البِر
الخميس - 18 فبراير 2021
Thu - 18 Feb 2021
«إذا بدأ والداك بمداراتك، وانتقاء كلماتهم معك خوفا من انزعاجك وغضبك.. فاعلم أنك عاق»! تنسب هذه العبارة لابن المبارك، وحسب بحثي المتواضع (جوجليا) لم تثبت عن ابن المبارك، ولو ثبتت يبقى ابن المبارك رحمه الله ليس صاحب القبر الذي يؤخذ قوله ولا يرد!
مفهوم البر في هذا الزمن يجب أن يتماهى مع التغيرات البيولوجية والسيكولوجية للبشر، فالبر كقيمة أخلاقية وجدت كعلاقة بين طرفين ويجب ألا يوضع لها شروط ثابتة لا تتغير وسلوكيات جامدة لا تتبدل، فما قد يكون برا في زمن سلف ليس شرطا أن يكون برا في من خلف، إذ إن هذه القيمة الأخلاقية والدينية متغيرة الشكل ثابتة المعنى والمضمون.
ولا شك بأن الشريعة الإسلامية أحكاما ومعاملة توافق كل زمان إذا وجدت الفقيه الذي يحسن استخدامها وإنزالها في منازلها الحقيقية، البر قيمة مشتركة بين طرفين ويجب على كل طرف أن يقوم بحقها ومن لا يؤدي الحقوق لا يطالب بالواجبات منطقا وعقلا، بل وشرعا. نعم قد يكون عقوقا في زمن مضى إذا بدأ والداك بمداراتك وانتقاء كلماتهم، لكن اليوم من الواجب على الوالدين إعانة أبنائهم على برهم بانتقاء كلماتهم وعباراتهم حتى لا يدفعوا الابن المتوتر طبيعة بسبب البليستيشن وألعاب القتال وطبيعة المأكولات والمشروبات والحياة السريعة المزدحمة بالمعلومات والأحداث إلى النرفزة والعصبية المتأصلة في تنشئة شباب اليوم، والتي قد تفلت معها بعض عبارات العقوق!
نعم يجب على الوالدين اختيار الوقت المناسب الذي يطلبون فيه من ابنهم المتابع لمباراة الريال والبرشا أن ينجز لهم بعض الأعمال، فلم تعد الكرة هواية لا قيمة لها!
ما يحصل من تحولات سلوكية يجب ألا نحكم عليها بالعقوق، وما يحدث من فوضى بالأولويات لدى الوالدين والأبناء يجب أن يتأقلم معه كل طرف حتى تبقى هذه القيمة الدينية والأخلاقية (البر) موجودة ومحققة.
لا شك بأننا نعيش صراع أجيال بسبب الانفتاح على العالم في الجوانب الثقافية والاقتصادية وحتى القيمية، لذا من الطبيعي أن تظهر أنماط سلوكية وأساليب لا تتفق مع قيم وسلوك من سبقونا، ومن هنا يجب أن تتقارب الخطى ممن يجب عليهم ومن يجب في حقهم البر.
أخذ المشركون عمّار بن ياسر فلم يتركوه حتى سب النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر آلهتهم بخير، ثم تركوه. فلما أتى رسول الله قال: ما وراءك؟ قال: شر يا رسول الله، ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير. قال: كيف تجد قلبك؟ قال: مُطمئنا بالإيمان، قال: إن عادوا فعُد.
بأمي هو وأبي ما أرحمه وما ألطفه وما أعظمه وما أحكمه، أجاز النبي صلى الله عليه وسلم هذا السلوك لأن ما تعرض له الصحابي من أذى جسدي يفوق الاحتمال، وليس تبريرا لعقوق الأبناء لكن من الواجب ألا ينظر الآباء والأمهات للبر والعقوق بصورته النمطية التاريخية دون أن نعطي المتغيرات في هذا الزمن حقها من التوافق.
ما تتعرض له الأسر من ترف الحياة وسهولتها شكلا وصعوبتها وتعقيدها مضمونا أحدث التغيرات المتلاحقة في كافة أوجه النشاط الإنساني في المجتمع، وما يواجهه الآباء والأبناء والأسر من تغيرات في القيم والعادات والسلوكيات لا شك أن له أثره على أداء الأسرة ودورها وما يعصف بالمجتمعات من حياة العولمة لا بد أن يواجه بوعي وإدراك، ومعه يجب أن نحافظ على القيمة كقيمة بغض النظر عن الشكل أو الطريقة التي يتم من خلالها تحقيق هذا المضمون.
نعم لم يعد دور الأسرة اليوم كما كان، لكن يجب علينا ألا نستسلم لعواصف العولمة التي تجتاح مجتمعاتنا، فإما أن نقاوم من خلال المحافظة على القيمة كقيمة مع تغيير الأسلوب أو الاستسلام!
