ديرة إردوغان.. خطف وسرقة وابتزاز

9 أشخاص اختطفوا رجل أعمال خليجيا وطالبوا بفدية 400 ألف دولار 1100 حالة قتل سنويا للسياح باعتراف مركز أبحاث تركي عصابات الغدر تنتشر في شارع الاستقلال وسط مدينة إسطنبول تركيا تتصدر تصنيف الدول الأكثر خطورة على السياح العرب مواطن كويتي يكشف تفاصيل مؤلمة لعملية اختطافه وتعذيبه في أنقرة
9 أشخاص اختطفوا رجل أعمال خليجيا وطالبوا بفدية 400 ألف دولار 1100 حالة قتل سنويا للسياح باعتراف مركز أبحاث تركي عصابات الغدر تنتشر في شارع الاستقلال وسط مدينة إسطنبول تركيا تتصدر تصنيف الدول الأكثر خطورة على السياح العرب مواطن كويتي يكشف تفاصيل مؤلمة لعملية اختطافه وتعذيبه في أنقرة

الأحد - 07 فبراير 2021

Sun - 07 Feb 2021

فيما حررت الشرطة أمس رجل أعمال خليجيا وصديقا له تم اختطافهما من عصابة تتكون من 9 أشخاص، طالبوا بفدية قدرها 400 ألف دولار، تحولت (ديرة إردوغان) إلى المكان الأقل أمنا في المنطقة، مع تزايد جرائم الخطف والسرقة والنصب والاحتيال والابتزاز التي تكررت على مدار السنوات الماضية.

وجاءت تركيا في المرتبة الثامنة بين أكثر 10 دول في العالم في معدل جرائم القتل، وفقا لإحصاءات رسمية صادرة عن الأمم المتحدة، بينما تؤكد الأرقام والمعلومات المتداولة إلى انخفاض حاد في نسبة السياح العرب والخليجيين على وجه التحديد إلى تركيا، في الوقت الذي انخفض المنسوب العام للسياحة فيها خلال العامين الماضيين، بسبب سياسة إردوغان العدائية، وإصراره على إثارة الفتنة والفوضى في المنطقة.

خطف وتهديد

ونقلت وسائل الإعلام عن صحيفة (يني شفق) التركية أمس، أن رجل الأعمال قطري، وطلب المختطفون المشتبه بهم فدية قدرها 400 ألف دولار أمريكي من عائلة القطري، وبالفعل تسلموا نصف المبلغ.

وقامت العصابة بتهديد أسرة المختطف بنقله وصديقه إلى سوريا إذا لم يتم دفع باقي قيمة الفدية بحلول نهاية شهر فبراير الحالي، وفي هذه الأثناء تم نقل الضحيتين إلى مدينة أضنة، ولكن، بعد سلسلة من التحريات، داهمت الشرطة التركية وكر العصابة، وعددهم 9 أشخاص، وألقت القبض على 5 منهم، وحررت المختطف القطري وصدبقه، فيما تتواصل الجهود للقبض على الأشخاص الأربعة الآخرين. و قد تم اختطاف القطري وصديقه في منطقة إسكندرونة بمحافظة هاتاي التركية بداية الشهر الجاري.

خنجر وسكين

وخلال عمليات البحث التي أجريت في عناوين المداهمة، تم ضبط بندقيتين وسكين وخنجر وقناع تزلج وغطاء للأصفاد وجواز سفر وبطاقات هوية وبطاقات مختلفة للمختطفين. وجرى تحويل المشتبه بهم إلى المحكمة بعد التحقيق معهم في مركز الشرطة.

وأعادت الشرطة رجل الأعمال القطري وصديقه إلى منطقة إسكندرونة، تمهيدا لعودتهما إلى الدوحة، فيما لم يتم الكشف عن مصير مبلغ الفدية الذي حصلت العصابة على نصفه.

ويمتلك رجال العصابات الأتراك تاريخا طويلا من عمليات الخطف والجريمة المنظمة في بلد جعله موقعه الجغرافي المميز منطقة جذب عالمية لمختلف الأنشطة كتهريب المخدرات وغسيل الأموال.

ابتزاز الخليجيين

وعلى مدار السنوات الماضية، لم تتوقف حوادث السرقة والنصب التي يتعرض لها السياح الخليجيون، فضلا عن اختفاء الكثير منهم، وفي أكثر من مرة تعرض سعوديون للاختطاف والابتزاز، ويبقى الأمر عادة قيد الكتمان، لتهاون البعض في إشعار سلطات بلادهم بالحادثة، فيما تبقى حالات الاختفاء والابتزاز متداولة بعيدا عن الإعلام.

