حامد عمر العطاس

ابتسم.. أنت في السعودية

السبت - 27 مارس 2021

Sat - 27 Mar 2021

تخيل أن تطالع لوحة عريضة تتصدر جميع المطارات والمنافذ البحرية والبرية السعودية، تقول «ابتسم.. أنت في أسعد الدول العربية»، أتصور أنها جملة ملهمة سترسم البهجة والتفاؤل على وجه أكثر من 20 مليون شخص يزورون المملكة بشكل سنوي، ما بين زائر ومعتمر وحاج، وستعكس بصدق نتائج تقرير السعادة العالمي الذي وضعها في المرتبة 22 عالميا وفي صدارة الدول العربية، بعدما قفزت 12 مرتبة دفعة واحدة خلال السنوات الأربع الماضية.

اللافتة المحتملة لا تأتي من فراغ، بل تكشف عن عمل كبير وجهد جبار بذله رجال مخلصون يعشقون هذا الوطن، تخصصوا في صناعة الفرح، بما يملكون من رؤية صائبة، بدأت بإطلاق برنامج (جودة الحياة) قبل ثلاث سنوات تقريبا، كأحد أهم برامج رؤية المملكة 2030، حيث يركد التقرير السنوي الصادر عن جهة موثوق بها تتبع للأمم المتحدة، وتتمتع بمصداقية وشفافية كبيرة، أننا نسير في الطريق الصحيح، نحو تحقيق أهدافنا، فالسعادة ـ في رأيي الشخصي ـ هي المفتاح الحقيقي للعطاء والإنجاز والإبداع والتوهج، بل والبداية الحقيقية لكل الأشياء الجميلة التي نتوقعها لهذا الوطن.

وحتى ندرك قيمة الإنجاز الذي وصلنا إليه، علينا أن نعود بالذاكرة 3 سنوات بالضبط، قبل إطلاق برنامج (جودة الحياة)، حيث أثمرت وقتها المبادرات الأخرى في وصولنا إلى المركز 33 عالميا، والثالث عربيا، ومع التركيز بشكل أكبر على الجودة في كل القطاعات، تقدمنا 11 مركزا مرة واحدة وأصبحنا في الصدارة عربيا، في ظل ستة معايير رئيسية، تتمثل في: نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متوسط عمر الفرد، حرية اتخاذ القرارات، جودة الخدمات الصحية والتعليمية، انعدام الفساد، وانتشار العدل.

من حقنا إذا أن نفاخر بهذا الإنجاز العالمي الذي يُعد دليلا وبرهانا مزدوجا على نجاح المملكة في مكافحة فيروس كورونا ومعالجة الآثار العديدة الناجمة عنه، ودليل على تقدمنا الملحوظ في المعايير المحققة لجودة الحياة، واعترافا دوليا بالنجاح الذي حققناه في «رؤية 2030» بجميع المجالات، بالإضافة إلى تحلي المملكة بنهج منتظم ومتصاعد في تحقيق التقدم الحضاري.

أتصور أننا بما نملك من كفاءات وطنية، وعقول شابة تتطلع للعمل والمستقبل، قادرون على استثمار هذا الإنجاز العالمي الذي ميز هذا الوطن عن 25 بلدا عربيا، وجعله يتمتع بمكانة مرموقة بين 156 دولة يشملها التقرير، ولا بد أن يكون اعتبار المملكة أكثر الدول العربية سعادة محفزا وملهما لمزيد من النجاحات، وأن يكون تطلعنا في العام المقبل لدخول قائمة الدول العشرين الأوائل في العالم، لنصل إلى المكانة التي نستحقها.