الأماكن الإسلامية المقدسة والأطماع السياسية الاقتصادية
الأربعاء - 20 يوليو 2016
Wed - 20 Jul 2016
يمتلك المسلمون بشتى فرقهم وشيعهم أماكن مقدسة تتركز في عدة مناطق جغرافية حالية، فتوجد في السعودية مقدسات تكاد غالبية الفرق الإسلامية أن تتفق على أنها من أعظم وأهم وأندر المقدسات على الإطلاق، في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، (الكعبة والقبلة وبيت الله الحرام، ومقام إبراهيم عليه السلام، والمسجد النبوي، والروضة الشريفة، وبقية مشاعر الحج الأخرى).
وفي مدينة القدس يوجد المسجد الأقصى، والذي يتشارك المسلمون أجزاءه مع أهل الديانتين السماويتين اليهودية، والمسيحية، وتكاد معظم الفرق الإسلامية أن تتفق على قداسته، وضرورة زيارته، التي استحالت دروبها على غالبية المسلمين بعد وقوعها تحت الاحتلال الصهيوني، وتعقيدات السياسة في ذلك تراوح منذ حوالي ثمانية عقود، فلا تجد الحل.
كما أن دولة العراق تحتوي على بعض المقدسات الخاصة، بالفرق الشيعية، ويشابهها في ذلك دولة إيران، وبدرجة أقل سوريا ومصر.
وتعاني تلك المقدسات من تعقيدات زيارتها بأسباب جغرافية وسياسية، ومن تمايز الجنسيات، وترسيم الحدود، وتسييس النظم، وباختلاف تام عما كان قديما، رغم تطور أمان ويسر طرق النقل، إلا أن الدخول لتلك البلدان، إضافة إلى المصاريف والتكاليف المادية، أصبح لا يستطيعه الكثير من الراغبين في أداء مشاعرهم.
والحقيقة أن مجرد وجود المقدسات في تلك البلدان يعتبر ميزة دولية سياسية لتلك البلدان، وأنه يهيئ لها تكوين المرجعية الدينية، وما يصاحب ذلك من مكانة في أنفس التابعين.
وبالمقابل فإن دولة كالسعودية، تتحمل جهود وتبعات الترتيب للحجاج والزوار، ليصبح الأمر مكلفا عليها أكثر من كونه فائدة، وكون أغلبية ملايين الزوار من الفقراء، وممن لا يصرفون إلا النذر اليسير، وربما يتحول وجود بعضهم إلى مشروع هجرة أو شحاذة، أو سرقة.
ولكن ذلك لا ينطبق على مناطق المقدسات الشيعية، حيث إن الزائر إليها، يضطر إلى دفع الخمس من دخله السنوي في بلده لتلك المزارات، وحسب نوع مرجعيته، ويستمر في أداء ذلك طوال عمره، مما يضيف إلى الوضع السياسي للمقدسات وضعا اقتصاديا مربحا للبلد المعني بالزيارة.
الزوار من الأثرياء المسلمين يختلفون كليا فيما يعودون به على الأماكن المقدسة، حيث إنهم يصرفون الكثير، في سكناهم، ومعيشتهم، وحتى في طرق التمتع بالزيارات المخصصة المترفة، مما يجعل بعض البلدان تبحث عنهم وتستزيد منهم.
إيران تنظر لما تفعله السعودية بالمقدسات الإسلامية نظرة منافسة وحقد سياسي، ولا تتوانى عن دس الدسائس لتبيان وجود خلل، وانتهاز حصول الزلل في أي حادثة عرضية، لتنادي بتدويل الحرمين الشريفين، فلعلها أن تصبح هي المهيمنة على كل مقدسات العالم الإسلامي السني والشيعي.
وهذا بالطبع لا يعتمد على العقل ولا المنطق، ولا الواقع، ولكنه يأتي من جانب الخبث السياسي، والذي يطمع لما هو أبعد اقتصاديا، فهي تريد أن تفرض الخُمس على كل من يؤمن بتلك المقدسات، لتكتمل حلقة السيطرة السياسية، مع الاقتصادية، والتي ستؤهلها في النهاية لقيادة العالم الإسلامي بجبروت فارسي يعيد أمجاد الإمبراطورية البائدة.
