سعود الشهري

وزارة الصحة وبدل كورونا

الأربعاء - 10 مارس 2021

Wed - 10 Mar 2021

بمقدار ما نكن لوزارة الصحة من إكبار وإجلال، إلا أني أستغرب بشدة ما كان منها مع منسوبيها خلال مرابطة أزمة كورونا.

أولئك الأبطال الذين ضحوا بأوقاتهم وأنفسهم وصحتهم من أجل وطنهم الغالي - ولا فضل - والعديد منهم استشهد في صد هذه الجائحة.

فعلاوة على ما يقاسيه الممارس الصحي من ضغط العمل وظروف الحياة إضافة إلى خطر العدوى، تقوم وزارة الصحة بالإجحاف في حقه وبما أسدي إليه من لفتة إنسانية من ملك الإنسانية، فقد اعتمد حفظه الله بدلا لكل من عمل ساعات إضافية للتصدي لجائحة كورونا لمدة 6 أشهر بنسبة 100%، لكن الموارد البشرية في وزارة الصحة وضعت ما يقارب 12 شرطا أو سمه «عقبة» لتحقيق الشمول بهذا البدل، حتى حجروا واسعا وصار لا يستحق هذا البدل إلا قلة قليلون، ولعل آخر الشروط هو أعجبها، وهو شرط فيما معناه: بعد تحقيق كل هذا فإن الأمر يعرض على لجنة في الموارد البشرية لترى رأيها. لا تعليق!

وأما ما يخص فيتامين «واو» الكريه، فإني لا أعلم هل كان له مكان هنا أم لا (ما أحط في ذمتي)، إلا أني أتساءل وأشك ويكاد وربما.. والواقع أن الوزارة جعلت على السطح أفضل الناس حالا هو من حصل على بدلات لثلاثة أشهر فقط، وكثير حق عليهم الحرمان وكثير منهم «متحطمون».

المؤلم لكثير من منسوبي الصحة أنهم لم يكونوا على بينة من أمرهم منذ البداية، وطالما سألوا عن الأمر لكنهم لا يجدون جوابا شافيا.. بالعربي كذا:

«لا هم اللي قالوا لهم رابطوا ولكم مقابل معلوم، ولا هم اللي قالوا جزء منكم يذهب ويبقى جزء، والجزء الباقي هو المتصدي للجائحة وسيحصل على البدل المادي».

السؤال الذي يراودني وبصدق: في حال - لا قدر الله - عاد الحجر واحتاجت الصحة موظفيها للمرابطة؛ فماذا سيكون موقفها منهم؟!

سأجيب: سيحضر أبطال الصحة كعادتهم لأنهم يطلبون ما عند الله قبل كل شيء، وسيكون موقف الوزارة منهم - الموارد البشرية تحديدا - مخجلا، وسيقول أبطال الصحة: وطننا فوق كل مساومة، ودماؤنا له فداء، وإن جاءكم من قيادتنا الرحيمة أمر فيه خير لنا فلا تؤولوا فيه وتجتهدوا فيما لا يصح فيه اجتهاد.. دمت يا وطني وقادتك ورجالك بصحة، والسلام.

@saud_alshehry_