ماذا تحتاج مكة المكرمة؟

طرحت هذا السؤال بشكل غير مباشر على صفحتي الشخصية في «فيس بوك» وكانت المفاجأة! وكأن هناك انفجارا من أفواه المعلقين، حيث تجاوزت الردود 200 رد كلها كانت تئن بحرقة على حال أطهر مدن العالم!

ولا أخفيكم سرا أن كثيرا من الردود كانت منطقية، بل وفي خانة البديهية إذا ما استثنينا بعض الردود الفانتازية التي كانت تطالب بوجود مطار أو بحر في مكة المكرمة!

أتعلمون أين حضرت الغصة؟ حين تكررت الردود المطالبة بأن تكون مكة المكرمة مدينة (نظيفة)! تخيلوا؟؟ عدد كبير من المعلقين كان يؤكد أن نظافة الشوارع الفرعية قبل الرئيسية في وضع مزر، بل ويؤكد البعض أنهم في حالة استغراب، ويسألون أنفسهم أيعقل أن المسؤولين في أمانة العاصمة المقدسة أو حتى المجلس البلدي في مكة المكرمة يعيشون في نفس المدينة؟ يمشون على شوارعها؟ يشاهدون ما نشاهد؟ أم هم في كوكب آخر بعيد كل البعد عن أرض الواقع؟

وأنا أنضم معهم وأتساءل، هل ترجل المسؤول (المتكئ) على مكتبه الوثير المكيف ونزل لأرض الميدان يراقب ويحاسب ويتابع؟ في نفس الوقت لا يمكن أن نتناسى ما تقوم به الجهات ذات العلاقة في الحرم المكي الشريف والمنطقة المركزية جوار المسجد الحرام، لكن لا بد أن يعي المسؤول أن مكة المكرمة كمدينة لها نفس الحقوق في باقي الأحياء، فكما يقوم العاملون في الحرم المكي بنشاطهم على مدار الساعة وجب على باقي الجهات مواكبة ذلك في جميع أحياء هذه المدينة، فمكة المكرمة ليست فقط الحرم!

وبالمناسبة ما زلت أذكر اللقاء الذي نظمته الغرفة التجارية في مقرها بمكة المكرمة حين استضافت رئيس ونائب المجلس والذي ضاع جل وقته في الكلمات الخطابية وتحولت الجلسة لأمسية شعرية انهال فيها أحد أعضاء المجلس البلدي مدحا في أمين العاصمة المقدسة الذي لم يتواجد أصلا في هذا الحدث! بينما كان من المتوقع والمفترض أن يكون المجلس وأعضاؤه محاسبين للأمانة لا مداحين لها!

ما علينا، ونعود ونؤكد أن مكة المكرمة بحاجة لمخلصين يتواجدون في الميدان، ويتجولون في الشوارع، ويحاسبون المقاولين المتخاذلين.

وأختم مقالي هذا باستشهاد واحد لشارع واحد في مخطط الشوقية والذي يجسد بكل وضوح غياب الأمانة والمجلس عن متابعته ومراقبته، فهو عبارة عن مضمار حفر ومطبات من أوله لآخره حين ينتهي بمسجد نصير بكل بشاعة، والسؤال هل تعرفون هذا الشارع؟ أم اكتفيتم بتنظيم الزحام اليومي عند مطعم البروست إياه؟!