10 أسباب لقبول المستثمرين العائد السلبي للسندات السعودية أبرزها الاستقرار والتصنيف ومشاريع الرؤية

الخميس - 25 فبراير 2021

Thu - 25 Feb 2021

أكد مختصون ماليون أن إقبال المستثمرين الدوليين على السندات المالية السعودية المقومة باليورو رغم عائدها السلبي يدل على أن ما يجذب هؤلاء إلى السندات ليس العائد المباشر، وإنما التوقعات المستقبلية حول نمو الاقتصاد الوطني وفق التقارير المتلاحقة لمؤسسات التصنيف والتقويم الدولية المستقلة، حيث تؤكد أن السعودية مقبلة على نهضة غير مسبوقة أساسها انطلاقة مشاريع الرؤية الوطنية، مشيرين إلى 10 أسباب دفعت المستثمرين لقبول العائد السلبي للحصول على السندات السعودية.

وفي خطوة تاريخية غير مسبوقة، أصدر المركز الوطني لإدارة الدين العام، أدوات دين بعائد سلبي، تمثل أكبر شريحة أصدرت بالسالب خارج دول الاتحاد الأوروبي، وذلك تماشيا مع رؤية المملكة 2030 وبرنامج التوازن المالي وبرنامج تطوير القطاع المالي.

وبحسب بيان لمركز إدارة الدين، جرى جمع ما يقدر بـ 1.5 مليار يورو من الاكتتابات، فيما تجاوزت طلبات اكتتاب السندات 5 مليارات يورو، تمثل 3.33 ضعف القيمة المطلوبة، ما يعكس ثقة المستثمرين بقوة الاقتصاد السعودي.

وتوزعت السندات على شريحتين: الأولى مليار يورو لسندات 3 سنوات استحقاق عام 2024 بعائد سلبي يقدر بحوالي -0.06%، والشريحة الثانية نصف مليار يورو لسندات 9 سنوات استحقاق عام 2030 بعائد أقل من 1% مما يعزز ويعكس ثقة المستثمرين بقوة الاقتصاد السعودي حيث أصبحت المحافظ الدولية على دراية كاملة بالجدارة والقوة الائتمانية للمملكة منذ إصدار أدوات الدين الدولية في 2016.

وكان المركز أعلن عن الإصدار صباح الأربعاء 24 فبراير 2021 وإغلاقه في نفس اليوم، تماشيا مع تنفيذ إصدارات السندات السيادية الأوروبية والسماح بجذب أقصى طلب من المستثمرين.

ويعد هذا الإصدار الدولي الثاني لعام 2021 بعد أن أصدرت المملكة 5 مليارات دولار في شهر يناير. كما يعد الطرح الدولي الثاني المقوم باليورو من برنامج سندات حكومة المملكة.

يعتبر سوق اليورو الأوروبي ثاني أكبر سوق بعد سوق الدولار الأمريكي.

وأوضح المركز أن من مميزات دخول المملكة سوق اليورو، توسيع قاعدة المستثمرين بشكل عام والمستثمرين الأوروبيين بشكل خاص، إضافة إلى تنوع المستثمرين في السوق، حيث إن بعض المستثمرين لا يستثمرون إلا في عملة اليورو.

وأشار إلى أن الطلبات العالية جدا أثبتت أن قوة المملكة تمكنها من دخول أسواق مختلفة دون أن يؤثر على أسعار الدين على المدى البعيد، وإمكانية تنوع مصادر التمويل، كما أثبتت القوة السيادية للملكة وإمكانية توطيد وبناء علاقات استراتيجية. وتعد المملكة أول دولة خليجية تصدر سندات بعملة اليورو في عام 2019م.

صناديق تقاعد وتأمين

وأوضح الأكاديمي المالي وعميد معهد الدراسات الاستشارية والخدمات بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام الدكتور عبدالكريم الهويش، أن شراء السندات تم خلال يوم واحد وجمع 1.5 مليار يورو، لافتا إلى أن المشترين للسندات هم بنسبة 75% تقريبا صناديق تقاعد وتأمينات وشركات تأمين وبنوك وصناديق استثمار وبنسبة 20% مستثمرين لديهم نظرة مفادها أنه حتى مع العوائد السلبية فإن السندات الدولة قوية لديها مقومات مالية تكون أكثر أمانا، وفئة ثالثة من المستثمرين بنسبة 5% ينظرون إلى مكاسب الصرف بين العملات لتعويض العوائد السلبية من السندات.