ولم تصدر أرقام حقيقية حول السياح الخليجيين الذين يجري خطفهم، ويبقى الجانب التركي هو المصدر الوحيد للأرقام السياحية، وفي بعض الأحيان يتم استخدام المسافرين (ترانزيت) أيضا ضمن أرقام السياح الخليجيين، رغم التزايد الكبير في حوادث الاختفاء، والإساءات إلى السياح.

عصابات إسطنبول

تنتشر العصابات بشكل لافت في شارع الاستقلال على أطراف ساحة تقسيم الشهيرة وسط إسطنبول، وشهدت المنطقة جرائم وحوادث نهب وسلب في هذا الشارع، وكان الخليجيون كأفراد وعائلات أكبر الضحايا.

وسجلت التقارير الأمنية 68 حالة قتل خلال 10 أيام فقط ليقفز معدل الجريمة اليومي من 3 إلى 7 جرائم يوميا، حسب وكالة (جيهان) التركية للأنباء، وأظهر تقرير نشره مركز (أُموت) للدراسات التركية أن البلاد كانت تشهد ما يقرب من 1100 حالة قتل سنويا، ووفقا لهذه الأرقام يمكن الجزم أن تركيا لم تعد بلدا آمنا يقصده السياح الخليجيون، ولا بد من التوقف عند هذا الأمر.

أخطر الدول

وأكد تقرير إعلامي أن تركيا تصنف كأحد أخطر الدول على السياح خاصة العرب الذين يزورون المدن التركية للسياحة الثقافية أو السياحة العلاجية، وكان السبب في هذا تعدد الجرائم ضد السياح من الدول الخليجية على وجه الخصوص، والتي كان آخرها اختطاف مواطن كويتي والاعتداء عليه بالضرب وتعذيبه بهدف الحصول على فدية لتحريره، وذلك خلال زيارته لتركيا من أجل العلاج.

وتعيش تركيا في حالة انهيار اقتصادي كبير بسبب تراجع السياحة، بعدما جنت أكثر من 4 مليارات دولار من السياحة إلا أن التوقعات بانخفاض نسبة عوائد السياحة مرتفعة، في ظل الأزمة الاقتصادية وعدم الأمان للسياح، فضلا عن التوتر السياسي في البلاد، والصراعات العديدة التي دخلها الرئيس رجب طيب إردوغان بسبب طموحاته المتزايدة في البحث عن الهيمنة والنفوذ والتدخل في شؤون دول المنطقة.

قصة مؤلمة

ويروي المواطن الكويتي عبدالله تقي، قصة مؤلمة لعملية اختطافه وتعذيبه في تركيا، بقوله «كنت أخاطب المركز الذي سأذهب إليه لعلاج قدمي، كان عندي كسر في رجلي والديسك، وذهبت هناك أعالج نفسي، راسلت المستشفى ووجدت أن العلاج سيكلفني مبلغ 6500 دولار تقريبا، وكنت أراسل الشخص السوري الذي تعرفت عليه».

وأضاف عبر مقطع فيديو، «وصلت تركيا وكلمته وجعلني أتواصل مع شخص اسمه الحاج خالد، تواعدنا ووضعت الأغراض في الفندق.. نزلت وجدت سائق تاكسي أعطيته رقم الهاتف، وذهبنا إلى المكان المطلوب، وفجأة دخلت عليا مجموعة مكونة من 10 أشخاص».

يضيف «الأشخاص العشرة كان معهم أسلحة وحاوطوني.. وضربوني بالسلاح على ظهري فخفت من المقاومة، أخذوا الشنطة والأغراض والفلوس من عندي، وطلبوا أموالا زيادة، وسألوا على جواز السفر والأموال، فقدت الأمل عندما عرفت أن الشخص نفسه الذي أتى بي هو من سلمني لهم».

وقال عبدالله تقي «أخدوا كارت الفندق والتليفون، وكل شيء مني، وفي هذه اللحظات كان يتصل علي أخي وأنا لا أستطيع الرد عليه.. ولما سمحوا لي بالرد عليه وهددوني بأن حياتي تحت أيديهم لو أبلغته بشيء، وساوموني بمبلغ 500 ألف، وبعد محاولات طلبوا تحويل 100 ألف.. ولما رديت على أخي قلت له أنا احتاج 100 ألف حولهم علي بأي طريقة وحاول توصلهم بسرعة، وفي هذه اللحظات أعطوني حبة أدوية كل 6 ساعات وأجبروني على تناولها بالضرب وشرب القهوة».

ويؤكد أنه عندما ذهب للفندق لاستلام المبلغ تحت حراستهم، كان أخوه شك في الأمر وأبلغ الشرطة وتم التعامل مع الأمر حتى كشفت العصابة وتم ضبطها.

أرقام المختطفين الخليجيين في تركيا:

1100 مختطف في العام الواحد طبقا لمركز (أموت).

63 حالة اختطاف خلال 10 أيام فقط.

8 هو مركز تركيا بين الدول الأكثر جريمة في العالم.