تسريب صوتي يكتب نهاية الوجه الناعم لنظام إيران

ظريف: معارضون نقلوا حديثي للسلطات الكندية بهدف تشويه سمعتي إقباليان: جميع عائلات الضحايا متأكدون أن الطائرة تم إسقاطها عمدا عرقجي بات المسؤول عن الخارجية ويرسل تقاريره مباشرة إلى روحاني إبعاده عن لقاء بشار الأسد بقرار من خامنئي بداية النهاية لوزير الخارجية الحرس الثوري يضعه تحت السيطرة وحاول تشويه صورته مرارا
ظريف: معارضون نقلوا حديثي للسلطات الكندية بهدف تشويه سمعتي إقباليان: جميع عائلات الضحايا متأكدون أن الطائرة تم إسقاطها عمدا عرقجي بات المسؤول عن الخارجية ويرسل تقاريره مباشرة إلى روحاني إبعاده عن لقاء بشار الأسد بقرار من خامنئي بداية النهاية لوزير الخارجية الحرس الثوري يضعه تحت السيطرة وحاول تشويه صورته مرارا

الاحد - 21 مارس 2021

Sun - 21 Mar 2021

عجل تسجيل صوتي لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بكتابة نهايته السياسية، بعدما اعترف في اجتماع خلف الأبواب المغلقة بأن الحرس الثوري أسقط الطائرة الأوكرانية عمدا، وتسبب في مقتل 176 شخصا من جنسيات متعددة أغلبهم إيرانيين.

وكشف موقع (إيران واير) أن هناك مقدمات واضحة تؤكد أن ظريف الذي يعد الوجه الناعم لنظام الملالي، أشرفت مسيرته السياسية على نهايتها، لافتة إلى أن شبكة سي بي سي الكندية بثت خلال الشهر الماضي، تسجيلا صوتيا يقترح فيه أن السلطات الإيرانية أسقطت الطائرة الأوكرانية عمدا في يناير 2020، ويقول في ذلك التسجيل، «إن الحقيقة لن تكشف أبدا» من قبل أعلى المسؤولين في النظام الإيراني.

وقال الموقع «إن ظريف أكد صحة التسجيل الذي حصل خلف الأبواب المغلقة خلال اجتماع مع عدد من المسؤولين السياسيين»، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني أن معارضيه داخل إيران سربوا الحديث إلى السلطات الكندية لتشويه سمعته وتسجيل النقاط السياسية.. وفقا لموقع (24) الإماراتي.

نفي واعتراف

وتعود قصة الطائرة الأوكرانية إلى 8 يناير 2020، عندما أسقط الحرس الثوري الرحلة الأوكرانية 752 بالقرب من مطار خامنئي الدولي عبر إطلاق صاروخين على الطائرة، مما أدى إل مقتل جميع ركابها الـ 176.

ونفى النظام تورطه لثلاثة أيام عازيا السبب إلى خطأ تقني قبل أن يعترف لاحقا بأن عضوا من الحرس الثوري أسقط الطائرة بفعل خطأ بشري، وفي ديسمبرالماضي أصدرت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج إطار القضاء أنييس كالامار تقريرا من 45 صفحة جاء فيه أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أبلغ بإسقاط الحرس الطائرة الأوكرانية بعد ساعات على الحادثة لكن طلب منه ألا يعلن ذلك.

وذكر التقرير أيضاً أن بيانات الرحلة كشفت بقاء جميع الركاب على قيد الحياة بعد إصابة الطائرة بالصاروخ الأول، وأنه لولا الصاروخ الثاني لتمكن الطيار على الأرجح من تحويل المسار وتفادي المأساة. ولم تقدم إيران أي تفسير عن سبب إطلاق الصاروخ الثاني.

اعتراف ظريف

وفي أعقاب نشر قناة سي بي سي الكندية تسجيل ظريف، قال الكاتب الإيراني المقيم في كندا بارسيا إقباليان الذي فقد زوجته وابنته في تلك الرحلة «إن جميع عائلات الضحايا تقريبا يعتقدون أن إسقاط الطائرة تم عمدا».

وأوضح لـ(إيران واير) كيف تحدث النظام أول عن أعطال تقنية وتستر على الحادث طوال ثلاثة أيام ثم أعلن لاحقا أن الهجوم نجم عن خطأ بشري، قبل أن يرجع السبب إلى خطأ في ضبط درجة توجيه النظام الدفاعي، ثم أعاد تعديل السردية لاحقا إلى خطأ في النظام، ويتابع إقباليان أن ظريف نفسه بات يفترض أن الطائرة استهدفت عمدا وأن الحقيقة لن تظهر أبدا.

