فيصل الجهني

(الجميل جمال) و(الوله التركي)!

الثلاثاء - 19 يوليو 2016

Tue - 19 Jul 2016

1. أدهش من ذلك (الحماس) المفرط من قبل أطياف متنوعة من مجتمعنا لحادثة فشل الانقلاب الذي حدث في (تركيا) قبل أيام..! للدرجة التي نجعل (الدبابات) العسكرية التركية (أيقونات) للتعريف بنا، في وسائل (التواصل الاجتماعي) الممكنة، أو نحشد في مجالسنا كل المبررات لجعل الزعيم التركي (إردوغان) رمزا بطوليا في التاريخ السياسي.. ولا شك أن الكثير شاهد شعار حزب (الحرية والعدالة) محمولا على أكتاف فتياتنا (هناك) تضامنا مع (رجال) تركيا الذين جعلوا أجسادهم درعا أمام دبابات العسكر المنشقين!، في اللحظة التي كان فيها (إخوانهم) يشاركون (الشعب) مظاهراته الوطنية (الحاسمة)!

2. (إيه هوا.. دا؟).. لماذا (كل) ذلك الهيجان (السياسي)؟ (صحيح) أننا في وقت (الإجازات الصيفية)!، ولكن لسنا (فاضين) إلى ذلك (الحد)!، لنستبعد سبب (التفاعل العاطفي) الذي (يفسر) لنا مبالغاتنا المألوفة في التعاطي مع المواقف والأحداث! ألم يكن الزعيم العراقي (صدام حسين) رمزا أسطوريا خارقا لكل عادة وبطلا في أذهاننا جميعا؟ وألم يكن (حسن نصرالله)، في وقت مضى، بطلا خالصا للإسلام والمسلمين؟!، وكذلك الحال في رموز (القومية العربية) ذات أزمان!

3. ينبغي أن يكون لدينا (ألف) مبرر (غير) مشهد الزعيم الذي استنصر بشعبه (فنصروه)، حتى نتجاوز التلقي العاطفي الذي يقودنا في كثير من المرات لإصدار الأحكام المتسرعة الخاطئة! كما يجدر بعشاق إردوغان أن يتأكدوا من أن (بطلهم) صاحب مواقف مشرفة (دائمة) تجاه بلادهم وحكومتها! وأن (أجنداته) السياسية لا تتقاطع في (مبادئها) أو (حزبيتها) أو (أيديولوجيتها) مع أجندة بلادنا السياسية! يجدر بمن أصيب بـ(الولع التركي) أن (يشفى) منه، قبل أن تتحول حكايته إلى مسلسل ممل (رتيب)!

4. بالتأكيد.. كما هو (المتوقع) أن ينظر صاحبنا في مرآته (الخاصة) ليتوهم أطياف (جمال) سكنت محياه (الأبيض)، فيظل (ينظر) عن (الجمال) و(القبح) مديدا! ها هو.. (يطل) - ويتوقع (كالعادة) أنه (غلب الكل) – فرحا - فرح طفل غرير بهدية (المسدس) - بإردوغان وفشل الانقلاب معا، على عادة (الإخوان) عندما يفرحون لبعضهم!

و(بالطبع) فـ(الجميل جمال) لم يكتف بإدانة الانقلاب ودعم (إردوغان)، فأراد أن يحدث (الدوي) المعهود بتهويل الانقلاب و(سحبه) إلى بلادنا، بقوله بكل (ثقة) و(صفاقة): «السعودية ستكون هدفا آخر للمؤامرة فيما لو نجح الانقلاب»!.. الله أكبر..! أليس ذلك القول مثيرا للضحك من سخف ادعائه، وخطورة مذهبه مع سذاجة أسلوبه؟! هل لدى (الجميل جمال) ما يثبت حقا (خطة) الانقلابيين في (تركيا)؟ وألا يدري بأن حكومة بلادنا من الحرص والدراية بحيث إنها لا تحتاج قطعا إلى من يحمل لها تهديد (العابثين)؟! خاصة مع عدم امتلاكهم (الطابع الرسمي) الذي يخول لهم الحديث بأمر (كبير) كهذا؟! وأليس في أدبيات (إخوانه) ذما وتقريعا لمن (يرجفون) في الأرض؟!

5. البعض يمارس (دون كيشوتية) خالصة في زمان ومكان وحال وموقف، (لا تليق ولا تنسجم أبدا).. يعني: «مو.. وقته.. أبدا»! ولذلك فإن انكشافهم على الناس بات جليا باعتبارهم أراجيز مضحكة!! (فقط)!

[email protected]