فيصل الشمري

الدبلوماسية الأمريكية.. كيف تسير مع بايدن؟

الاثنين - 29 مارس 2021

Mon - 29 Mar 2021

إن أسوأ أعداء أمريكا يسخرون من إدارة جو بايدن، ويستفزونها رافضين طرق تعاملها. يبدو أنهم يوجهون رسالة واضحة: إنهم لا يخشون أمريكا ولا يحترمونها في ظل قيادة هذه الإدارة. بعد شهرين من ولاية بايدن يتضح ذلك على العلن وليس خلف الغرف المغلقة.

خلال اليوم الأول من الاجتماع المرتقب في ألاسكا والعالم يتفرج رد قادة الحزب الشيوعي الصيني على الانتقادات الموجهة لانتهاكات الصين لحقوق الإنسان من وزير الخارجية أنطوني بلينكين ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان بأسلوب دبلوماسي مغاير للأسلوب الصيني المتبع لكن من خلال استخدام طريقة في الرد يستخدمها أعضاء الإدارة نفسها. واستخدمها الرئيس أوباما سابقا أثناء رحلاته للدول واعتذاره لأخطاء أمريكا الأخلاقية وهي المستوحاة من مشروع 1619 «هو مشروع يساري حالي لمجلة نيويورك تايمز يجادل بأن التأسيس الحقيقي لأمريكا بدأ في العام الذي تم فيه بيع العبيد الأول للمستعمرين البريطانيين، بدلا من 1776 العام الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة الاستقلال».

«فيما يتعلق بحقوق الإنسان، نأمل أن تقوم الولايات المتحدة بعمل أفضل»، هكذا قال كبير الدبلوماسيين في الحزب الشيوعي الصيني يانغ جيتشي. وأضاف «التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في مجال حقوق الإنسان عميقة الجذور» ولم تظهر فقط على مدى السنوات الأربع الماضية، مثل حياة السود مهمة.

قام مسؤولو الحزب الشيوعي الصيني بإلقاء اللوم في محاولة لتصوير ليس الصين، بل أمريكا، على أنها متسلطة وقسرية مهيمنة، تسعى إلى فرض قيمها على الآخرين. عشية الاجتماع طرح السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، كوي تيانكاي، السؤال التالي «هل ستكون الولايات المتحدة مسؤولة في الشؤون العالمية؟» - إشارة إلى تساؤل قادة مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية كان يطرحها على الصين منذ 2005.

وقبلها أطلق الرئيس جو بايدن على الرئيس الروسي بوتين لقب «القاتل»، أجاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن «القاتل مَن يصف الآخر بذلك»، طلب بوتين من بايدن المناظرة في تحد وأضاف «أتمنى لك -الرئيس بايدن- الصحة. أقول ذلك بدون أي سخرية أو مزحة». كان النص الضمني واضحا: كان بوتين يشكك في حدة بايدن العقلية ولياقته.

ما يزيد الطين بلة أعلن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في مقابلة مع صحيفة بوليتيكو في 17 مارس، أنه يجب على الولايات المتحدة (العودة إلى الامتثال) للاتفاق النووي الإيراني قبل أن تفعل طهران ذلك. رفض ظريف بشكل قاطع أي نوع من الجهود المبذولة لتوسيع معايير أي صفقة من هذا القبيل لتشمل الأنشطة الخبيثة المتنوعة التي يقوم بها النظام الحاكم. قبل زيارات وزير الخارجية بلينكين ووزير الدفاع أوستن إلى اليابان وكوريا الجنوبية، حذرت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ الإدارة الأمريكية الجديدة إذا أرادت الولايات المتحدة النوم بسلام خلال السنوات الأربع القادمة، فمن الأفضل لها الامتناع عن إحداث أي مشاكل في شبه الجزيرة الكورية.

أشارت إدارة بايدن إلى رغبتها في شيء من التقارب مع الصين الشيوعية حتى قبل الاجتماع من خلال تخفيف الضغط الذي مارسته إدارة ترمب على الصين. سلط كل من بلينكين وسوليفان الضوء على أن رغبة أمريكا في «النظر بجدية إلى أوجه القصور والأخطاء الخاصة بها» في السعي المستمر لتكوين علاقات مع هذه الدول في السابق كانت تستخدم القوة ومن بعهدها الدبلوماسية. في حين أن الحزب الشيوعي الصيني رده الحاد كان بسبب حالة التخبط والضعف من الإدارة الحالية لا يوجد أي تكافؤ أخلاقي بين الصين الشيوعية وأمريكا، وأن مسؤولي إدارة بايدن لم يردوا بقوة وحزم على الصين أمر مقيت.

إيران: عمدت إدارة بايدن للعودة إلى مسرحية الاتفاق النووي التي جعلت الولايات المتحدة الدولة كأنها ترعى إيران الدولة الراعية للإرهاب في العالم. من خلال دعوة النظام الحاكم للعودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة في نفس الوقت الضغط على حلفاء أمريكا المناهضين لإيران في المنطقة وإزالة تصنيف الحوثيين من قائمة الإرهاب المدعومين من إيران والفشل في الرد بشكل هادف على الهجمات المرتبطة بإيران على القوات الأمريكية أنها إيحاء بالضعف.

مسؤولو إدارة بايدن مغرمون بالقول «إن أمريكا عادت». وهذا صحيح بقدر ما يعني العودة كما كان متوقعا، إلى سياسة عهد أوباما المتمثلة في استرضاء أعداء أمريكا على حساب حلفائها وضع العولمة أولا بدلا من أمريكا أولا. أمريكا عادت بالتأكيد، حيث لا يخشاها أعداؤها ولا تحترم من حلفائها.

mr_alshammeri@