إيران تصنع الرهائن وتستخدمهم للابتزاز

واشنطن تطالب بإطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين في طهران.. وسوليفان: ستكون رسالتنا للملالي قوية
واشنطن تطالب بإطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين في طهران.. وسوليفان: ستكون رسالتنا للملالي قوية

السبت - 03 أبريل 2021

Sat - 03 Apr 2021

فيما استمر النظام الإيراني في اعتقال الأمريكيين والأوروبيين كوسيلة ضغط وطريقة جديدة للابتزاز والحصول على مكاسب، دعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الإفراج عن جميع الأمريكيين المحتجزين دون سند في طهران، وحذرت من التمادي في عمليات القمع والتعذيب.

وقالت الخارجية الأمريكية في بيان أمس الأول «إن عودة المحتجزين في إيران أو أماكن أخرى بأمان أولوية قصوى للولايات المتحدة». وأكد مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، أن إدارة الرئيس جو بايدن على اتصال بإيران من أجل الإفراج عن الأمريكيين الخمسة المحتجزين.

وشدد في تصريحات تلفزيونية، أن «هذه القضية ستساعد في تحديد العلاقات المستقبلية بين البلدين»، وأشار إلى أهمية تأمين إطلاق سراح الأمريكيين الخمسة المعتقلين، وقال «بدأنا في التواصل مع الإيرانيين بشأن هذه القضية، وسنواصل القيام بذلك ونحن نمضي قدما»، وتابع «ستكون رسالتنا القوية للإيرانيين أننا لن نقبل اقتراحا طويل الأجل، حيث يستمرون في الاحتفاظ بأمريكيين بطريقة غير عادلة وغير قانونية».

صناعة الرهائن

وتعمل إيران على صناعة الرهائن من خلال احتجاز الغربيين، حيث اعتقلت الشهر الماضي مواطنين أجنبيين بهدف استغلالهما كوسيلة ضغط للإفراج عن دبلوماسي مدان بالإرهاب، وذكرت محطة إيران إنترناشيونال الناطقة بالفارسية ومقرها بريطانيا، أن الشخصين أحدهما ألماني الجنسية والثاني إيراني يحمل جنسية فرنسية، وتحاول إيران استغلالهما كرهائن أجانب.

وأشارت المحطة الإخبارية المعارضة، في تقرير لها، إلى أن طهران اعتقلت المواطنين الألماني والفرنسي قبل أن تدين محكمة بلجيكية الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، في فبراير الماضي، وحكم القضاء البلجيكي بالسجن 20 عاما على أسدي الذي أدين بتدبير هجوم ضد تجمع لمعارضين قرب باريس عام 2018.

وجاءت العقوبة على أسدي (49 عاما)، الذي كان معتمدا في سفارة إيران بالعاصمة النمساوية فيينا، خلال تلك الفترة، مطابقة لطلب النيابة العامة الفيدرالية البلجيكية المختصة بشؤون الإرهاب.

اعتقال تعسفي

وجاء اعتقال السائح الفرنسي بنيامين بريير، في إيران، بعد أن تم توقيفه بطائرته المسيرة، ليعقد من جديد العلاقات الفرنسية الإيرانية. وحسب ما ذكرت تقارير أبرزتها شبكة فويس أوف أمريكا، لا يزال محتجزا، حيث يواجه تهما تتعلق بالتجسس والدعاية ضد النظام الإيراني، وإذا ثبتت تلك الإدانات ضده، فمن الممكن أن يواجه حكما بالإعدام.

ولا يعد اعتقال السائح الفرنسي بريير، المرة الأولى التي تعتقل فيها إيران أجانب من خارج الدولة، فطهران لديها سلسلة اعتقالات للأجانب الذين يزورون أرضها، وأبرزها البريطانية راتكليف وغيرهم من المعتقلين.

وتمارس السلطات الإيرانية سياسة الاعتقالات التعسفية ضد الرعايا الأجانب على أراضيها ومزدوجي الجنسية، بهدف استخدامهم كأوراق مساومة لأغراض سياسية وتجارية، حسب منظمات حقوقية.

تهديد إيراني

وهددت إيران على لسان وزارة الخارجية بعد الحكم على أسدي، باستخدام ما قالت إنها جميع الوسائل السياسية والقانونية في هذا الصدد، فيما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية «إن بلاده ستتابع عن كثب تفاصيل اعتقال أحد مواطنيها في إيران أخيرا»، مشيرا إلى عدم وجود معلومات بشأنه في الوقت الراهن، وفق إيران إينترناشيونال.

