هل بات للمبادرات في بيئات العمل قيمة؟
الأحد - 21 مارس 2021
Sun - 21 Mar 2021
بكل أسف أصبح طلب الأفكار والآراء والمقترحات في كثير من المنظمات مجرد شكل من أشكال المواكبة والتماهي مع مفهوم الإدارة الحديثة.
يتحدث بعض المديرين بأصوات تملؤها (الثقينة) أي الثقة والسكينة حول أهمية وفاعلية تطوير الأعمال للمنظمة من خلال آراء الجميع، وتجهر أصواتهم كثيرا وهم يؤكدون (بالتحديد) على محورية وأهمية رأي الطوابير التي تقع في قاعدة هرم المنظمة قبل رأسه المدبب.
يهب أهل القاعدة الواسعة والصلبة حينها لتسطير مقترحاتهم من خلال إيميلات، وتقارير، وتغريدات، ومقالات صحفية وهم يتخيلون بعد وضع كل نقطة آخر السطر كيف ستكون ردة فعل المسؤول بالمنظمة تجاهها، وكيف سيكون شكل ابتسامته وهو يتيه فرحا بهذا التجلي!
يقول أحدهم إن مقترحه سيكون صرعة في رفع كفاءة المنظمة، قبل أن يصرعه تجاهل المسؤول لمكتوبه قبل رأيه!
ويحتفي ثان مع نفسه وأهله بمقدار الفتح الذي فتح به الله عليه في خلق فكرة ستنقل المنظمة لآفاق جديدة من العطاء، قبل أن يختفي كل هذا الكرنفال الذهني في دهاليز التجاهل للمقترح وصاحب الاقتراح!
وتمضي الحياة للمنظمة على هذا النسق تتأرجح بين رئيس يطالب بمقترحات ومرؤوس يوقن بعد حين أنها ليست سوى ترهات!
ثم ماذا؟ سأقول لك: العطاء سيخبو، والمبادرة ستختفي تدريجيا، وحينها ستتحول المنظمة من بيئة عمل تؤمن بأسس القيادة التحويلية، وقيادة التغيير، والعمل بروح الفريق إلى مقر عمل جامد يعطي تعليمات أحادية الاتجاه ومركزية المنبع لا تؤمن بقوة الميدان ولا تراهن على أثره وتأثيره في سيرورة وصيرورة الأعمال، وسيصبح العمل باهتا والإنجاز وهميا معلبا وستتكفل الأيام - التي لن تطول - بإظهار هذا الوهن من خلال تراجع كفاءة الأداء، وذهاب ثقة المستفيد، وتسارع قرارات الإنقاذ، وتعدد ثقوب التشكي!
يقول الريادي والكاتب الأمريكي «Seth Godin» بأن القيادة الحقيقية هي أن تهب موظفيك منصة ينشرون من خلالها كل فكرة فاعلة وجميلة، وحين تكون هذه المنصة منبرا (حقيقيا) لكل المنتسبين للمنظمة فسيكون الجميع على موعد مع إنجازات حقيقية وسيتقاسمون كيكة النجاح تماما كما يتشاركون مرارة الإخفاق، وذلك منتهى الرضى الوظيفي وغاية العدالة المرتقبة!
dralaaraj@
يتحدث بعض المديرين بأصوات تملؤها (الثقينة) أي الثقة والسكينة حول أهمية وفاعلية تطوير الأعمال للمنظمة من خلال آراء الجميع، وتجهر أصواتهم كثيرا وهم يؤكدون (بالتحديد) على محورية وأهمية رأي الطوابير التي تقع في قاعدة هرم المنظمة قبل رأسه المدبب.
يهب أهل القاعدة الواسعة والصلبة حينها لتسطير مقترحاتهم من خلال إيميلات، وتقارير، وتغريدات، ومقالات صحفية وهم يتخيلون بعد وضع كل نقطة آخر السطر كيف ستكون ردة فعل المسؤول بالمنظمة تجاهها، وكيف سيكون شكل ابتسامته وهو يتيه فرحا بهذا التجلي!
يقول أحدهم إن مقترحه سيكون صرعة في رفع كفاءة المنظمة، قبل أن يصرعه تجاهل المسؤول لمكتوبه قبل رأيه!
ويحتفي ثان مع نفسه وأهله بمقدار الفتح الذي فتح به الله عليه في خلق فكرة ستنقل المنظمة لآفاق جديدة من العطاء، قبل أن يختفي كل هذا الكرنفال الذهني في دهاليز التجاهل للمقترح وصاحب الاقتراح!
وتمضي الحياة للمنظمة على هذا النسق تتأرجح بين رئيس يطالب بمقترحات ومرؤوس يوقن بعد حين أنها ليست سوى ترهات!
ثم ماذا؟ سأقول لك: العطاء سيخبو، والمبادرة ستختفي تدريجيا، وحينها ستتحول المنظمة من بيئة عمل تؤمن بأسس القيادة التحويلية، وقيادة التغيير، والعمل بروح الفريق إلى مقر عمل جامد يعطي تعليمات أحادية الاتجاه ومركزية المنبع لا تؤمن بقوة الميدان ولا تراهن على أثره وتأثيره في سيرورة وصيرورة الأعمال، وسيصبح العمل باهتا والإنجاز وهميا معلبا وستتكفل الأيام - التي لن تطول - بإظهار هذا الوهن من خلال تراجع كفاءة الأداء، وذهاب ثقة المستفيد، وتسارع قرارات الإنقاذ، وتعدد ثقوب التشكي!
يقول الريادي والكاتب الأمريكي «Seth Godin» بأن القيادة الحقيقية هي أن تهب موظفيك منصة ينشرون من خلالها كل فكرة فاعلة وجميلة، وحين تكون هذه المنصة منبرا (حقيقيا) لكل المنتسبين للمنظمة فسيكون الجميع على موعد مع إنجازات حقيقية وسيتقاسمون كيكة النجاح تماما كما يتشاركون مرارة الإخفاق، وذلك منتهى الرضى الوظيفي وغاية العدالة المرتقبة!
dralaaraj@