ابتسام القحطاني

الزهايمر السياسي الأمريكي

السبت - 13 مارس 2021

Sat - 13 Mar 2021

يبدو أن المشهد الحالي لعمل الإدارة الأمريكية يعاني من «ألزهايمر السياسي» الذي ظهرت أعراضه بكل وضوح في القرارات والتصريحات السياسية التي يطلقونها ثم يعودون ليقفوا بأنفسهم أمامها مع خضوع واستسلام للفوضى والازدواجية وتدخل عمل اللوبيات والأحزاب الخفية لتنفيذ أجنداتها، واستكمالا لمعادلة التجهيز لفوضى جديدة في المنطقة.

ولأن السعودية هي مشروعهم القادم لإعادة إنتاج مؤامرات، كانت حملة الهجوم والتعرض للرجل الثاني في الدولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والمتاجرة بقضية جمال خاشقجي من خلال مؤسسات نفعية تسير في ركب جنون عملاء مهجرين في الحزب الديمقراطي، مما أظهر للعالم أجمع أسوأ صورة في تاريخ المخابرات الأمريكية، التي فشلت في تقريرها الهلامي الأصفر المبني على الافتراضات والاستنتاجات الواهية. لقد أكد لنا نشر التقرير أنه نسخة حقيقية للديمقراطيين ومن خلفهم من أصحاب الفكر (الثيوقراطي) لأسوأ مثال لتوظيف حقوق الإنسان ضد الإنسان، فالوقائع أثبتت أن الشعارات الديمقراطية مجرد قنابل من دخان لإخفاء حقائق وواقع التخادم مع أعداء السعودية.

ما يحدث من تغيير في ملامح العمل والتعامل من الإدارة الأمريكية في المنطقة يبرهن أن الديمقراطية هي منصة لإطلاق الصواريخ الإيرانية على السعودية، وأن خليفة الديمقراطية «بايدن» لن يعمل ضد مشروع إيران النووي، بل سيكون أكبر حليف وداعم لأن إيران العميل الوحيد الذي يجيد الصراعات والنزاعات والفوضى.

لذا لن تكون تصريحات الإدانات الأمريكية للاعتداءات الحوثية على السعودية ذات قيمة وفعالية، فإزالة ميليشيات إرهابية من قائمة الإرهاب هو إرهاب حقيقي، وعدم نشر تقارير تؤكد جرائم الحوثيين الإنسانية في اليمن التي كان آخرها حرق 450 شخصا من جالية الأورومو الإثيوبية في سجن صنعاء لرفضهم القتال مع الميليشيات في الجبهات ضد السعودية إرهاب آخر، فأين الديمقراطيون وإعلامهم الهجين من معاناة المهاجرين في اليمن وقيام الحوثيين بحملة اعتقالات والمساومة إما القتال أو فرض مبلغ 150 ألف ريال لكل شخص تم اعتقاله من خارج صنعاء، و70 ألف ريال لكل معتقل داخل صنعاء.

وإذا كانت حقوق المرأة تشغل الديمقراطيين كثيرا عن حقوق المرأة الأمريكية، فلماذا حقوق المرأة اليمنية تغيب عنهم، وما يمارس ضدها من قبل المليشيات من إذلال ممنهج وانتهاكات وقمع لحقوقهن وحرياتهن، مثل منع عمل المرأة في القطاعات الخاصة وإرغامها بقوة السلاح على ترك العمل أو الاعتقال.

وهل 1181 حالة انتهاك لنساء يمنيات اعتقلن في سجون الحوثي تعرضن خلالها للقتل والتعذيب والإخفاء والتشويه والعنف الجنسي والاغتصاب لا تعد انتهاكات ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية؟! قائمة طويلة لا تنتهي ولا يمكن حصرها للإرهاب الحوثي الذي تغازله الإدارة الأمريكية بصمت وتبريك بالإدانة.

أخيرا، خلايا التجنيد الديمقراطي المهجر وحزبها المتمثل في الإدارة الأمريكية لم تستوعب التاريخ السعودي بعد، ولم تفطن إلى ماهية المواطن السعودي الممتد بعروقه وأصوله للأرض ولقيادته، لذا من الضروري أن تتعلم الإدارة الأمريكية من مسار الأحداث حتى لا ترتكب الأخطاء نفسها في إطار ألزهايمر السياسي المركب.

same123qahtan@