محمد الباز

مدير أم رائد أعمال؟

الخميس - 25 فبراير 2021

Thu - 25 Feb 2021

في عالم الأعمال هناك العديد من المسارات الوظيفية التي يمكن أن تطمح في الوصول إليها، ومنذ البداية من المهم أن تُحدد الدور الذي ربما يكون مناسبا لك في المستقبل حتى تبدأ في مسار الوصول إليه بخطى ثابتة، لكن تحديدك لهذا الدور لن يتم إلا إذا استوعبت بشكل جيد السمات المختلفة التي تميز رائد الأعمال أو المدير الناجح بشكل خاص، حيث إن امتلاكك لمجموعة من تلك السمات، سيكون بمثابة إشارة إلى المسار الذي يجب أن تسلكه سواء كان الوصول لمنصب إداري كبير داخل منظمة ما أو البدء في مشروع تجاري خاص بك.

دعونا في البداية نوضح الفارق بين المدير ورائد الأعمال، ببساطة المدير هو فرد مسؤول داخل منظمة قائمة بالفعل يقوم بالإشراف على عمل الموظفين الآخرين داخل قسم ما أو في بعض الأحيان يُشرف على جزء أكبر من المنظمة، وهو معني بالدرجة الأولى بتعيين المهام لفريق عمله وتقديم التوجيه لهم واكتشاف المشكلات ومعالجتها والتأكد من الوفاء بمواعيد التسليم النهائية، وعلى الرغم من تحمله المسؤولية وامتلاكه العديد من الصلاحيات، إلا أنه يظل في النهاية موظفا في الشركة ويُشرف عليه مالكها.

على الجانب المقابل يأتي رائد الأعمال، والذي يهتم في المقام الأول بمشكلات المستهلكين ومحاولة إيجاد حلول لها من خلال إنشاء أعمال تجارية تقدم هذه الحلول للجمهور، وبهذا فرائد الأعمال هو شخص لديه فكرة لمنتج أو خدمة قادر على تطويرها، ومن ثم بناء شركة لتسويق وبيع ذلك المنتج أو الخدمة، كما أنه على استعداد لتحمل المخاطر المالية المرتبطة بعملية إنشاء عمل تجاري وإدارته، وعلى الرغم من إمكانية تعيينه لموظفين آخرين لمساعدته، إلا أنه في النهاية عليه تأدية العديد من الأدوار كمالك ومدير ورائد أعمال.

أما من ناحية الصفات التي تُميز المدير الناجح، فهو أولا يجب أن يكون متحمسا للشركة التي يعمل بها، وقادرا على التعامل بإيجابية مع الموظفين وإيصال ثقافة الشركة والسبب الذي يجعلها فريدة عن غيرها إليهم، وصحيح أن المدير الناجح معني بتحديد الأولويات وقيادة القسم الخاص به واتخاذ قرارات صعبة، إلا أن تركيزه يجب أن يشمل أيضا الموظفين الذي يعملون معه من خلال الاستماع لمخاوفهم وآرائهم، وذلك للحفاظ على بيئة عمل إيجابية، وبالإضافة إلى كل ذلك، المدير الناجح يجب أن يتمتع بالنزاهة والصدق والقدرة على تحمل المسؤولية ومحاسبة غيره والآخرين عن نتائج أفعالهم.

أما رائد الأعمال لعل السبب الرئيسي الذي يدفعه لهذا المسار هو قدرته على رؤية المشكلات وتصميم حلول لمعالجتها، ولذلك فمن أهم السمات الخاصة به هو امتلاكه الدافع لإكمال أفكاره والثقة في قدراته، كذلك عدم الخوف من المخاطرة أو الفشل إذا حدث، حيث أن رائد الأعمال الناجح يجب أن ينظر إلى التحديات والصعوبات ومحطات الفشل على أنها فرص للتعلم.

رائد الأعمال يجب أن يكون لديه أيضا شغف بشركته ومستعد للعمل بأقصى قدراته لضمان نجاحها، كذلك عليه أن يتميز في عملية بناء العلاقات مع غيره من رواد وأصحاب لأعمال والمستثمرين، هذا مع إتقانه لمهارات البيع والإقناع للنجاح في بيع منتجات وخدمات شركته، أخيرا يجب أن يكون مديرا جيدا على المستوى المالي لضمان نجاحه ماليا.

ملخص كل ذلك في النهاية هو أن رائد الأعمال هو نقطة البداية والنهاية لمعظم الأفكار والاستراتيجيات، بينما المدير في معظم الأحيان هو المسؤول عن تنفيذ تلك الأفكار والاستراتيجيات، لهذا يجب أن تسأل نفسك عند اختيار المسار الذي تريده، هل تريد أن تكون صانع الأفكار أم مُنفذها؟