اللهم اغفر ذنبه وطهّر قلبه وحصن فرجه، هذه الكلمات قالها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يضع يده الشريفة على صدر ذلك الشاب الذي جاءه يستأذنه بالزنا، ولا أظن ذلك الشاب لقي ما يلقاه شبابنا اليوم من فتن فارحموهم وأعينوهم على البر بصدق الدعاء وحسن التوجيه، وكفى بالمرء ذنبا أن يضيّع من يعول، والله من وراء القصد.
_shaas_@
مفهوم البر في هذا الزمن يجب أن يتماهى مع التغيرات البيولوجية والسيكولوجية للبشر، فالبر كقيمة أخلاقية وجدت كعلاقة بين طرفين ويجب ألا يوضع لها شروط ثابتة لا تتغير وسلوكيات جامدة لا تتبدل، فما قد يكون برا في زمن سلف ليس شرطا أن يكون برا في من خلف، إذ إن هذه القيمة الأخلاقية والدينية متغيرة الشكل ثابتة المعنى والمضمون.
ولا شك بأن الشريعة الإسلامية أحكاما ومعاملة توافق كل زمان إذا وجدت الفقيه الذي يحسن استخدامها وإنزالها في منازلها الحقيقية، البر قيمة مشتركة بين طرفين ويجب على كل طرف أن يقوم بحقها ومن لا يؤدي الحقوق لا يطالب بالواجبات منطقا وعقلا، بل وشرعا. نعم قد يكون عقوقا في زمن مضى إذا بدأ والداك بمداراتك وانتقاء كلماتهم، لكن اليوم من الواجب على الوالدين إعانة أبنائهم على برهم بانتقاء كلماتهم وعباراتهم حتى لا يدفعوا الابن المتوتر طبيعة بسبب البليستيشن وألعاب القتال وطبيعة المأكولات والمشروبات والحياة السريعة المزدحمة بالمعلومات والأحداث إلى النرفزة والعصبية المتأصلة في تنشئة شباب اليوم، والتي قد تفلت معها بعض عبارات العقوق!
نعم يجب على الوالدين اختيار الوقت المناسب الذي يطلبون فيه من ابنهم المتابع لمباراة الريال والبرشا أن ينجز لهم بعض الأعمال، فلم تعد الكرة هواية لا قيمة لها!
ما يحصل من تحولات سلوكية يجب ألا نحكم عليها بالعقوق، وما يحدث من فوضى بالأولويات لدى الوالدين والأبناء يجب أن يتأقلم معه كل طرف حتى تبقى هذه القيمة الدينية والأخلاقية (البر) موجودة ومحققة.
لا شك بأننا نعيش صراع أجيال بسبب الانفتاح على العالم في الجوانب الثقافية والاقتصادية وحتى القيمية، لذا من الطبيعي أن تظهر أنماط سلوكية وأساليب لا تتفق مع قيم وسلوك من سبقونا، ومن هنا يجب أن تتقارب الخطى ممن يجب عليهم ومن يجب في حقهم البر.
أخذ المشركون عمّار بن ياسر فلم يتركوه حتى سب النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر آلهتهم بخير، ثم تركوه. فلما أتى رسول الله قال: ما وراءك؟ قال: شر يا رسول الله، ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير. قال: كيف تجد قلبك؟ قال: مُطمئنا بالإيمان، قال: إن عادوا فعُد.
بأمي هو وأبي ما أرحمه وما ألطفه وما أعظمه وما أحكمه، أجاز النبي صلى الله عليه وسلم هذا السلوك لأن ما تعرض له الصحابي من أذى جسدي يفوق الاحتمال، وليس تبريرا لعقوق الأبناء لكن من الواجب ألا ينظر الآباء والأمهات للبر والعقوق بصورته النمطية التاريخية دون أن نعطي المتغيرات في هذا الزمن حقها من التوافق.
ما تتعرض له الأسر من ترف الحياة وسهولتها شكلا وصعوبتها وتعقيدها مضمونا أحدث التغيرات المتلاحقة في كافة أوجه النشاط الإنساني في المجتمع، وما يواجهه الآباء والأبناء والأسر من تغيرات في القيم والعادات والسلوكيات لا شك أن له أثره على أداء الأسرة ودورها وما يعصف بالمجتمعات من حياة العولمة لا بد أن يواجه بوعي وإدراك، ومعه يجب أن نحافظ على القيمة كقيمة بغض النظر عن الشكل أو الطريقة التي يتم من خلالها تحقيق هذا المضمون.
نعم لم يعد دور الأسرة اليوم كما كان، لكن يجب علينا ألا نستسلم لعواصف العولمة التي تجتاح مجتمعاتنا، فإما أن نقاوم من خلال المحافظة على القيمة كقيمة مع تغيير الأسلوب أو الاستسلام!
اللهم اغفر ذنبه وطهّر قلبه وحصن فرجه، هذه الكلمات قالها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يضع يده الشريفة على صدر ذلك الشاب الذي جاءه يستأذنه بالزنا، ولا أظن ذلك الشاب لقي ما يلقاه شبابنا اليوم من فتن فارحموهم وأعينوهم على البر بصدق الدعاء وحسن التوجيه، وكفى بالمرء ذنبا أن يضيّع من يعول، والله من وراء القصد.
_shaas_@