وأشار إلى أن إصدار سنوات باليورو كان مقررا سابقا في برنامج التوازن والرؤية الوطنية، ويهدف لتنويع مصادر التمويل المشاريع، وهو يؤكد القوة السيادية للمملكة.

فائدة التصنيف

وذكر المحلل المالي والاقتصادي محمد الشميمري أن وجود الفائدة السلبية لم تمنع المستثمرين من شراء السندات، حيث استفادت المملكة من تقييمها الاستثماري العالي بإصدار السندات بعوائد سلبية، وهذا مثال على قيمة السندات الحقيقية ليست الآنية، ولكنها المستقبلية بما يتوقعه المستثمرون من نمو الاقتصاد، حيث إنه مع السندات ذات العائد السلبي، لن يحصل المستثمرون على ما يكفي من القسائم أو مدفوعات القيمة الاسمية لتعويض تكلفة السند.

ولفت الشميمري إلى أن السندات ذات العوائد السلبية متاحة في أوروبا واليابان، وتجد اقبالا بسبب معدل الفائدة الذي تحدده الحكومة بأقل من 0% وفرض البنك المركزي رسوما على البنوك للاحتفاظ بالودائع، وهذه سياسة نقدية تحاول تشجيع البنوك على إقراض الأموال وتحفيز الاقتصاد.

العائد المستقبلي

وأشار المحلل المالي محمد بن فريحان إلى أن الجاذبية في السندات السعودية هي في ارتفاع قيمتها السوقية المتوقعة مع الأيام والتداول عليها مستقبلا وليس عائدها الاستحقاقي في نهاية العام؛ لأنه عندها سيكون بالسالب.

ولفت ابن فريحان إلى أن هناك إقبالا شديدا من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار والتحوط لشراء تلك السندات السلبية التي يتوقعون مع مرور الوقت ارتفاع قيمتها مع ارتفاع الفائدة على العملة المقومة بها.

دول ذات الملاءة

وأفاد عضو اللجنة المالية السابق بمجلس الشورى المهندس صالح العفالق أن فكرة السندات الدائنة بالعائد السلبي معروفة على مستوى العالم، ومنها أوروبا وعادة تصدرها الدول ذات الاقتصادات القوية ولديها ملاءة مالية، حيث يشارك فيها مستثمرون وبنوك تستفيد من الاستثمار في تجنب رسوم وضرائب عبر الودائع، مشيرا إلى أن ذلك يمثل رسالة حول قوة الاقتصاد الوطني والثقة بالاستثمار في السندات الوطنية.

10أسباب لقبول المستثمرين العائد السلبي للسندات السعودية:

01 تمتع السعودية بالأمن والاستقرار كأساسين مهمين للاستثمار.

02 التقارير التي تصدرها مؤسسات التصنيف الدولية المستقلة حول النمو المتوقع للاقتصاد السعودي.

03 بدء بعض مشاريع الرؤية الوطنية العملاقة بالعمل وتوقع بدء مشاريع أخرى قريبا.

04 الثقة في الاقتصاد السعودي وأدوات التحوط الكثيرة فيه.

05 كفاءة الأداء للاقتصاد السعودي في ظل جائحة كورونا قياسا بدول أخرى ومنها دول متقدمة.

06 السندات السعودية بديل أفضل بين عدد من السندات الحكومية الدولية.

07 توقع المستثمرين ارتفاع قيمة السندات بمرور الوقت مع ارتفاع الفائدة على العملة المقومة بها.

08 تحول المملكة إلى منصة لوجستية عالمية وجذب استثمارات صناعية إلى مدن الطاقة الجديدة.

09توفر السيولة لدى المستثمرين مع خيارات أمان أقل من السندات الحكومية يجعلهم يلجؤون لأفضل المعروض.

10رغبة المستثمرين في تجنب الرسوم والضرائب الكبيرة على ودائعهم لدى البنوك.