهران والرباط.

وقال إن هناك زعما بمحاولة إيران رشوة المسؤولين للسماح لتاج الدين بمغادرة الأراضي المغربية، مشيرا إلى أن طهران لم تغفر للمغرب تسليم تاج الدين لواشنطن.

اتهامات مغربية

وفي 2009 قطعت الرباط علاقاتها مع طهران بعد تصريح مسؤول ديني إيراني بأن البحرين جزء من إيران، وبعد عودة العلاقات، قطعت الرباط من جديد علاقاتها مع طهران في 2018 بعد اتهامات لطهران بإرسال عناصر من حزب الله لتدريب جبهة البوليساريو، التي تطالب بانفصال الصحراء الغربية عن المغرب، وتزويدها بالسلاح.

كما اتهم المغرب إيران بمحاولة نشر المذهب الشيعي الثوري في البلاد التي يسود فيها المذهب السني.

وأشار التقرير إلى أن إيران سعت بحماس لنشر المذهب الشيعي في جميع أنحاء غرب أفريقيا وبين المهاجرين المغاربة في شمال أوروبا، وزاد التوتر بعد استجابة المغرب لطلب أمريكي لاعتقال رجل الأعمال الممول لحزب الله، اللبناني قاسم تاج الدين، أثناء عبوره المغرب في 2017.

وزاد اتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل من غضب طهران، يقول التقرير، وخلص التقرير إلى أن إيران دعمت تاريخيا أي تحرك ضد الأنظمة الموالية للغرب، بغض النظر عن توجهاتها الدينية أو السياسية.

تورط طهران

وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، خلال مؤتمر صحفي في الرباط عقب قطع العلاقات مع إيران، إن قرار قطع العلاقات حصري بين البلدين ولا علاقة له بالتطورات في الشرق الأوسط، في تأكيد على وجود مؤامرة استهدفت المغرب بالتحديد.

وتابع أنه زار طهران حيث أبلغ نظيره الإيراني محمد جواد ظريف قرار المملكة، مؤكدا مغادرته برفقة السفير المغربي هناك، وقال إنه سيستقبل القائم بالأعمال الإيراني في الرباط لـ«مطالبته بمغادرة التراب المغربي».

وأوضح بوريطة أن هذا القرار صدر «ردا على تورط إيران عن طريق حزب الله في تحالف مع البوليساريو يستهدف أمن المغرب ومصالحه العليا، منذ سنتين، وبناء على حجج دامغة».

وكشف أن هذه العلاقة بدأت عام 2016 حين تشكلت لجنة لدعم الشعب الصحراوي في لبنان برعاية حزب الله، تبعها «زيارة وفد عسكري من حزب الله إلى تندوف» في إشارة إلى مخيمات بوليساريو في الجزائر.

تبييض الأموال

وأضاف أن «نقطة التحول كانت في 12 مارس 2017 حين اعتقل في مطار الدار البيضاء قاسم محمد تاج الدين بناء على مذكرة اعتقال دولية صادرة عن الولايات المتحدة تتهمه بتبييض الأموال والإرهاب، وهو أحد كبار مسؤولي مالية حزب الله في أفريقيا».

وتابع بوريطة «بدأ حزب الله يهدد بالثأر بسبب هذا الاعتقال وأرسل أسلحة وكوادر عسكرية إلى تندوف لتدريب عناصر من البوليساريو على حرب العصابات وتكوين فرق كوماندوس وتحضير عمليات عدائية ضد المغرب». وأكد «إرسال صواريخ سام 9 وسام 11 أخيرا إلى بوليساريو».

وأوضح الوزير المغربي «لدينا أدلة ومعطيات وتواريخ تظهر تورط عنصر واحد على الأقل بالسفارة الإيرانية في الجزائر في تنظيم كل هذه العمليات على مدى عامين على الأقل». وقال إن هذا الشخص هو «العنصر الرئيس لتسهيل العلاقات والاتصالات بين المسؤولين العسكريين في حزب الله ومسؤولي بوليساريو».

وعد الوزير المغربي أن مثل هذا «القرار الاستراتيجي لا يمكن أن يتخذه حزب الله دون موافقة إيران».

دحض المعلومات

وحرص الوزير على التأكيد أن «هذا القرار يهم حصريا العلاقات الثنائية مع هذا البلد وأبلغنا الإيرانيين أولا بهذا القرار تفاديا لأي تأويلات خاطئة حول خلفياته». وأكد أنه «لم يتلق من نظيره الإيراني إجابات تدحض المعلومات المتوافرة لدينا».

وأوضح بوريطة أن قرار قطع العلاقات «اتخذ لاعتبارات ثنائية محضة لا علاقة لها إطلاقا بالتطورات الإقليمية والدولية»، مؤكدا أنه «غير موجه ضد الشيعة أو الشعبين الإيراني واللبناني».

وختم أن المغرب «لا يمكن إلا أن يكون حازما عندما يتعلق الأمر بوحدته الترابية وأمنه».

تأييد عربي

وأيدت عدد من الدول العربية قرار المغرب بمقاطعة إيران والتنبه للمؤامرات التي تحيكها في المنطقة والعالم، وأكدت السعودية ومصر والإمارات والبحرين وقوفها مع المغرب ضد التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية، مشددة على موقفها الثابت في السراء والضراء.:

وعبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، عن وقوف المملكة إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في كل ما يهدد أمنها واستقرارها ووحدتها الترابية.

وأضاف المصدر، أن حكومة المملكة تدين بشدة التدخلات الإيرانية في شؤون المغرب الداخلية من خلال أداتها ميليشيات حزب الله الإرهابية التي تقوم بتدريب عناصر ما يسمى بجماعة «البوليساريو» بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة المغربية الشقيقة. وقال المصدر إن المملكة تؤكد وقوفها إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في كل ما يضمن أمنها واستقرارها بما في ذلك قرارها بقطع علاقاتها مع إيران.