ابتسام القحطاني

وزارة الثقافة وسياسة التسويق.. بين الواقع والحلم

الخميس - 04 فبراير 2021

Thu - 04 Feb 2021

مؤسف جدا أن يصل المثقف والأديب لمرحلة الضمور والانكماش في العمل والإبداع أو ذروة اليأس والإحباط، بعد حلم سنتين من التسويق والتسويف الإعلامي بمختلف وسائله لكثير من مشاريع ومبادرات وزارة الثقافة، بل يمكن القول إن الوزارة حققت سبق التسويق بشكل قوي واحترافي فظهرت مشاريعها ومبادراتها للجميع بلا استثناء كأنها منجز حقيقي وملموس!

وأنا حينما أكتب عن وزارة الثقافة لا أقلل من قيمتها ومكانتها ودورها، بل على العكس، فهي تعني لي وللمواطنين الكثير، فهي من سيقود جهود تنمية القطاعات الثقافية والفنية في السعودية، ولكني للأسف أرى نفاقا ثقافيا غير مسبوق تجاه الوزارة في تحديد ثغرات ومكامن الخلل وأوجه الخطأ والقصور في برامجها ومبادراتها.

لعل الأسئلة التي يحتاج المثقف والأديب والمهتم والموهوب أن يعرف كل تفاصيلها هي: كم عدد المشاريع الفعلية التي تم الانتهاء منها وتعمل حاليا في دعمهم وخدمتهم؟ هل استفادت كل مناطق المملكة من أي مشروع ثقافي منجز؟ أين يقع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية؟ كم عدد بيوت الثقافة؟ إلى أين وصل برنامج التفرغ الثقافي؟ وكم بلغ عدد المكتبات العامة التي تم تطويرها؟ ماذا عن برنامج ثقافة الطفل؟ متى الإعلان عن المدينة الثقافية السعودية؟

هناك تساؤلات كثيرة لا تنتهي، وما أود أن أصل إليه بكل شفافية ووضوح هو أن تعيد الوزارة بقيادة وزيرها الأمير الشاب بدر بن عبدالله آل فرحان النظر في آلية تنفيذ البرامج والمبادرات، والعمل على تسريعها وتحقيقها مع إعادة استراتيجية التأهيل والتوظيف لكثير من الموظفين والعاملين، بما يتناسب مع كل برنامج ومبادرة، فلا يمكن لوزارة جديدة مثل الثقافة بهيئاتها المستقلة أن يكون لديها وكلاء كلا في تخصصه ومجاله ولا يتعدى دورهم الخدمات المالية والبنكية ومراكز خدمة العملاء أو في مجال الأغذية والبترول وغيرها، ولا تكون قادرة على تحقيق المشاريع الثقافية بكل مجالاتها المتعددة والمتنوعة، فالثقافة تحتاج إلى فكر وخبرة في واقع الثقافة والمثقفين، ومهارات متكاملة في شؤون الإدارة لتجاوز أزمات تراكم العمل الإداري.

أخيرا، الانشغال بالتسويق والترويج دون واقع معزز وحقيقي يفقدك قيمتك ومصداقيتك، ليكن منتجك واقعيا ثم ابحث في التسويق والترويج.

same123qahtan@