سالم العنزي

الموجة الثانية وتوكلنا

السبت - 13 فبراير 2021

Sat - 13 Feb 2021

بعد مرور أكثر من سنة على بدء جائحة كورونا، وصلنا جميعا إلى مرحلة متقدمة من الإرهاق النفسي والمجتمعي والتعب الاقتصادي والصحي. فالتعامل مع جائحة بهذا الحجم لم يكن سهلا على الجميع. الزيارات العائلية أصبحت قليلة في العدد وغير مريحة في الكيف. الطلاب أصابهم الملل والخمول من الجلوس خلف شاشات الأجهزة لمتابعة الدرس والمدرس. الأسواق والمطاعم أصبحت أماكن خطر بعد أن كانت أماكن ترفيه. أصبحنا محاصرين في بيوتنا. كل شيء في زمان الفيروس التاجي غير طبيعي ومرهق ومتعب. ولكن الأكثر إرهاقا والأشد ألما هو عدم معرفتنا ماذا سيحدث بعد كل هذا ومتى سينتهي كل ذلك.

التعب الوبائي هو الاسم الرسمي للإرهاق الجماعي الذي نشعر به جميعا، فقد أكد آخر تقرير من منظمة الصحة العالمية (WHO) أن عددا كبيرا من الناس والمجتمعات حول العالم يعانون من هذا الإرهاق، منظمة الصحة العالمية تُعرف التعب الوبائي بأنه «إحباط أو استسلام بسبب اتباع السلوكيات الوقائية الموصى بها، التي تظهر تدريجيا بمرور الوقت وتتأثر بعدد من العواطف والتجارب والتصورات».

بعد أن وصلنا إلى هذه المرحلة من الوباء والإرهاق. يجب أن نفكر كيف ولماذا وصلنا إلى هذا الحال، خاصة بعد قيام الحكومة بحزمة من الإجراءات الاحترازية في وقت مبكر من اكتشاف الوباء عالميا. وقد بدا واضحا أننا كنا ندرك تماما خطر الفيروس بعد الموجه الأولى.

يبدو أن الإهمال وعقلية «كل شيء سيصبح بخيرالتي أصبحت سائدة خاصة بعدما انخفضت أرقام الحالات اليومية إلى أقل من 500 حالة كانا سببا رئيسا في ارتفاع عدد الحالات، هذا الإهمال الذي يأتي بدافع من الملل والإرهاق والرغبة الجامحة في العودة السريعة إلى الحياة الطبيعية تسبب في نقص الانضباط الذي ظهر في كثير من سلوكياتنا السابقة والحالية.

نقص الانضباط وعدم الالتزام بالتعليمات والتوجيهات الرسمية ظهرا جليا من خلال المشاكل التقنية التي واجهت تطبيق توكلنا خلال الأسبوع الماضي. فمع أن التطبيق تم إطلاقه رسميا في شهر أبريل من عام 2020 إلا أن استخدامه وتفعيله من قبل الأفراد لم يكن حسب المرجو ولا المطلوب، لذلك نجد أن التطبيق توقف عن العمل بسبب أكثر من 200 مليون عملية خلال 24 ساعة، بعد أن تم تطبيق إجراءات وقائية واحترازية جديدة.

لا يمكننا إنكار الإرهاق الوبائي، وكذلك لا يمكننا إجبار أنفسنا على العزلة الكاملة، وبقطع النظر عن مقدار اللوم الذي يقع علينا بسبب الإهمال خلال المرحلة السابقة، فإن الوضع الحالي يقودنا إلى السؤال الأكثر تحديا؛ كيف يمكننا أن نكافح لوقف هذا الوباء بينما نحن نعاني من التعب والإرهاق الناتج عن هذه الجائحة؟ مع العلم أن هناك حاجة ماسة إلى طريقة مناسبة لعودة الحياة إلى شيء مقارب للحياة الطبيعية التي كنا نعيشها. لكن هذا لا يعني بالضرورة كسر اللوائح ولا إهمال أو تجاهل هذه الأنظمة، بقدر ما يجب أن نقبل «الوضع الطبيعي الجديد»، يجب أن نؤمن أن الوضع حاليا ليس طبيعيا ولن يكون أبدا.

يبدو أن الطريقة الوحيدة للخروج من هذا الكابوس واستعادة الحياة الطبيعية الحقيقية التي نريدها جميعا بشدة هي قبول «الوضع الطبيعي الجديد» في الوقت الحالي، مع الامتثال للتدابير الصارمة التي تتمثل بالاعتماد على تطبيق توكلنا، الذي يمكن من خلاله السيطرة على عدد الحالات من خلال تتبع الحالات الإيجابية، فكما ساعدت التقنية في تسهيل وتيسير كثير من أمور حياتنا قد يكون لها الدور الأكبر في مساعدتنا في التخلص من هذه الجائحة.

@SMAlanzi