أطماع إردوغان تصطدم بجواسيس طهران

اعتقالات واتهامات علنية تكشف عن توتر كبير بين تركيا وإيران شرطة أنقرة تعرض تليفزيونيا للمرة الأولى شبكة إجرامية إيرانية علاقة معقدة مع الأكراد توسع هوة الخلافات والصراع بين البلدين باججي: حكومة الملالي تشعر أنها محاصرة بين العرب والأتراك سيلغن: سيتحول التعاون إلى علاقة تنافسية بعد تضارب المصالح
اعتقالات واتهامات علنية تكشف عن توتر كبير بين تركيا وإيران شرطة أنقرة تعرض تليفزيونيا للمرة الأولى شبكة إجرامية إيرانية علاقة معقدة مع الأكراد توسع هوة الخلافات والصراع بين البلدين باججي: حكومة الملالي تشعر أنها محاصرة بين العرب والأتراك سيلغن: سيتحول التعاون إلى علاقة تنافسية بعد تضارب المصالح

السبت - 20 فبراير 2021

Sat - 20 Feb 2021

توقع محللون أن تصطدم أطماع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وتوسيع عملياته العسكرية ضد الأكراد في شمال العراق، بجواسيس إيران المنتشرين في المنطقة، والذين يتحكمون في جانب كبير من اللعبة داخل العراق.

واعتبر مراقبون أن الاعتقالات الأخيرة التي حظيت بدعاية كبيرة لعملاء إيرانيين مزعومين في تركيا، مؤشر على التوترات بين تركيا وإيران وسط المنافسة الإقليمية، بعدما أعلنت وسائل إعلام تركية موالية للحكومة، اعتقال دبلوماسي إيراني في إسطنبول، وفقا لموقع (فويس أوف أمريكا). وأشارت تقارير أن الاعتقال مرتبط باغتيال المعارض الإيراني مسعود وردنجاني في إسطنبول عام 2019، رغم أن إيران حاولت أن تنفي اعتقال المعارض، بينما كانت العملية جزءا من موقف أكثر صرامة لقوات الأمن التركية تجاه الأنشطة الإيرانية، حيث عرضت الشرطة التركية أمام كاميرات التلفزيون عناصر من شبكة تجسس إيرانية مزعومة مرتبطة بخطف المعارض والناشط العربي حبيب شعب، رغم أنه في العادة يتم تنفيذ الاعتقالات الدبلوماسية الحساسة خارج مرأى ومسمع الجمهور.

رسالة أنقرة

وأكد المشارك في (تشاتام هاوس) غاليب دالاي، أن أنقرة ترسل رسالة بشأن الاعتقالات البارزة، وقال «المغزى هو نشره على نطاق واسع، وهذا أمر مهم، إنه مظهر من مظاهر فترة جديدة في العلاقة التركية الإيرانية».

وأكدت أوساط سياسية أن العلاقات التركية الإيرانية تجمع بين التعاون والتنافس، ففي السنوات الأخيرة، بدا التركيز أكثر على التعاون، حيث وجدت الدول أرضية مشتركة في معارضة الدول المؤثرة لتوسيع نفوذها في المنطقة.

وتركز تركيا بشكل متزايد على المناطق التي تعتبرها إيران ضمن مجال نفوذها، وهي خطوة تغذي الخصومات الإيرانية التركية.

فشل إيران

وقال رئيس معهد السياسة الخارجية في أنقرة حسين باججي «لطالما كان الإيرانيون خائفين من النفوذ التركي في القوقاز وآسيا الوسطى»، مردفا «إيران تحاول زيادة نفوذها في العالم التركي لكنها فشلت وستفشل أكثر، ولهذا السبب تشعر إيران بأنها محاصرة بين العرب والأتراك».

فيما نقلت (الحرة) عن محللين «إن ضغط أنقرة على طهران من المقرر أن يزداد، بعدما تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتوسيع العمليات العسكرية ضد المسلحين الأكراد في شمال العراق، وقال خبير العلاقات الدولية في جامعة بون، زاور جاسيموف «إن إيران ليست مهتمة بأن تصبح أي قوى إقليمية أقوى في العراق». وأضاف «الوجود العسكري لتركيا في شمال العراق حقيقة تجعل إيران غير سعيدة».

وتسيطر القوات التركية بالفعل على مساحة كبيرة من المنطقة الحدودية الجبلية في شمال العراق ضمن الحملة المستمرة لإزالة قواعد حزب العمال الكردستاني.

نفوذ أنقرة

وتعمل أنقرة على تعميق نفوذها السياسي في إقليم كردستان العراق شبه المستقل، إذ تعمل على مغازلة قيادة حكومة إقليم كردستان التي تقدم دعما ضمنيا للهجوم التركي الحالي ضد حزب العمال الكردستاني.

ويحارب حزب العمال الكردستاني المصنف على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة، الدولة التركية منذ ما يقرب من 4 عقود من أجل حقوق أكبر للأقليات، كذلك، تعتبر تركيا حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.

وأدى الهجوم الصاروخي الاثنين الماضي على أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، إلى إصابة العديد من أفراد التحالف الأمريكي، إذ ينظر إليه بعض المحللين على أنه تحذير من طهران إلى حكومة إقليم كردستان، فيما أعلنت جماعة موالية لإيران تدعى (سرايا أولياء الدم) مسؤوليتها عن الهجوم.

خيار سيئ

ويؤكد المراقبون أنه على الرغم من وجود سكان أكراد مضطربين في إيران، وأن حزب العمال الكردستاني لديه منظمة مقرها إيران، معروف باسم حزب الحياة الحرة الكردستاني، فإن طهران لديها علاقة معقدة مع المسلحين الأكراد.

وقال دالاي «إن اتساع دور حزب العمال الكردستاني ليس في مصلحة إيران»، مضيفا «لكن حزب العمال الكردستاني مع دور إقليمي محدود، مع قدرة أكبر على إزعاج تركيا، لن ترى إيران هذا كخيار سيئ».

وتقع القاعدة الرئيسية لحزب العمال الكردستاني في منطقة قنديل العراقية، والتي تعتبر على نطاق واسع خارج سيطرة أنقرة، ومع ذلك، تواصل القوات التركية التوغل في عمق العراق، حيث أعلن إردوغان أنه لن يكون هناك مكان آمن لحزب العمال الكردستاني.

صراع الوكلاء

ويوضح أيدين سيلغن، الذي كان أول رئيس قنصلية تركية في كردستان العراق «من الناحية الطبوغرافية، فإن استهداف منطقة قنديل الكبرى بالقوات البرية ممكن فقط من خلال إيران أو بالتعاون مع القوات الإيرانية».

ويؤكد أن إيران ستنتزع ثمنا دبلوماسيا لمثل هذه الخطوة التي تغير قواعد اللعبة والتي لا يبدو أنها واردة في المستقبل المنظور، لكن مع تزايد تباين المصالح الإيرانية التركية، يُتوقع أن يكون التنافس حاضرا بدلا من التعاون كوسيلة لتحديد العلاقة بين البلدين.

وقال دالاي «سنرى توترات متزايدة بين شبكات وكلاء البلدين، وستكون التداعيات أكثر وضوحا في سوريا والعراق»، مردفا «لكن هذا لن ينتهي بقطع في العلاقات التركية الإيرانية؛ فلديهما تاريخ طويل من التعاون والمنافسة مع خبرة تراكمية في إدارة خلافاتهما».