هل توقف سياسة بايدن الناعمة إرهاب إيران؟

أمريكيون غاضبون من إيقاف سياسة الضغط القصوى وتخفيف القيود على طهران بومبيو: خامنئي لا يعرف سوى القوة ولا بد من حماية شعبنا ووقف التهديدات سترايكر: نظام الملالي يواصل عدوانه للابتزاز والحصول على مزيد من التنازلات هودج: دوافع أيديولوجية وراء تخفيف التوتر من جانب الإدارة الجديدة فريدمان: أمريكا ترى أن منع طهران من صنع أسلحة نووية أهم الأولويات حاليا
أمريكيون غاضبون من إيقاف سياسة الضغط القصوى وتخفيف القيود على طهران بومبيو: خامنئي لا يعرف سوى القوة ولا بد من حماية شعبنا ووقف التهديدات سترايكر: نظام الملالي يواصل عدوانه للابتزاز والحصول على مزيد من التنازلات هودج: دوافع أيديولوجية وراء تخفيف التوتر من جانب الإدارة الجديدة فريدمان: أمريكا ترى أن منع طهران من صنع أسلحة نووية أهم الأولويات حاليا

السبت - 20 فبراير 2021

Sat - 20 Feb 2021

انتقد خبراء ومراقبون سياسة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن تجاه إيران، واتفقوا على أن الدبلوماسية (الناعمة) لن تستطيع وقف الإرهاب الإيراني في المنطقة، والاعتداءات المستمرة على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وقواتها في العراق، وكذلك على دول المنطقة عبر وكلاء الشر المنتشرين في عدد من الدول.

وفيما أكد خبراء أمريكيون لقناة (الحرة)، أن تبني سياسة (الضغط القصوى) التي استخدمها دونالد ترمب في مجابهة النظام الإيراني كانت الأقوى لردع إيران، لكن آخرين أشاروا إلى أن بقاء واشنطن خارج الاتفاق النووي من شأنه تعزيز دعم طهران للميليشيات والعمل على ضرب استقرار المنطقة.

وجاءت الانتقادات العنيفة لبايدن، بعد موافقة إدارته قبل يومين على دعوة أوروبية للمشاركة في محادثات تحضرها إيران، علاوة على اتخاذه خطوتين رمزيتين بتخفيف القيود المفروضة على تنقلات الدبلوماسيين الإيرانيين في نيويورك، وإبطال إجراء اتخذه ترمب بالإقرار بعد العقوبات الأممية التي رفعت بموجب الاتفاق لا تزال مرفوعة.

أول الانتقادات

وجاءت أولى الانتقادات للسياسة الأمريكية الجديدة من وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، الذي صرح لموقع «واشنطن فري بيكن» الأمريكي، «إن المرشد الإيراني علي خامنئي لا يفهم سوى القوة، لقد قدت ردا على التهديد الإيراني، والذي حمى الشعب الأمريكي من إرهابه»، وأضاف «اعتماد نموذج التوافق الأوروبي، سيضمن لإيران طريقا إلى ترسانة نووية»، وفقا لـ(الحرة).

وعلق بومبيو لـ»فوكس نيوز» على سياسة بايدن تجاه إيران، قائلا «لا يمكننا العودة للاتفاق النووي، عندما يتحدث الرئيس بايدن عن العودة، لا يستطيع الشعب الأمريكي العودة إلى تلك السياسات».

وعاد الرئيس الأمريكي أمس الأول ليؤكد أن على الولايات المتحدة العمل مع القوى الكبرى في العالم للتعامل مع أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، وقال أمام مؤتمر ميونخ للأمن المنعقد عبر الإنترنت، إن إدارته مستعدة لإعادة الانخراط في المفاوضات مع مجلس الأمن الدولي بشأن برنامج طهران النووي، إلا أنه أضاف «علينا أن نتعامل مع أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في أنحاء الشرق الأوسط. سنعمل مع شركائنا الأوروبيين وغيرهم بينما نمضي قدما».

الشجب لا يكفي

وشجبت وزارة الخارجية الأمريكية أخيرا الهجوم الصاروخي الأخير، الذي استهدف قبل أيام قاعدة جوية في إقليم كردستان العراق، وأسفر عن مقتل متعاقد مدني أجنبي وجرح 5 آخرين، بالإضافة إلى جندي أمريكي، متعهدة بـ»محاسبة المسؤولين عنه».

وسبق أن استهدفت الميليشيات العراقية المرافق العسكرية والدبلوماسية الأمريكية بعشرات الصواريخ والعبوات الناسفة منذ خريف 2019، وتركزت غالبية أعمال العنف في العاصمة بغداد، كما استهدفت ميليشيات إيران حلفاء لواشنطن، حيث تواصل ميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن إرسال طائرات مفخخة دون طيار تجاه المدنيين في الدول المجاورة، مما يسهم في المزيد من التوتر والقلق.

وفيما ردت الإدارة الأمريكية السابقة على هذه الاعتداءات بإصدار عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، وضرب مواقع الميليشيات العراقية في العراق، وقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، اكتفت الإدارة الحالية بالشجب والاستنكار.

