عبدالله العولقي

عودة أوباما وتقرير الاستخبارات الأمريكية!

الخميس - 04 مارس 2021

Thu - 04 Mar 2021

عنون الرئيس الأمريكي بايدن خطابه الرسمي الأول في وزارة الخارجية بـ»عودة أمريكا» كمنهجية لسياسته الخارجية مع العالم، لكن المراقبين تحدثوا عن عودة أوباما إلى البيت الأبيض من خلال الرئيس الحالي، فقد اتضحت العقيدة الأوبامية في قراراته الأولية برفع الحوثيين من قائمة الإرهاب ورغبته الملحة بالعودة إلى الاتفاق النووي مع طهران، كما أن ملامح تلك العودة تتجلى بعودة وسائل الإعلام الأمريكي إلى عويل الأسطوانة المشروخة حول حرية الرأي وحقوق الإنسان!

توطدت العلاقة السعودية الأمريكية منذ عهد المؤسس وترسخت بعد أن تفجرت الصحراء العربية بثروة الذهب الأسود، وقد ظلت هذه العلاقة متوثقة طيلة ثمانية عقود من الشراكة الاقتصادية والسياسية، بيد أن ظهور النفط الصخري في الولايات المتحدة جعل بعض التوجهات السياسية اليسارية في الحزب الديمقراطي تعتقد بضرورة الانسحاب الأمريكي من بؤر الصراع العالمي كمنطقة الشرق الأوسط دون النظر إلى مخاطر تلك التوجهات اللامعقولة، تقول الدكتورة هالة مصطفى: إن أي فراغ سياسي تتركه واشنطن سرعان ما تملؤه غريمتها التقليدية موسكو التي استطاعت أن تستعيد أدوارها الدولية منذ تبني الرئيس السابق أوباما تلك السياسة الغريبة.

بمجرد وصول الرئيس بايدن إلى سدة الحكم في البيت الأبيض جذلت وسائل الإعلام التابعة للجماعات الدينية المتطرفة فرحة بهزيمة الرئيس ترمب، وعادت بنمطية خطابها المتوازي مع الإعلام اليساري الأمريكي حول حرية الرأي وحقوق الإنسان، فلا شك أن تلك الجماعات المتطرفة تريد استخدام ذلك الملف الإعلامي لتحقيق مصالحها السياسية ومآربها المستقبلية في مصر وليبيا واليمن ودول الخليج، يقول الأستاذ مريد صبحي: هنا لا بد من إيضاح الصورة حول المفهوم الشامل لحقوق الإنسان، والذي يتأسس على توفر السكن والخدمات الصحية والتعليمية في المقام الأول، فكل مناحي الحياة المهمة هي المفهوم الشامل لحقوق الإنسان وليس ما يردده الإعلام الغربي أنها مقصورة على مفهوم حرية الرأي كما يصورها اليساريون والمتطرفون في إعلامهم المتهالك.

صحيفة الواشنطن بوست اليسارية استهلت إحدى افتتاحياتها سابقا بتحريض الرئيس بايدن ضد دولة مصر، حيث شددت حسب توهمها بملف حقوق الإنسان، لكنها في المقابل تدعم الاتفاق النووي مع إيران متجاهلة تلك المشانق المعلقة في شوارع طهران ضد الصحفيين ومعارضي النظام، يقول الأستاذ طارق الحميد: تدعم واشنطن بوست التفاوض الأمريكي الإيراني رغم جرائم طهران بحق الإيرانيين أنفسهم، إضافة إلى أن منتقدي النظام الإيراني يتعرضون للاغتيال بشكل مستمر في العراق ولبنان ولعل آخرهم الباحثان اللبناني لقمان سليم والعراقي هشام الهاشمي.

وأخيرا، لا شك بأن الموضوع ليس في قضية المواطن جمال خاشقجي كما تدعي منابرهم الإعلامية، وإنما في الرؤية الوطنية الجديدة والتحولات العميقة التي تشهدها المملكة في كافة الأصعدة التنموية بقيادة الأمير الشاب الملهم محمد بن سلمان، حفظه الله، هذه النقلة النوعية التي تشهدها السعودية هي السر وراء تلك الهجمات الإعلامية المغرضة التي تتخفى وراء تقرير استخباراتي هزيل، سيذكره التاريخ كنقطة سوداء غبية في تاريخ الاستخبارات الأمريكية.

albakry1814@