هل خدعت إيران العالم وامتلكت القنبلة النووية بالفعل؟

مجلة ناشونال ريفيو: 5 خبراء يجمعون أدلة على تضليل الملالي للولايات المتحدة الأمريكية
مجلة ناشونال ريفيو: 5 خبراء يجمعون أدلة على تضليل الملالي للولايات المتحدة الأمريكية

الاحد - 21 مارس 2021

Sun - 21 Mar 2021

رجح تقرير صادر عن مجلة «ناشونال ريفيو» الأمريكية امتلاك إيران بالفعل للقنبلة النووية، رغم تأكيدات أغلب المراقبين بأن نظام طهران قد يصل إليها خلال بضع سنوات.

وقال 5 من كبار الدبلوماسيين والخبراء المسؤولين السابقين والحاليين في الشؤون النووية والأمنية إن نظام خامنئي يخدع العالم كله، ويضلل الولايات المتحدة الأمريكية، التي يقلل نظامها المخابراتي من التهديد النووي الإيراني، كما فعل في السابق مع كوريا الشمالية.

وأكدوا أن «ثمة تيارا سائدا في واشنطن يعتقد أنه وفقا للسيناريو الأسوأ، لم تصنع إيران القنبلة الذرية، لكن سيكون بإمكانها إنتاج واحدة أو أكثر خلال سنة، وستكتشف الاستخبارات ذلك في الوقت المناسب كي تطلق التحذيرات والإجراءات الوقائية»، ويرى جزء آخر من التيار السائد أن «السيناريو الأسوأ هو امتثال إيران للاتفاق النووي والاتجاه بشكل شرعي إلى حيازة إمكانات تصنيع الأسلحة النووية خلال 10 إلى 15 عاما بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ».

تحذير مبكر

ويؤكد المحللون الخمسة أنهم حذروا في فبراير 2016 من أن إيران امتلكت على الأرجح أسلحة ذرية يمكن إطلاقها عبر الصواريخ والأقمار الاصطناعية، وكتبوا حينها «نحن نقيّم، من تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ومن مصادر أخرى، أن إيران سبق أن امتلكت على الأرجح أسلحة نووية قبل 2003، وكانت إيران تصنّع مكونات الأسلحة النووية، مثل مفجرات سلك قنطرة التفجير وبادئ النيوترون، وتجري تجارب متفجرة غير انشطارية لجهاز تفجير نووي داخلي، وتعمل على تصميم رأس نووي حربي لصاروخ شهاب 3».

وأضافوا أنه حين كان مشروع مانهاتن في الولايات المتحدة قد وصل إلى تلك المرحلة، كانت واشنطن بعيدة لأشهر فقط عن صناعة القنابل الذرية الأولى، وهذا كان وضع إيران منذ 18 عاما. واستخدم مشروع مانهاتن تكنولوجيا من الأربعينات لاختراع واستخدام الأسلحة الذرية الأولى خلال ثلاث سنوات فقط تلت الفهم النظري البحت. لذلك، بحلول 2003، كانت إيران تقف على عتبة تصنيع صواريخ نووية.

برنامج سري

وأشار التقرير إلى أنه طوال العقد الماضي، أصدر المجتمع الاستخباري تقييما سنويا يظهر أن بإمكان إيران بناء أسلحة ذرية في سنة أو أقل، ومنذ حوالي شهر، أعلن محللون مستقلون في معهد العلوم والأمن الدولي أن ما يفصل إيران عن تصنيع سلاحها النووي الأول هو ثلاثة أشهر وخمسة أشهر لصناعة الثاني.

ويشير الخبراء الخمسة إلى عدم وجود سبب يدفع للاعتقاد بأن الإمكانات الاستخبارية الأمريكية والأممية هي مثالية لدرجة اكتشاف جهود إيران السرية لبناء أسلحة ذرية.

لم تعلم الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجود برنامج إيران السري لتصنيع الأسلحة النووية قبل أن تكشفه مجموعة إيرانية معارضة سنة 2002. لقد كانت واشنطن والوكالة رقيبين نوويين ضعيفين طوال فترة طويلة من الزمن.

وفشلت عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اكتشاف البرامج السرية لتصنيع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية وباكستان والعراق وليبيا.

وفي سنة 1998، فشل «تقييم التهديد العالمي» لمجتمع الاستخبارات من تحذير أن باكستان والهند ستصبحان دولتين نوويتين مع سلسلة من اختبارات الأسلحة النووية.

منشآت مشبوهة

وشدد الخبراء الـ5 على أن الاستخبارات الأمريكية تقلل غالبا من أهمية التهديدات النووية من روسيا والصين وكوريا الشمالية، ومن المرجح أنها تقوم بالأمر نفسه مع إيران.

ويرون أن إيران قادرة على بناء أسلحة نووية متطورة بالاستناد إلى اختبار المكونات من دون الحاجة إلى الاختبار النووي، فالولايات المتحدة وإسرائيل وباكستان والهند استخدمت مقاربة اختبار المكونات.