عرقجي المسؤول

وأكد مصدر مقرب من وزير الخارجية للموقع نفسه أن ظريف يميل إلى الغياب عن أبرز اجتماعات روحاني أو يغادر تلك الاجتماعات في منتصفها، وأشار أن حكومة روحاني التي تقترب من نهاية ولايتها، تتعامل مع أكبر وأطول تحد في السياسة الخارجية وهو التفاوض مع الغرب.

وعلم موقع (إيران واير) أن نائب وزير الخارجية عباس عرقجي هو المسؤول في الوزارة ويقوم أحيانا بإرسال التقارير مباشرة إلى كبير موظفي فريق روحاني محمود واعظي بدلا من إرسالها إلى ظريف.

وتوقع التقرير أن يستمر عرقجي الضابط السابق في الحرس الثوري المسؤول عن التفاوض مع الغرب حتى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن ظريف لن يؤدي دورا ذا معنى في المستقبل، ولهذا السبب هو يحاول وضع بعض المسافة بينه وبين ظريف، وتأسيس علاقات أوثق مع مراكز قوى أخرى.

بداية النهاية

ووفقا للتقرير، تقترب المسيرة السياسية لظريف من نهايتها، بالتوافق مع نظرة المرشد الأعلى علي خامنئي إلى وزير خارجيته، ففي فبراير 2019، سافر الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران والتقى بخامنئي، والقائد السابق لقوة القدس قاسم سليماني، بعكس ظريف.

وبعد نشر صور اللقاء، راجت أخبار عن استقالة وزير الخارجية، ونقل موقع انتخاب عن ظريف نفسه قوله «بعد صور اجتماعات اليوم، لم يعد لمحمد جواد ظريف موثوقية في العالم كوزير للخارجية.

ونفى واعظي أن تكون الاستقالة قد قبلت، لكن بعد ساعات قليلة، كتب مراسل في وكالة إيرنا أنه «عندما سألت مصدرا مطلعا عما إذا كان الرئيس قد قبل الاستقالة أم لا، قال، «هذه هي نهاية ظريف» وبصرف النظر عن حقيقة ما حصل حينها، بقي ظريف في منصبه. بعدها، طلب ممثل خامنئي في صحيفة كيهان حسين شريعتمداري من ظريف عدم الإصرار على الاستقالة.

استقالة ثانية

ومنذ انسحاب الرئيس السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي وحادثة استقبال الأسد من دون إبلاغ ظريف، تكثفت انتقادات المحافظين ضد وزير الخارجية الإيراني بشكل يومي، ورغم أن المرشد الأعلى دافع أحيانا وانضم إلى منتقديه أحياناً أخرى، إلا أن ظريف اشتكى أيضا من سلسلة غاندو التلفزيونية وهي فيلم جاسوسي تشويقي تم إنتاجه بدعم من الحرس الثوري سنة 2019 وقد هدف إلى إظهار الجهود الأمريكية في اختراق مراكز صناعة القرار الإيرانية. وانتقدت السلسلة أيضا ظريف وروحاني والمقربين منهم.

وذكر ظريف مرة ثانية الاستقالة عبر رسالة إلى خامنئي في صيف 2019. دعم المرشد الأعلى ظريف قائلاً «إنه لم يكن سعيدا على الإطلاق من توجيه إهانة إلى وزارة الخارجية ووزيرها».

يدعو خامنئي ظريف بـ(الصديق العزيز)، لكن الحرس الثوري ومؤسسات وأفرادا آخرين تحت قيادة المرشد ينتقدون وزير الخارجية علما أن لا ظريف ولا أي سياسي آخر يجرؤ على التصرف خارج النطاق المرسوم له.

اتهامات قالبياف

ويؤكد الموقع أن الأيام الأخيرة لحكومة روحاني التي تستمر حتى يونيو المقبل فقط، ستكون الأيام الأخيرة للمسيرة السياسية لظريف على ما يبدو، خصوصا مع التسجيل الصوتي عن الرحلة 752.

وتولي عرقجي المسؤولية غير الرسمية في الوزارة دليل إضافي على ذلك، ويؤكد أن ثمة حديث عن أن ظريف أتى بأفكار عدة للمضي بالمحادثات قدما مع الأمريكيين. لكن وفقا لمصادر إيران واير فإن أفضل ما يعبر عن نظرة خامنئي إلى ظريف هو كلام رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف «مقترحات الدكتور ظريف تلحق الضرر بالأمن القومي وهي مناقضة للمواقف المعلنة لإيران.