كلماتنا.. حياتنا اصطلاحات!
الاثنين - 29 مارس 2021
Mon - 29 Mar 2021
هل تحمل كلماتنا صفة الدقة، وهل تعني كلماتنا ما تعنيه حرفيا، أم إنها مجرد اصطلاحات لا تحمل سوى اتفاق ضمني بين العقول البشرية على وصف شيء معين بهدف تسهيل مهمة الفهم لا أكثر، بينما الحقيقة أن اللغة تعجز عن وصف الواقع كواقع كوني أو واقع حقيقي كما يمكن أن نراه أو نفسره؟
وحتى تتضح الصورة بالأمثلة، (وربما نختلف على الأمثلة أيضا) فنحن نقول أشرقت الشمس، بينما الشمس مشرقة على الدوام وإنما الأرض هي التي تكمل دورتها فتغيب الشمس قسرا وإضافة فعل الإشراق للشمس ليس دقيقا، ونفس الأمر على كلمة تغيب الشمس، فكيف يغيب من هو مشرق دوما، وإنما اصطلحنا على أن الشمس هي من تشرق لأننا نعتقد أنها انطفأت وعادت للإشراق مع كل صبح جديد مع أنها مشرقة على دول الشرق قبلنا بساعات!
وهذا ما ينطبق – كمثل أيضا- على مصطلح السرعة، فليس صحيحا أن الأرنب سريع إذا ما قارنته بما نشاهده من مشاهد ملاحقة قتل الحياة الفطرية فالسيارات أسرع من الأرنب، بينما الأرنب أسرع من السلحفاة رغم أن السلحفاة أسرع من النبات، وقد يقول قائل إن النبات لا يتحرك، وهذا غير صحيح طبعا، فقياسا على سرعة الكرة الأرضية فمكان النبات اليوم في الكون غير مكانه في الغد، فالنبات غير ثابت!
وأيضا نقول فوق وتحت، وليس بالضرورة أن الذي فوقنا هو فوق العالم، بل قد يكون تحت العالم لو أن الكرة الأرضية في دورتها التي تجعل منا أسفل الكون، والشمال ليس شمالا والشرق ليس شرقا أيضا ولا شك أننا نقول شرق لأن الشمس تشرق من الشرق، والحقيقة أن الشمس تشرق (اصطلاحا فقط) مع كل جهة، وتصبح شرقا فقط إن كان وجهنا للشمال، بينما الشمال نفسه قد يكون باتجاه آخر غير الاتجاه الذي اصطلحنا عليه!
حتى أحلامنا اصطلحنا على أنها حلم، أي أنها ليست من الواقع في شيء، لكنك أثناء الحلم تلهث وتخاف وتصحو وأنت متأثر بفرح أو غضب أو حب أو ضحك، وفي الأخير تأثرت كل حواسك وهرموناتك بشيء غير واقعي، ثم تعود للواقع فما يثبت أن هذا الواقع الذي فيه غضب وحب وفرح وقلق هو ليس حلما أيضا؟ ليصبح الواقع مجرد اصطلاح!
ولو اتفقنا أن كلماتنا مجرد اصطلاحات اصطلحنا عليها، فهل المعاني كذلك هي مجرد اصطلاحات مؤقتة، وهل الحقائق كذلك هي مجرد اصطلاحات وإلا فالحقائق قابلة للتغيير، هل تعطينا هذه المقدمة سببا عظيما وقويا أن لا نتحمس كثيرا لإثبات حقيقة لأن الحقيقة قد لا تكون حقيقة من جهة أخرى؟!
ربما تبدو هذه الأفكار قديمة في التداول، لكنها تعطينا معنى آخر، وهو أن أعمارنا قصيرة عن إدراك الواقع كما هو، فنحن نغير اللغة، ونغير المعاني والمصطلحات، ونغير الأفكار، فتتغير الوقائع، وتصبح الأشياء ليست هي الأشياء بالأمس، فيبدو كما قال برتراند راسل: لا شيء يستحق أن تموت من أجله!
Halemalbaarrak@
وحتى تتضح الصورة بالأمثلة، (وربما نختلف على الأمثلة أيضا) فنحن نقول أشرقت الشمس، بينما الشمس مشرقة على الدوام وإنما الأرض هي التي تكمل دورتها فتغيب الشمس قسرا وإضافة فعل الإشراق للشمس ليس دقيقا، ونفس الأمر على كلمة تغيب الشمس، فكيف يغيب من هو مشرق دوما، وإنما اصطلحنا على أن الشمس هي من تشرق لأننا نعتقد أنها انطفأت وعادت للإشراق مع كل صبح جديد مع أنها مشرقة على دول الشرق قبلنا بساعات!
وهذا ما ينطبق – كمثل أيضا- على مصطلح السرعة، فليس صحيحا أن الأرنب سريع إذا ما قارنته بما نشاهده من مشاهد ملاحقة قتل الحياة الفطرية فالسيارات أسرع من الأرنب، بينما الأرنب أسرع من السلحفاة رغم أن السلحفاة أسرع من النبات، وقد يقول قائل إن النبات لا يتحرك، وهذا غير صحيح طبعا، فقياسا على سرعة الكرة الأرضية فمكان النبات اليوم في الكون غير مكانه في الغد، فالنبات غير ثابت!
وأيضا نقول فوق وتحت، وليس بالضرورة أن الذي فوقنا هو فوق العالم، بل قد يكون تحت العالم لو أن الكرة الأرضية في دورتها التي تجعل منا أسفل الكون، والشمال ليس شمالا والشرق ليس شرقا أيضا ولا شك أننا نقول شرق لأن الشمس تشرق من الشرق، والحقيقة أن الشمس تشرق (اصطلاحا فقط) مع كل جهة، وتصبح شرقا فقط إن كان وجهنا للشمال، بينما الشمال نفسه قد يكون باتجاه آخر غير الاتجاه الذي اصطلحنا عليه!
حتى أحلامنا اصطلحنا على أنها حلم، أي أنها ليست من الواقع في شيء، لكنك أثناء الحلم تلهث وتخاف وتصحو وأنت متأثر بفرح أو غضب أو حب أو ضحك، وفي الأخير تأثرت كل حواسك وهرموناتك بشيء غير واقعي، ثم تعود للواقع فما يثبت أن هذا الواقع الذي فيه غضب وحب وفرح وقلق هو ليس حلما أيضا؟ ليصبح الواقع مجرد اصطلاح!
ولو اتفقنا أن كلماتنا مجرد اصطلاحات اصطلحنا عليها، فهل المعاني كذلك هي مجرد اصطلاحات مؤقتة، وهل الحقائق كذلك هي مجرد اصطلاحات وإلا فالحقائق قابلة للتغيير، هل تعطينا هذه المقدمة سببا عظيما وقويا أن لا نتحمس كثيرا لإثبات حقيقة لأن الحقيقة قد لا تكون حقيقة من جهة أخرى؟!
ربما تبدو هذه الأفكار قديمة في التداول، لكنها تعطينا معنى آخر، وهو أن أعمارنا قصيرة عن إدراك الواقع كما هو، فنحن نغير اللغة، ونغير المعاني والمصطلحات، ونغير الأفكار، فتتغير الوقائع، وتصبح الأشياء ليست هي الأشياء بالأمس، فيبدو كما قال برتراند راسل: لا شيء يستحق أن تموت من أجله!
Halemalbaarrak@