ابتزاز الملالي

ترى الباحثة المتخصصة في الأسلحة النووية بمركز الدفاع عن الديمقراطيات «FDD» أندريا سترايكر، أن سبب سعي الولايات المتحدة للتفاوض مع إيران، هو أن فريق بايدن المكلف بالمباحثات النووية مع إيران، هو فريق أوباما نفسه، والذي يميل إلى التهدئة.

وفي رأي سترايكر، «إن فريق بايدن مخطئ في أن العودة إلى الاتفاق النووي ستحل القضايا الإقليمية الكبرى الناجمة عن العدوان الإيراني، كما أن الإدارة مخطئة بشأن إلغاء العقوبات وقيود التأشيرات على نظام الملالي، حيث سيفهم ذلك على أن الابتزاز النووي والهجمات على الأمريكيين هي أفضل طريقة لإيران للحصول على تنازلات من جانب الولايات المتحدة».

وأضافت «بنود الاتفاق النووي ستنتهي بالفعل، وفي أقل من 3 سنوات، ستكون طهران قادرة على تركيب أجهزة طرد مركزي متطورة، وشراء أنظمة صواريخ، وتنفيذ عمليات إطلاق صواريخ بعيدة من حظر الأمم المتحدة، لا يمكن للولايات المتحدة أن تنظر إلى الاتفاق النووي لحل أي من هذه القضايا، وستتخلى أمريكا عن تأثير العقوبات اللازم للحصول على صفقة أفضل (مع إيران)».

دوافع أيديولوجية

ويؤكد الباحث السياسي الأمريكي بمركز «نيو أميركا فاونداشن» للدراسات السياسية، جيرمي هودج، أن تخفيف التوتر من جانب إدارة بايدن مع إيران، يعود إلى دوافع أيديولوجية. وقال لقناة (الحرة) «إن إدارة بايدن مثل إدارة أوباما، جامدة أيديولوجيا».

ويرى أنه «نظرا إلى أن إيران كان ينظر تقليديا لها كدولة معادية من قبل الولايات المتحدة، فإن هذا المنطق يفرض على الولايات المتحدة حاليا أن تكون أنعم مع إيران».

وأوضح أن هذا الدافع يتجاوز ما يراه الأمريكيون والأجانب في أن يكون لصالح أمريكا، بالنسبة لإدارة بايدن، فإن حماية المصالح الأمريكية تأتي ثانيا بعد التشدد بعقيدته الأيديولوجية، والتي سيطرت على الإدارة في مجال السياسة الخارجية.

ويؤكد هودج أن الهجمات التي وقعت في العراق ضد السفارة الأمريكية وأهداف أخرى، على الرغم من اعتبارها محليا مهمة، لكنها غير مهمة في نظر معظم الأمريكيين، لا سيما عند مقارنتها بالحاجة إلى التمسك بالعقيدة الأيديولوجية للإدارة.

منع النووي

في المقابل يوضح مدير السياسات بمركز «ديفنس بريوريتي» للأبحاث الأمنية، بنجامين فريدمان، أن إدارة بايدن ترى أن أولويات الولايات المتحدة تكمن في كبح إيران من صنع أسلحة نووية، وهو ما قد تحققه صفقة العودة للاتفاق النووي.

وقال «ما تفعله الميليشيات في العراق، التي قد تحظى بمباركة إيران لا يغير ذلك، الهدف من الصفقة مع إيران ليس هدفه في المقام الأول معاقبة إيران أو مكافأتها، بل تحقيق هدف منع انتشار السلاح النووي».

ويؤكد فريدمان أن بقاء أمريكا خارج الصفقة النووية سيؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث هذه الأنواع من الهجمات.

المصلحة العليا

وفي الاتجاه نفسه يذهب الباحث في شؤون الدفاع والأمن القومي بالجامعة الكاثوليكية بواشنطن غيلمان بارندولار، الذي يرى أن بايدن يعتقد أن منع إيران من بناء أسلحة نووية هو المصلحة الأمريكية العليا في هذا الأمر.

وتابع: إن الاتفاق النووي مهما كان غير كامل، إلا أنه استطاع أن يسير في الطريق الصحيح، أما بخصوص الصواريخ الباليستية والميليشيات الإيرانية، فإنها قضايا شائكة للغاية، لكن استبعاد القضية النووية من على الطاولة ولو موقتا، أسهل بكثير من السعي وراء (صفقة كبرى) مع إيران».

لماذا تتصدر الصفقة النووية أولويات أمريكا؟

  • ترك الاتفاقية أدى إلى زيادة العداء مع إيران وشجع القادة الأمريكيين على إبقاء القوات في العراق.

  • الخروج من الصفقة أسهم في تعزيز الدعم للمتشددين في إيران، والذين يتوقون إلى دعم السياسات العدوانية.

  • عدم العودة للاتفاق يقطع الطريق أمام محادثات مستقبلية لمعالجة الأمور السابقة، في رأي بنجامين فريدمان.