أطماع خبيثة كانت طوال العصور الماضية، وهي الآن تتجدد بيننا، رغم أنها تتحول يوما بعد يوم، إلى ما يشبه حلم الضبعة النائمة، والتي تستمر في الضحك من خلاله، وهي لم تطل حتى عظمة جيفة.
وفي مدينة القدس يوجد المسجد الأقصى، والذي يتشارك المسلمون أجزاءه مع أهل الديانتين السماويتين اليهودية، والمسيحية، وتكاد معظم الفرق الإسلامية أن تتفق على قداسته، وضرورة زيارته، التي استحالت دروبها على غالبية المسلمين بعد وقوعها تحت الاحتلال الصهيوني، وتعقيدات السياسة في ذلك تراوح منذ حوالي ثمانية عقود، فلا تجد الحل.
كما أن دولة العراق تحتوي على بعض المقدسات الخاصة، بالفرق الشيعية، ويشابهها في ذلك دولة إيران، وبدرجة أقل سوريا ومصر.
وتعاني تلك المقدسات من تعقيدات زيارتها بأسباب جغرافية وسياسية، ومن تمايز الجنسيات، وترسيم الحدود، وتسييس النظم، وباختلاف تام عما كان قديما، رغم تطور أمان ويسر طرق النقل، إلا أن الدخول لتلك البلدان، إضافة إلى المصاريف والتكاليف المادية، أصبح لا يستطيعه الكثير من الراغبين في أداء مشاعرهم.
والحقيقة أن مجرد وجود المقدسات في تلك البلدان يعتبر ميزة دولية سياسية لتلك البلدان، وأنه يهيئ لها تكوين المرجعية الدينية، وما يصاحب ذلك من مكانة في أنفس التابعين.
وبالمقابل فإن دولة كالسعودية، تتحمل جهود وتبعات الترتيب للحجاج والزوار، ليصبح الأمر مكلفا عليها أكثر من كونه فائدة، وكون أغلبية ملايين الزوار من الفقراء، وممن لا يصرفون إلا النذر اليسير، وربما يتحول وجود بعضهم إلى مشروع هجرة أو شحاذة، أو سرقة.
ولكن ذلك لا ينطبق على مناطق المقدسات الشيعية، حيث إن الزائر إليها، يضطر إلى دفع الخمس من دخله السنوي في بلده لتلك المزارات، وحسب نوع مرجعيته، ويستمر في أداء ذلك طوال عمره، مما يضيف إلى الوضع السياسي للمقدسات وضعا اقتصاديا مربحا للبلد المعني بالزيارة.
الزوار من الأثرياء المسلمين يختلفون كليا فيما يعودون به على الأماكن المقدسة، حيث إنهم يصرفون الكثير، في سكناهم، ومعيشتهم، وحتى في طرق التمتع بالزيارات المخصصة المترفة، مما يجعل بعض البلدان تبحث عنهم وتستزيد منهم.
إيران تنظر لما تفعله السعودية بالمقدسات الإسلامية نظرة منافسة وحقد سياسي، ولا تتوانى عن دس الدسائس لتبيان وجود خلل، وانتهاز حصول الزلل في أي حادثة عرضية، لتنادي بتدويل الحرمين الشريفين، فلعلها أن تصبح هي المهيمنة على كل مقدسات العالم الإسلامي السني والشيعي.
وهذا بالطبع لا يعتمد على العقل ولا المنطق، ولا الواقع، ولكنه يأتي من جانب الخبث السياسي، والذي يطمع لما هو أبعد اقتصاديا، فهي تريد أن تفرض الخُمس على كل من يؤمن بتلك المقدسات، لتكتمل حلقة السيطرة السياسية، مع الاقتصادية، والتي ستؤهلها في النهاية لقيادة العالم الإسلامي بجبروت فارسي يعيد أمجاد الإمبراطورية البائدة.
أطماع خبيثة كانت طوال العصور الماضية، وهي الآن تتجدد بيننا، رغم أنها تتحول يوما بعد يوم، إلى ما يشبه حلم الضبعة النائمة، والتي تستمر في الضحك من خلاله، وهي لم تطل حتى عظمة جيفة.