ويعد أسدي المتهم الرئيسي فيما عرفت بقضية الهجوم الفاشل الذي استهدف تفجير المؤتمر السنوي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي تمثله منظمة مجاهدي خلق المعارضة في ضواحي باريس، في يونيو من 2018.

وأيدت 58 دولة قبل أيام عدة مبادرة اقترحتها وزارة الخارجية الكندية، بهدف الضغط دبلوماسيا على البلدان التي تعتقل الرعايا الأجانب وتستخدمهم كوسائل ضغط.

الطريق الخطأ

ويرى برنارد أوركيد المتخصص في الشأن الإيراني، أن اعتقال السائح الفرنسي ومن قبله الأكاديمية الإيرانية الفرنسية فريبا عادلخاه عام 2019 هما قضيتان منفصلتان لن يكون لهما تأثير قوي على محادثات الصفقة النووية الإيرانية، أو غيرها من المفاوضات بين البلدين.

وتعمل فرنسا جنبا إلى جنب مع بريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، إلى إحضار الولايات المتحدة وإيران إلى طاولة المفاوضات لإجراء محادثات غير رسمية كخطوة أولى نحو إحياء اتفاق طهران النووي لعام 2015.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين الشهر الماضي، «إن إيران تسير في الاتجاه الخاطئ»، ومن الجانب الفرنسي أشار جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي، إلى المخاوف بشأن سياسات طهران.

ملاحقة الأجانب

ووصف محمد رضا جليلي أستاذ العلاقات الدولية الفخري بمعهد جنيف للدراسات العليا، «إن حادثة السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 كانت الأساس لسياسة إيران الدبلوماسية وهي ملاحقة الأجانب ومزدوجي الجنسية»، مضيفا أن تلك الخطوات الإيرانية تأتي في محاولة من طهران لكسب النفوذ.

ويقول محللون إن الدول الأوروبية يبدو أنها تتمتع بنفوذ أقل من الولايات المتحدة بشأن الإفراج عن مواطنيها المعتقلين في إيران، في الوقت الذي أشارت فيه التقارير إلى أن فرنسا حاولت مرات عدة الجمع بين إيران والولايات المتحدة واستئناف المحادثات، لكن فرنسا وأوروبا بشكل عام شريكان ليس لهما نفوذ إذا لم تتحرك واشنطن.

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في 18 يونيو في إيران، ويعتقد عدد من المراقبين أنه لا يمكن استئناف أي مفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني قبل الانتخابات.

سم المعارضين

وبالتواكب مع ملاحقة الأجانب واعتقالهم، يواصل النظام الإيراني القمع والقتل في الداخل، وفي الأيام الماضية لقي معارض إيراني حتفه، «مسموما» بأحد سجون طهران، حيث كان موقوفا على خلفية مظاهرة لأتباع إحدى الطرق الصوفية في 2018.

وأدين بهنام محجوبي بعد مشاركته في مظاهرة خلال فبراير 2018 لأتباع طريقة صوفية يعرفون بـ»كنابادي»، وبدأ في يونيو تمضية عقوبة السجن لعامين، وأبدت هيئات حقوقية قلقها على الحالة الصحية لمحجوبي الذي وصفته بـ»سجين رأي».

وأفادت منظمة السجون الإيرانية بأن محجوبي كان يعاني «من تسمم حاد على خلفية استهلاك أدوية، وأرسل بشكل فوري إلى أحد مستشفيات طهران»، وذلك في بيان أورده موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية.

وأكد أن السبب المباشر للوفاة سيحدد بعد تشريح الجثة، مشيرا إلى أن الأطباء عثروا في معدة السجين على «مسحوق أسود اللون»، وأفاد مكتب المفوض العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن الوضع الصحي لمحجوبي «حرج جدا»، داعيا السلطات الإيرانية إلى إيضاحات شفافة لأسباب دخوله في غيبوبة، بدءا من 12 فبراير الحالي.

إيران والصوفيون:

  • 280 ألف شخص عددهم التقريبي في إيران.

  • 2009 تعرضوا لأول عملية قمع في عهد محمود أحمدي نجاد.

  • 2018 نظموا مظاهرة كبيرة ضد حكومة روحاني.

  • 5 قتلوا خلال المظاهرة.

  • 300 شخص تم اعتقالهم وتوقيفهم.