طلال الشريف

«كلنا إخوان وكلنا مسلمين»

السبت - 27 مارس 2021

Sat - 27 Mar 2021

يحسب لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وبمشاركة وزارة التعليم ورئاسة أمن الدولة تبني مبادرة التأكيد على مضامين بيان هيئة كبار العلماء في التحذير من تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، بلقاءات توعية شارك فيها عدد من المتخصصين، بالإضافة إلى الكلمات التوجيهية لمديري الجامعات، في إشارة إلى ضرورة استمرار برامج التوعية في التحذير من تنظيم جماعة الإخوان المسلمين وخطره على أمن الأوطان في عالمنا العربي والإسلامي.

وتاريخ تنظيم جماعة الإخوان المسلمين ونهجها الديني والسياسي والحركي يخفى على كثير من شبابنا اليوم، ما يستدعي كشف حقيقته وأهدافه وتناوله بالوصف والتحليل والنقد والتعرية في المناهج الدراسية وأهدافها ومحتواها وطرائق تدريسها. يجب أن يعي شبابنا أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة مخادعة ومنحرفة ظاهرها الدعوة والتلبس بلباس الدين النقي وباطنها تشويه أصول الإسلام المتفق عليها وتأييدها للثورة الإيرانية ووصفها لها بروح الأمة المسلمة، وسعيها للوصول إلى السلطة والحاكمية ونبذ الوطنية والطاعة المطلقة للمرشد الأعلى، وأنها جماعة تكفيرية بحسب ما جاء في نصوص وكتابات ورسائل مؤسس الجماعة وفي تقسيمه الصريح للمجتمع إلى مجتمع الإيمان ومجتمع الباطل، وأنها جماعة حزبية سياسية هدفها الوصول إلى السلطة والخروج عن الحكام والزعم بإنشاء دولة الخلافة واعتبار الحكومة ركن من أركان الإسلام، وأنها جماعة شرعنت العنف والإرهاب والاستهانة بالدماء في خطاباتها وممارساتها وآمالها ببناء كتائب مقاتلة تغزو بها العالم، وأنها جماعة ولادة خرج من رحمها جماعات متطرفة وإرهابية كالقاعدة والحوثية والسرورية، عاثت في الأرض فسادا وأساءت للإسلام كعقيدة ومنهج حياة، وأنها جماعة إقصائية لكل من يخالفها بدليل انشقاق العشرات من قادتها وزعمائها والمنتمين إليها وعلى رأسهم الشيخ محمد الغزالي وما تضمنه كتابه الشهير «من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث».

لقد نجح تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في اختراق قطاع التعليم والقطاع الدعوي بدهاء وخبث غير مسبوقين، مستهدفين الشباب من مختلف الأعمار ومستغلين طبيعة المجتمع وفطرته الإسلامية النقية الخالصة، بداية من مشاركتهم في إدارة شؤون التعليم مرورا بتصميم المناهج الدراسية والأنشطة اللامنهجية في التعليم العام وإعداد الرسائل العلمية، وتأليف الكتب وتنظيم المؤتمرات والندوات في التعليم العالي، واعتلاء المنابر وتنظيم الرحلات والمخيمات الدعوية بأساليب وطرق خفية حتى حققوا كثيرا من مآربهم في إفساد كثير من الشباب وغسل عقولهم واستخدامهم كأدوات في تنفيذ أجندة تنظيمهم الدولي وفي عملياتهم الإرهابية.

والحقيقة أنه رغم الجهود المبذولة في التحذير من تنظيم جماعة الإخوان المسلمين إلا أنها محدودة الأثر وتقليدية، ولا تتناسب كثيرا مع جيل اليوم ولا مع طبيعة التعليم والتعلم في وقتنا المعاصر، نحتاج إلى عمل قيادي وتربوي أكثر عمقا في دحض منهج تنظيم الإخوان المسلمين وأساليبهم من خلال الحوكمة الحقيقية لقيادة وإدارة شؤون التعليم وإعادة تصميم المناهج الدراسية والمناشط المختلفة وأهدافها التربوية المعرفية والمهارية والوجدانية والتطوير المهني للمعلمين وأعضاء هيئة التدريس في مجالات التعليم والتعلم وترسيخ عمليات التعلم الذاتي لدى الطلاب ومهارات التفكير العليا، فضلا عن مهارات القرن الواحد والعشرين، وتحقيق التكامل مع القطاعات الأخرى المهمة في عملية التربية خاصة الأسرة والمسجد والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

ويبقى الرهان على كفاءة وفاعلية المؤسسات التربوية الرسمية وغير الرسمية في حماية الجيل والمجتمع من ممارسات تنظيم جماعة الإخوان المسلمين وآثاره المترسبة.

لقد كان لفطنة ورؤية الملك عبدالعزيز يرحمه الله دور مبكر في الحد من مخاطر تنظيم جماعة الإخوان المسلمين عندما رفض فتح فرع للجماعة بطلب من مؤسسها حسن البنا، ورد عليه قائلا «كلنا إخوان وكلنا مسلمين» ولكم أن تتخيلوا لو كان لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين فرع رسمي في بلادنا، ماذا كان سيحل بنا!

drAlshreefTalal@