«القصر الملكي» منارة تاريخية في معابدة مكة ينتظر فتح أبوابه للزوار

يشهد أعمال ترميم وإعادة تأهيل
يشهد أعمال ترميم وإعادة تأهيل

الأربعاء - 03 فبراير 2021

Wed - 03 Feb 2021

يشهد القصر الملكي بمعابدة العاصمة المقدسة أعمال ترميم داخلية وخارجية للعمل على تأهيله وشرع أبوابه أمام الزوار وقاصدي مكة المكرمة، حيث يعتبر منارة شامخة للفن المعماري، وهو أحد أقدم المباني الأثرية، ويمثل التصميمات المعمارية التقليدية بالأسس الفنية ويحمل الطابع المعماري الإسلامي لاحتوائه على كثير من العناصر الفنية والزخرفية الإسلامية الفريدة، كما يضم بين جنباته العديد من المناسبات رفيعة المستوى على مر حقبة زمنية ملكية تمتد جذورها حتى الدولة السعودية الأولى.

وقال مدير مركز تاريخ مكة المكرمة التابع لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فواز الدهاس للصحيفة «إنه عند الحديث عن القصر الملكي بالمعابدة يجب أن نفرق بينه وبين قصر السقاف، فقصر السقاف كان بالموقع الذي أقيم فيه فرع وزارة المالية حاليا، حيث كان هذا القصر للسقاف واشتراه من آل الشيبي وعندما دخل الملك عبدالعزيز الحجاز اشترى هذا القصر وأهداه لزوجته أم الأمير طلال بن عبدالعزيز، ثم باعه الأمير طلال فيما بعد لوزارة المالية وأقيم فيه الفرع، ويفصله عن القصر الملكي شارع مشاه يهوي بك إلى حي الملاوي». وأضاف «يذكر مؤرخ نجد والجزيرة العربية الشيخ ابن بشر في تاريخ نجد أن دار البياضية الشمالية والجنوبية كان الشريف غالب بن مساعد يستضيف بها الإمام سعود بن عبدالعزيز في الدولة السعودية الأولى، حيث يشير ابن بشر إلى أنه نزل في حجته الثالثة عام 1221هـ فركب إليه الشريف وبايعه وأخرج الإمام سعود من كان في مكة من الأتراك آنذاك، وفي حجة الإمام سعود الرابعة 1222 هـ دخل مكة بجنده واعتمروا وحجوا بأحسن حال، ونزل قصر البياضية الجنوبي، وزاره الشريف مرارا».

ولفت الدهاس إلى «أن القصر الملكي في المعابدة يتكون من قصرين قديمين (البياضية الشمالي والبياضية الجنوبي)، ويتميز هذان القصران ببنائهما الحجري وسقفهما الخشبي. وبنى الملك عبدالعزيز القصر الحالي الذي ربط بين البياضيتين وسكنه منذ أن ضم الملك الحجاز في عام 1343 هـ».

ونوه إلى أن صحيفة «مكة» في عام 1435 هـ أوردت أن قصر السقاف سبق وأن هدم وأزيل، وأقيم مكانه مبنى وزارة المالية، أما دار البياضية فقد أعاد بناءها الملك عبدالعزيز وأصبحت مقرا للحكم عندما يفد إلى مكة المكرمة. فيما استخدم القصر بعد ذلك مقرا لنائب الملك عبدالعزيز في الحجاز ابنه الأمير فيصل بن عبدالعزيز، ثم استخدم في فترات لاحقة مقرا لرابطة العالم الإسلامي ثم مقرا لشرطة العاصمة المقدسة.

وأردف قائلا «يعتبر القصر الملكي (البياضية) القائم اليوم الأقدم تاريخا والأكبر حجما إذ بنيت فيه معظم القصور الملكية في مكة المكرمة في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، بما في ذلك قاعات الرؤساء والملوك وكبار ضيوف الملك المؤسس من سفراء وقناصل الدول الأخرى، ورؤساء بعثات الحج، ويعود تاريخ الجزء الشرقي من القصر والذي يعرف بـ(قصر أم ماجد) والذي ربما يكون قصر البياضية الشمالي نظرا لما يتفرد به من طراز معماري قديم ونوعية الحجارة والمونة المستخدمة في بنائه إلى ما قبل عهد الملك المؤسس، بينما يرجع تاريخ المباني في الجزء الأوسط منه إلى عام 1346 هـ، وكذلك القصر الذي استخدم لشرطة العاصمة المقدسة وما جاورها من مبان خلفية بما في ذلك قصر الملك فيصل عندما كان نائبا لوالده في الحجاز، ويربط بين هذه القصور ممر علوي وآخر أرضي، حيث يرتبطان بالقصر الرئيس الأمامي، ويضم القصر أكثر من 100 غرفة، ومنها قاعة مدرجة استخدمت للاجتماعات، أما المدخل الرئيس للقصر والذي يتوسط المباني على الشارع العام فيتميز بالفخامة والاتساع ويلاصق القصر الرئيس للناحية الشمالية، وتتكون جهته من 11 (بايكة) ومثلها في الدور العلوي إلا أنها نصف دائرية، وأصبح القصر مقرا للديوان الملكي عام 1373 هـ، ثم شغل بعدد من الدوائر الحكومية في الفترة من 1380هـ إلى 1403هـ، وهي إمارة منطقة مكة ورابطة العالم الإسلامي و شرطة العاصمة المقدسة والمحكمة المستعجلة، اللاسلكي والتلكس في الحوش الخلفي للمبنى ويقابله في الناحية الأخرى قصر الملك سعود الذي بناه عندما كان وليا للعهد».

مراحل البناء

  • الأولى: 1346هـ إجراء إضافات وتعديلات في الجزء الشرقي من القصر إضافة إلى الخدمات الخلفية ومركز للشرطة.

  • الثانية: 1351هـ إنشاء اللاسلكي في فناء القصر.

  • الثالثة: 1360هـ بناء الواجهة الأمامية للقصر، وبناء قصر الملك سعود.

  • الرابعة: 1362هـ بناء مسجد فيه لإقامة الصلاة.

  • الخامسة: 1434هـ ضم القصر لملكية هيئة السياحة والآثار.

  • السادسة: ضم القصر إلى صندوق الاستثمارات العامة.