ولاء الشيحي

إحياء الآثار.. قصر الملك ومطار الدويد

السبت - 13 فبراير 2021

Sat - 13 Feb 2021

كانت الرؤية واضحة وصار العمل صادقا، فأمست الثمار حقيقة لا تحتاج إلى شهادة شاهد. كانت رؤية المملكة 2030 قد أكدت العمل على إحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي والقديم وتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي، وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهدا حيا على إرثنا العريق وعلى الدور الفاعل، والموقع البارز على خريطة الحضارة الإنسانية، وصار التفاني عنوان العمل لتنفيذ الرؤية في كل مناطق المملكة، فاكتشفنا آثارا قربنا تستحق العناية والافتخار والاستغلال سياحيا واقتصاديا، وأمسينا لا نحصي تلك الآثار التي تدون في قوائم الاهتمام والعناية والتأهيل والتطوير والاستثمار.

في بلادنا آثار هي شواهد تاريخ وحضارة، وستكون في خضم مسيرة الرؤية منابع الاستثمار السياحي والاقتصادي، وعناوين الجذب والتسويق لأطراف هذا الوطن الذي يبني نفسه بشبابه ويطور مقوماته بأفكار أهله، ليكون العقل والفكر صناعة وطنية تبرز في جزء منه.

في كل منطقة تجد المسؤول الأول فيها «أمير المنطقة» يهتم بالتنمية والتاريخ معا، يبحث عوامل تطوير التنمية وفي ذات الوقت ينبش عن الآثار التاريخية ويضع تطويرها وتفعليها سياحيا واقتصاديا؛ لأنها في الحقيقة وفي رؤية المملكة 2030 جزء مهم من التنمية.

على سبيل المثال أمير منطقة الحدود الشمالية الأمير فيصل بن خالد بن سلطان خلال جولته التفقدية لمحافظات وقرى المنطقة، منح المواقع الأثرية اهتماما كبيرا يوازي الاهتمام بالشأن التنموي والخدمي، ويسعى جاهدا لبث الروح في المواقع الأثرية والتاريخية واستغلالها سياحيا واقتصاديا.

وقف أمير الحدود الشمالية على قصر الملك عبدالعزيز التاريخي في مركز إمارة لينه، الذي أنشئ عام 1354/1355هـ ليكون مقرا للإمارة على مساحته 4000م2، وبني من الطين واللِبن والحجارة، لا يزال متميزا بإطلالته وطرازه العمراني، وعقد أمير المنطقة اجتماع لجنة السياحة في وسط فناء القصر التاريخية.

كما تفقد آثار مركز الدويد التاريخية، ومنها آثار مطار الدويد، الذي يعد أقدم مطار مدني في منطقة الحدود الشمالية، ويبلغ عمره أكثر من 70 عاما، وقد هبطت فيه طائرة الملك سعود رحمه الله، كما وقف على «سوق المشاهدة» وبعض المواقع التراثية، وكذلك تفقد قرية زُبَالا التاريخية، التي تعتبر أحد المحطات المهمة على درب الحج، واشتهرت بثلاث برك مائية «الشاحوف وأم العصافير والشيحيات»، والقصر الأثري وحصن زبالا ويعد معلما سياحيا جاذبا للمتنزهين، واطلع على نتائج مشروع التنقيب الأثري في موقع زبالا للموسم الرابع، معربا عن أمله في الوصول لاكتشافات جديدة خلال هذا الموسم بناء على ما تم اكتشافه، كما وقف على موقع الجميمة الأثري قرب محافظة رفحاء، التي يعود تاريخها للقرن الثالث الهجري، وتتضمن ست وحدات معمارية، وتشتهر بالبركة المربعة الواقعة في فيضة الجميمة.

وقوف المسؤول الأول في المنطقة على المواقع الأثرية والتاريخية يمنحها اهتماما ويسوق لها ويكشف عن كنوز الوطن التاريخية والأثرية، خاصة حين يوجه فيها ولها بضرورة تطوير وتنفيذ أنشطة سياحية تستثمر مقومات المنطقة كمنظومة في حزم سياحية تشتمل على السياحة البيئية والآثار التاريخية والصناعية والموروث الأدبي بالمنطقة.

أخيرا، مكتسبات الوطن هي العقول والأفكار التي تخلق وتطور وتبني وتؤهل وتخطط وتنفذ وتتعثر ولا تتوقف وتتعب ولا تمل، حتى تصل إلى الغايات والأهداف التي لم تكن إلا رؤية وطن رسم ملامحها وكتب سطورها قائد التغيير والتجديد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بدعم وثقة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

misswalaa986@