أحمدي نجاد ينقلب على خامنئي

أحرج مبعوث المرشد برسالة مشبوهة إلى بوتين في وقت حساس 23 شكوى أمام مجلس صيانة الدستور تسعى لإبعاد أحمدي عن الرئاسة مصلحي: عودته للسلطة ستؤزم الوضع وتدخل البلاد في اضطرابات طويلة توكلي اعتبره متمردا وتقدم بأدلة على عدم أهليته للترشح لانتخابات يونيو مراقبون يصفون الخلاف المفتعل بين الطرفين بـ(المسرحية الهزلية)
أحرج مبعوث المرشد برسالة مشبوهة إلى بوتين في وقت حساس 23 شكوى أمام مجلس صيانة الدستور تسعى لإبعاد أحمدي عن الرئاسة مصلحي: عودته للسلطة ستؤزم الوضع وتدخل البلاد في اضطرابات طويلة توكلي اعتبره متمردا وتقدم بأدلة على عدم أهليته للترشح لانتخابات يونيو مراقبون يصفون الخلاف المفتعل بين الطرفين بـ(المسرحية الهزلية)

الثلاثاء - 09 فبراير 2021

Tue - 09 Feb 2021

اعتبر مراقبون رسالة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن العودة للحياة السياسية بمثابة (انقلاب) على المرشد علي خامنئي الذي لا يستطيع أحد عصيان أمره بين الساسة الإيرانيين.

وقالت صحيفة (تايمز) البريطانية، (إن نجاد يلعب على العلاقات الوثيقة بين البلدين في العقود الأخيرة لحض بوتين على عدم السعي لتمديد حكمه إلى أجل غير مسمى»، مشيرة إلى أن التدخل يعتبر بمثابة هجوم مبطن على المرشد الأعلى لإيران الذي اختلف معه أحمدي نجاد في نهاية سنواته في المنصب، والذي لا يظهر أي إشارة على التخلي عن السلطة التي يتولاها منذ 1989.

ويقول أحمدي نجاد في رسالته «لم تسجل التجربة التاريخية للإنسان حالة واحدة جدية للحكام الذين سعوا بطريقة أو بأخرى إلى جعل فترة ولايتهم غير محدودة».

يأتي تدخل أحمدي نجاد في وقت حساس في السياسة الإيرانية وفي العلاقات بين طهران وموسكو.

توقيت مشبوه

وجاء التوقيت المشبوه لرسالة أحمدي نجاد لتتزامن مع زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف إلى موسكو أمس الأول لإيصال (رسالة شخصية) إلى بوتين من المرشد الأعلى.

وقالت الصحيفة الإنجليزية «إن بوتين يدعم موقف إيران في الاتفاق النووي الذي مزقه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وأرسل البلدان مساعدة عسكرية إلى سوريا كانت أساسية لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد».

وأشارت إلى أن روسيا غضت الطرف أيضا عن الهجمات الجوية المتكررة لإسرائيل على القوات الإيرانية وحلفائها المحليين في سوريا، لعرقلة نقل تكنولوجيا الصواريخ إلى حلفاء مثل حزب الله اللبناني، وإن طهران تخشى أن يشجع بوتين الأسد على إبرام صفقة من نوع ما مع إسرائيل والغرب لطرد القوات الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات والمساعدة في إعادة الإعمار بعد الحرب.

قلق وتدخل

وقال نجاد في رسالته «إن الحق في الحكم وتحديد المصير ملك للشعب»، متحديا استخدام بوتين المستمر للثغرات في الدستور الروسي لتجديد ولايته في الحكم. وأضاف «هذا الحق الأساسي هو ما منحه الله للبشر، ولا يحق لأي فرد أو جماعة أو قوة تجريده أو تقييده».

وأكد الرئيس الإيراني السابق أنه لم يكن ينوي التدخل في الشؤون الداخلية الروسية، لكنه كان قلقا من الصورة التي تقدمها قوة صديقة للعالم، في الوقت الذي تقترب فيه (الهيمنة) الأمريكية من نهايتها.

كان أحمدي نجاد (64 عاما) في منصبه من 2005 إلى 2013 وأصبح معروفا بخطاب شعبوي مناهض للغرب كان قسريا، ولكنه غالبا ما يتسم بروح الدعابة وازدراء واضح لبعض المواقف الأصولية للمؤسسة الدينية الإيرانية.

23 شكوى

ويسعى المرشد الإيراني ورجاله في السلطة إلى إبعاد محمود أحمدي نجاد عن الترشح للانتخابات الرئاسية التي تجري في يونيو المقبل، حيث تقدم مجلس صيانة الدستور بـ23 شكوى ضده.

وتوقع مراقبون أن يدفع نجاد مبكرا ثمن عصيانه للمرشد الأعلى علي خامنئي، الذي نصحه مسبقا بعدم الترشح لانتخابات الرئاسة الإيرانية، لكن نجاد ضرب بنصيحته عرض الحائط وقدم أوراق ترشيحه.

ومع ذلك، باتت أوراق نجاد الآن في مجلس صيانة الدستور، المعني بالموافقة على المرشحين كي يتأهلوا لخوض انتخابات الرئاسة، وهو المجلس نفسه الذي يهيمن عليه خامنئي.. وربما في هذا السياق يمكن فهم تقديم المتشددين 23 بلاغا إلى السلطة القضائية الإيرانية ضد محمود أحمدي نجاد، يطالبون فيها باستبعاده من الانتخابات والحكم بعدم صلاحيته لخوض انتخابات الرئاسة لارتكابه العديد من المخالفات التي تثبت فساده.

