عاصم الطخيس

فيلم «Raya» وأهمية «الثيم» في القصة

الثلاثاء - 30 مارس 2021

Tue - 30 Mar 2021

الأفلام أصبحت الآن وسيلة أساسية لتغيير المجتمعات وثقافتها، وفي أحيان كثيرة أصبحت بعض الأفلام خالدة في ذاكرة تاريخ السينما وكان لها وقعها الخاص على مر الأجيال، ومع تقدم العقود يزداد أهميتها وتتضح نقاطها التي كان يريدها كاتب السيناريو أو المخرج في هذا العمل. بل أصبحت بعض الأفلام مثالا يحتذى به واقتباس بعض من حواراتها؛ لتدخل ضمن معجم الكلمات والأمثال التي يستخدمها العامة في حياتهم، هذا دليل قوي على قوة تأثير الفيلم على المجتمع. لكن يجب علينا أن نسأل، لماذا؟ الإجابة بكل بساطة هي (الثيم) -الموضوع الخاص- بالفيلم.

أغلب هذه الأفلام تتمحور حول (موضوع) معين أو (موضوعين) فمثلا: في فيلم العراب (The God father) كان الموضوع هو العائلة. سلسلة أفلام السرعة والغضب (The Fast and the Furious) كان موضوعها عن العائلة. فيلم السعي نحو السعادة (The pursuit of happiness) كان الموضوع عن علاقة الأب بابنه، وقيام الأب بكل ما يستطيع لحماية وتأمين مستقبل الابن.

جميع هذه المواضيع تعتبر عالمية، أي أن كل من يراها في أي مكان في العالم سيتعرف وينتمي لها، بغض النظر عن القشرة والثقافة التي أتت منها. لذلك نلاحظ أن سبب عدم نجاح الأفلام السعودية خصوصا والخليجية عموما في شباك التذاكر هو عدم وجود هذا الموضوع ضمن محور القصة وهذا ما يضعفها، وكذلك تركيزهم على أجزاء صغيرة من حياتنا اليومية المملة والتي لا تفيد ولا تهم المشاهد المحلي قبل غيره، وهذا ما يدفع بصالات السينما لإيقاف عرض هذه الأفلام بعد أسبوع أو أسبوعين من طرحها لعدم الإقبال عليها. السبب في قولي ذلك هو اجتماعي مع عدد من المهتمين بصناعة الأفلام في السعودية، وفندت لهم سبب عدم نجاحها لا يقتصر على قلة الخبرة فقط بل من الأساس وهو كتابة سيناريو محترف يتمتع بكل المقاييس المطلوبة لفيلم ناجح وتجاري يحقق عائدا ماديا عند عرضه، ومن هذه الأسباب هو أن تكون القصة ذات طابع وموضوع عالمي يستطيع الجميع فهمها والانتماء لها.

هنا يأتي دور فيلم ريا (Raya) الذي أنتج من قبل شركة ديزني Disney ويعرض حاليا في صالات السينما وحقق نجاحا باهرا حتى هذه اللحظة، بالرغم من كون الفيلم يتمتع بثقافة آسيوية إلا أن الثقافة لم تكن إلا القشرة لتمييز الفيلم عن غيره من أفلام ديزني العالمية. إلا أن الموضوع الذي كان محور القصة هو الشيء الواضح والجميل فيه فكان هناك ثلاثة مواضيع مترابطة مع بعضها البعض وهي: الثقة بالآخرين، التضحية، والاستشارة. هذه المواضيع كان لها وقع كبير على نبرة وأحداث الفيلم وكذلك الشخصيات نفسها التي تأثرنا بها وهتفنا لها لنيل مرادها في الأخير. ما لفت انتباهي هو أن البطلة ريا (Raya) لم يكن لها الكلمة الأخيرة لحل المشكلة التي واجهتهم بل كانت عدوتها نماري (Namaari) لكن الأخيرة عندما رأت الجميع ضحى بحياته من أجل المصلحة العامة، قامت هي بفعل الشيء نفسه ونجحت خطة ريا في تحقيق حلم والدها وإعادة السلام بين المناطق المتناحرة وعودة الحياة لهم بعض قرون من الفرقة.

AsimAltokhais@