شاهر النهاري

نهايات إيران المحتملة

الاثنين - 08 فبراير 2021

Mon - 08 Feb 2021

تحليل لا تنجيم ولا دحرجة كرة خبط عشواء ترتطم بكل جدار قبل أن تستقر في جوف هدف، فالمواقف والظروف والنوايا والتاريخ، وقطع الأحجية جلية تحتاج فقط لحسن تركيب.

إيران دولة غنية كريمة على أذرعها، ولها ثمرة عقيدة لبها تصدير الثورة، وأيديولوجية تشكك في أسس وتفرعات الديانة والمذهب، وبما يُمكنها من التلاعب بعواطف وعقول قنابل بشرية تتفجر، بمجرد سماع توجعها.

وهي قوية عسكريا، ومتغلغلة في أربع دول عربية، وصواريخها الباليستية تطول، وقنبلتها الذرية قريبة الحصول.

أعداؤها بالمقابل متنوعون، فمنهم من يتحاشاها، ومنهم من يستفيد بمصالحه معها، من نفط وغاز، وتجارة وصناعات مدنية وحربية، ومنهم من يعاديها علنا، ومنهم صديقها السري باعتبارها عدوة عدوه، ومنهم الدول العربية المختلفة بدرجة ونوع العداء، وحقيقته!

إسرائيل تشارك العرب في خشية الصواريخ الباليستية، وربما الرؤوس النووية، ليستمر العداء بينهم كطرف، وبين إيران موزون الشعرة، وحتى لو عُقدت بينهما ألف معاهدة سلام، فلن تلبث طهران أن تنقضها لصالح غيبياتها وتوسعها.

أمريكا تستفيد من بقاء ضغوطاتها على إيران، والتحكم بأموالها المجمدة، وهي تفرح باستمرار طيشها وشرورها، ليستمر خوف دول الخليج العربي وتفرد إسرائيل بالقوة، فتصنع أمريكا معاهدة نووية ركيكة، ثم تعود بعدها بمعاهدة تظهر بعض القوة، وهكذا حتى تستمر النتائج نفسها.

أمريكا بذاتها لا تريد حربا مع إيران، فما الذي يبرر قتل الجنود الأمريكان، أو حصول كارثة تهز قيمتها العظمى، حال مهاجمة إحدى قواعدها بالخليج، أو تفجير حاملة طائرات أو اندلاع حرب عبثية؟

مطاردات القط والفأر تستمر وهذا لا يمنع من تدخل الدب الروسي والضباع الأوروبية، ولو بطرق مستعرضة متغافلة، لمنع تفرد النسر الأمريكي بالقرار، وإبقاء هرمونية الفوضى.

هل ستقوم إسرائيل بتفجير مفاعل إيران النووي؟

هي لديها القدرة والدعم لذلك، ولكنها تخشى هصر قشة ظهر البعير، فتقترف إيران ما صامت عنه طوال فترات التعدي الإسرائيلي على قواتها في سوريا والعراق ولبنان، وتفجيرها من الداخل واغتيال روادها، ودون رد منها.

أمريكا تفرح باستطالة ريش إيران لتقوم بتهذيبه بين حين وآخر، مع التأكيد على ألا تصاب بالصلع الدائم، فتموت حمامة السلام المرتعشة بين إسرائيل والعرب.

إيران مؤخرا تمد أياديها المعروقة للسعودية مطالبة بالحوار، والسعودية تدرك أن الحوار المنفرد سيكون فرصة إيران الذهبية لجني الثمار، ثم التملص والنكث!

أمريكا الرئيس بايدن أكدت قبل أيام على مواقفها الثابتة من الشراكة السعودية ووقوفها ضد طهران وميليشياتها الإرهابية في اليمن.

والحقيقة أن إيران لن ترتدع دون نصر صريح لمخططاتها، وستظل تخادع، وتتحايل، وتنكث، وأمريكا ستستمر بمحاولة صنع التوازن بين جموح إيران وسلامة إسرائيل وأمن دول الخليج، لأطول فترة، مع كبح جماح خيارات الحرب، فلا تعيد سيناريو غزو بغداد، باعتبار أن أغلب دول العالم كانت قد وقفت معها في تلك الحرب، ولكن لا أحد يدري من سيقف معها في حربها على طهران.

وفي النهاية لا بد من توقع الشطط والجنون الإيراني المهلك، بأسباب الانقسامات الجلية بين سلطاتها الداخلية، وغليان مراجل شعبها المظلوم، وربما تتهور طهران وتستفز تل أبيب، ولو بصاروخ يتيم، فتكتمل الفوضى الخلاقة، وتحصل النهايات الأليمة لمعظم رقعة الشرق الأوسط، وعلى القاطنين خارجها مراعاة فارق التوقيت!

shaheralnahari@