قنبلة هيروشيما لم تخضع للاختبار ولا الرؤوس النووية الحرارية الأكثر تطورا التي أنتجتها واشنطن خلال السنوات الثلاثين الماضية، أما الاختبارات النووية لباكستان والهند سنة 1998 فقد أجريت لأهداف سياسية لا لحاجات تكنولوجية.

ويشير التقرير إلى أن تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران محدود بالمنشآت المدنية ومحظور في القواعد العسكرية ومن ضمنها عدد من المنشآت المشبوهة تحت الأرض، حيث من شبه المؤكد أن برنامج إيران للأسلحة النووية يستمر بشكل سري.

خداع ذاتي

ويشير الخبراء الـ5 إلى أن التقييم الاستخباري الأمريكي حول أن إيران علقت برنامجها للأسلحة النووية سنة 2003 يناقضه أرشيف إيران للأسلحة النووية الذي سرقته إسرائيل سنة 2018 ويناقضه أيضا استئناف طهران السريع لتخصيب اليورانيوم إلى نسب محظورة.

ويبرهن ذلك إمكانات موجودة أصلا لإنتاج يورانيوم صالح للاستخدام عسكريا. وأصدرت لجنة الكونجرس حول النبض الكهرومغناطيسي عددا من التقارير التي توضح هذه القضية الهامة وقضايا أخرى مرتبطة بها.

وحسب التقرير فإن برامج إيران النووية والصاروخية ليست محلية التطوير، بل تساعدها في ذلك روسيا والصين وكوريا الشمالية وعلى الأرجح باكستان.

وفي حين يستخدم المجتمع الاستخباري اختبارا نوويا داخل البلاد، بما فيها إيران، كتأكيد على أن دولة ما طورت سلاحا نوويا، يترك هذا الأمر الولايات المتحدة وحلفاءها معرضين للخداع الذاتي.

حماية صينية

لماذا لم تصرح إيران عن قوتها النووية؟

سؤال طرحه التقرير، وقدم الإجابة قائلا: الأسباب المحتملة لعدم تصريح إيران بأنها أصبحت قوة نووية مثل كوريا الشمالية عديدة، من بينها أن الأخيرة محمية من الصين وتعيش في منطقة أكثر أمانا حيث تتردد كوريا الجنوبية واليابان بدعم خيارات عسكرية أمريكية لنزع ترسانة بيونج يانج النووية.

لكن بالنسبة إلى إيران، من المحتمل أكثر أن تقوم إسرائيل والدول العربية المعتدلة بدعم غارات جوية ضد طهران لنزع سلاحها النووي.

ومن المرجح أيضا أن تسعى إيران إلى بناء ما يكفي من الصواريخ النووية لجعل إمكاناتها راسخة وغير قابلة للرجوع عنها. علاوة على ذلك، تريد إيران مواصلة نشر الخداع حول وضعها النووي.

فبواسطة الاتفاق النووي، انتزعت منافع اقتصادية واستراتيجية أكبر بكثير من تلك التي حصلت عليها كوريا الشمالية عبر إظهار أنها أصبحت فعلا قوة نووية.

ويضيف المسؤولون الخمسة أن إيران قد تتخلى حاليا عن منافع الردع من الوضع النووي العلني لأنها تريد توظيفا مستقبليا مفاجئا لإمكاناتها النووية من أجل تعزيز أجندة الملالي الدينية العالمية.

خيارات المواجهة مع طهران؟

  • اتفاق نووي معدل.

  • معاهدات حظر الأسلحة النووية.

  • شن غارات أو اجتياح يزيد من المخاطر لعدم معرفة مخابئ النووي.

  • تغيير النظام عبر دعم ثورة شعبية تطيح بالملالي.

  • استخدام هجوم النبض الكهرومغناطيسي لضرب طهران.

  • تعزيز الدفاعات الصاروخية الوطنية ونشر دفاعات فضائية حديثة.


ماذا تحتاج إيران لصناعة قنبلة نووية؟

10 كجم من يورانيوم 235 - أو بلوتونيوم 239 - العالي التخصيب.

الكمية نفسها استخدمت في القنبلتين الذريتين اللتين دمرتا هيروشيما وناجازاكي.

التصميم الجديد يتطلب كجم أو اثنين.

يمكن تصميم القنابل الذرية الخام باليورانيوم 235 أو البلوتونيوم 239

المخصبين بحدود 50 % فقط.

الخبراء المشاركون في التقرير:

جايمس وولسي

المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية السفير.

ويليام جراهام

مستشار رونالد ريجان للشؤون العلمية ورئيس اللجنة الكونجرسية حول سلاح النبض الكهرومغناطيسي.

هنري كوبر

المدير السابق لمبادرة الدفاع الاستراتيجي وكبير المفاوضين الأمريكيين مع الاتحاد السوفيتي في محادثات الدفاع والفضاء.

فريتز أرمارث

رئيس مجلس الاستخبارات القومية.

بيتر فنسنت براي

المدير التنفيذي لمجموعة العمل حول النبض الكهرومغناطيسي.