مسرحية هزلية

يرى البعض أن ما يحدث بين الاثنين مسرحية هزلية يؤديها نجاد وخامنئي، والبعض الآخر يتحدث عن عصيان، لا سيما أن نجاد ينتمي إلى معسكر المتشددين في السياسة الإيرانية، وهو المعسكر الذي يقوده خامنئي نفسه.

وكشفت صحيفة (مشرق) الإيرانية، أن أحمد توكلي، وهو نائب سابق في البرلمان الإيراني وأحد أشهر أعضاء التيار المتشدد، بعث رسالة إلى مجلس صيانة الدستور الإيراني، تضمنت أدلة تثبت عدم أهلية محمود أحمدي نجاد للترشح لانتخابات الرئاسية الإيرانية، مؤكدا أن هذه الأدلة تعد سببا واضحا لرفض صلاحية نجاد واستبعاده من الانتخابات.. وخاطب أعضاء مجلس صيانة الدستور قائلا «أنتم شركاء في سياسات الخير والشر ومواقف وممارسات أحمدي

نجاد في حالة موافقتكم على صلاحيته لخوض انتخابات الرئاسة».

تمرد الرئيس

وضمن الأدلة التي قدمها أحمد توكلي لرفض ترشيح نجاد، أنه سعى للحصول على سلطة لاتخاذ القرارات دون موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي، وهو ما يعد بمثابة (تمرد) على السلطة المطلقة للمرشد، وهو أصلا من يقود معسكر المتشددين الذي ينتمي إليه نجاد.

ويلمح البعض إلى عدم امتثال نجاد لأوامر المرشد الأعلى علي خامنئي في تعيين اسفنديار رحيم مشائي، إذ قام نجاد بتنصيب مشائي نائبا له، رغم رفض خامنئي ذلك.. وعليه قام خامنئي بإرسال رسالة إلى أحمدي نجاد يحذره فيها من تداعيات ما فعل ويطالبه بإلغاء هذا التعيين.

وجاء في رسالة المرشد إلى نجاد «السيد الدكتور أحمدي نجاد، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية المحترم، بعد التحية والسلام، إن تعيينكم للسيد اسفنديار رحيم مشائي نائبا لرئاسة الجمهورية لم يكن لصالحك، ولا لصالح الحكومة، وسيؤدي ذلك إلى بث الخلافات والتذمر في صفوف المريدين لكم، لذا يجب إلغاء هذا التعيين».

خلاف عاصف

ويشير توكلي أيضا إلى أن نجاد دخل في خلاف عاصف مع المرشد الأعلى مرة أخرى في أبريل2011، عندما سعى نجاد إلى إقالة حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيرانية، دون استشارة المرشد الذي عارض هذا القرار علنا.

وجاءت الحالة الرابعة في ثنايا البلاغات المقدمة ضد نجاد، وتتعلق بقيامه بضم وزارة الحج والعمرة الإيرانية إلى وزارة السياحة بشكل غير قانوني، إذ عرض الأمر على المرشد الأعلى، لكن خامنئي رفض التصديق على هذا الأمر.

وبعث رسالة إلى أحمدي نجاد يقول فيها «إن إلحاق وزارة الحج والعمرة بوزارة السياحة أمر مرفوض من قبلنا»، فقام أحمدي نجاد بإخفاء الرسالة معلنا ضم الوزارتين. وعندما أُعلن الخبر هاجم خامنئي أحمدي نجاد بسبب مخالفته لأوامره، وعندها أجاب أحمدي نجاد بأنه لم تصله أي رسائل من المرشد.

التحذير من نجاد

وطبقأ لما ذكره راديو (فردا) الإيراني، قال رئيس إيران السابق أحمدي نجاد في حوارٍ له مع قناة (فونيكس الصينية) «هؤلاء الذين يتقدمون بشكاوى ضدي لإخراجي من سباق الانتخابات الرئاسية، ليس لديهم دليل واحد لرفض صلاحيتي»، وعندما سئل عما سيفعله إذا تم استبعاده من انتخابات الرئاسة، أجاب نجاد قائلا «انتظروا وسوف ترون بأعينكم ماذا سيحدث».

وحذر وزير الأمن الإيراني السابق حيدر مصلحي، في خطاب له أمام مجموعة من قوات (الباسيج) التابعة للحرس الإيراني من أنه في حالة خوض أحمدي نجاد انتخابات الرئاسة الإيرانية ونجاحه فيها، ستدخل إيران في مرحلة من الاضطرابات الداخلية، مثل الاضطرابات التي عانت منها إيران عام 2009 عندما نجح أحمدي نجاد في الحصول على فترة رئاسية ثانية، واتهم الإصلاحيون النظام الإيراني بتزوير الانتخابات لصالح أحمدي نجاد، وحذر مصلحي من أن الاضطرابات هذه المرة ستكون أقوى كثيرا مما كانت عليه في عام 2009.

الفساد في عهد أحمدي نجاد وفقا لمؤشر بازل:

70 مليار دولار حجم الاختلاسات في حكم أحمدي نجاد

23 مليار دولار حجم اختلاسات أموال النفط

30 مليون دولار حصل عليها نجاد خلال رئاسته

32 مليون دولار حصل عليها صادق محصولي

42 مليون دولار حصل عليها سعيد مرتضوي

4 ملايين دولار حصل عليها محمد رضا رحيمي

مليونا دولار حصل عليهما أسفنديار رحيم مشائي

إيران الأولى في جرائم غسل الأموال من 2014 إلى 2016م