امرأة بألف رجل أم رجل بألف امرأة!
الأربعاء - 03 فبراير 2021
Wed - 03 Feb 2021
كتب أحدهم «المرأة الشجاعة هي امرأة وليست بألف رجل، فالرجل ليس معيار الشجاعة...» هذه العبارة أثارت حفيظة كثير من الكتاب، ورجح بعضهم أنها تحمل معنى ضمنيا، وأراد بها كاتبها شيئا في نفسه.
كتبت العرب قديما المعلقات في صفات الرجل، وقالوا عنه: الشهم المقدام صاحب الحنكة والحكمة والشخصية القوية، الشجاع والمغوار. وهي الصورة النمطية للرجل، وتغنوا بجمال وصفات المرأة من جمال العيون وتفاصيل الجسد. وقيل عن المرأة: شديدة البأس رصينة الفكر بأنها امرأة بألف رجل، أي إن القوة والحزم والحكمة للرجال، والنساء دخيلات على هذه الصفات. ويصفون الرجل قليل الحيلة، لين الفعل ومن يتقن فن المكيدة والمكر، بفعل النساء كما قال أحد الشعراء: يا صاحبي يا كبرها من فشيله / تكيد لي كيد النساء وانت رجال!
من وجهة نظري، ما وصف به الرجل قديما من جسارة وإقدام كان ضمن عوامل بيئية واجتماعيه تحتم على الرجل أن يتصف بهذه الصفات، وإلا لن يكون له شأن بين أبناء قومه، ولكن هل هذه الصفات وقتية في إطار ثقافي واجتماعي محدد؟ أم إن قدماء العرب قد بالغوا في وصف شجاعة الرجل العربي وبخسوا وصف المرأة. على مر العصور، سمعنا عن الرجل الكاذب والأحمق والجبان وقليل المروءة الذي لم يكن له من صفات الرجولة إلا ما ينبت على الوجه من شارب ولحية.
الشجاعة صفة مكتسبة للرجل والمرأة على حد سواء - يكتسبها أي منهما - إما من تجربة أو من موقف، فالصفة المكتسبة يكتسبها الإنسان بعد تعلم وممارسة، وتظهر عليه بمرور الزمن. كم من امرأة وقفت بشجاعة مدافعة عن نفسها ولم تكن في موقفها إلا امرأة واحدة، وكم من رجل لم يكن له من الشجاعة ما يحفظ به ماء وجهه.
أن يقترن الضعف والجُبن بالمرأة هذا ظلم لها ومحاولة إيهامها بالهوان والاتكالية، وأن يتصف الرجل بالشجاعة المطلقة ربما يكون هذا مجحفا بحقه أيضا، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. الشجاعة ليست خشونة ولا صفة ذكورية تتطلب مهارات خارقة، فشجاعة المرأة باستقلالها وبناء مستقبلها وتحقيق أهدافها. المرأة الشجاعة هي صاحبة الرأي السديد، التي لها المقدرة على المواجهة واتخاذ القرار ولا تخشى أحدا.
من لا ينطق عن الهوى قال إنهن شقائق الرجال، فالأصل التساوي في القول والفعل. والتاريخ زاخر بأسماء نساء كن رموزا للشجاعة في مواقفهن وحزمهن، والحاضر يسطر لنا أسماء نساء كن في إصرارهن وعزيمتهن أمثلة للشجاعة، فهن من أنجبن وعلمن (الشجعان). فكيف لمن يختزل عظيم صنعهن ويرى في شجاعتهن رجولة؟!
@Najah_ ALzahrani
كتبت العرب قديما المعلقات في صفات الرجل، وقالوا عنه: الشهم المقدام صاحب الحنكة والحكمة والشخصية القوية، الشجاع والمغوار. وهي الصورة النمطية للرجل، وتغنوا بجمال وصفات المرأة من جمال العيون وتفاصيل الجسد. وقيل عن المرأة: شديدة البأس رصينة الفكر بأنها امرأة بألف رجل، أي إن القوة والحزم والحكمة للرجال، والنساء دخيلات على هذه الصفات. ويصفون الرجل قليل الحيلة، لين الفعل ومن يتقن فن المكيدة والمكر، بفعل النساء كما قال أحد الشعراء: يا صاحبي يا كبرها من فشيله / تكيد لي كيد النساء وانت رجال!
من وجهة نظري، ما وصف به الرجل قديما من جسارة وإقدام كان ضمن عوامل بيئية واجتماعيه تحتم على الرجل أن يتصف بهذه الصفات، وإلا لن يكون له شأن بين أبناء قومه، ولكن هل هذه الصفات وقتية في إطار ثقافي واجتماعي محدد؟ أم إن قدماء العرب قد بالغوا في وصف شجاعة الرجل العربي وبخسوا وصف المرأة. على مر العصور، سمعنا عن الرجل الكاذب والأحمق والجبان وقليل المروءة الذي لم يكن له من صفات الرجولة إلا ما ينبت على الوجه من شارب ولحية.
الشجاعة صفة مكتسبة للرجل والمرأة على حد سواء - يكتسبها أي منهما - إما من تجربة أو من موقف، فالصفة المكتسبة يكتسبها الإنسان بعد تعلم وممارسة، وتظهر عليه بمرور الزمن. كم من امرأة وقفت بشجاعة مدافعة عن نفسها ولم تكن في موقفها إلا امرأة واحدة، وكم من رجل لم يكن له من الشجاعة ما يحفظ به ماء وجهه.
أن يقترن الضعف والجُبن بالمرأة هذا ظلم لها ومحاولة إيهامها بالهوان والاتكالية، وأن يتصف الرجل بالشجاعة المطلقة ربما يكون هذا مجحفا بحقه أيضا، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. الشجاعة ليست خشونة ولا صفة ذكورية تتطلب مهارات خارقة، فشجاعة المرأة باستقلالها وبناء مستقبلها وتحقيق أهدافها. المرأة الشجاعة هي صاحبة الرأي السديد، التي لها المقدرة على المواجهة واتخاذ القرار ولا تخشى أحدا.
من لا ينطق عن الهوى قال إنهن شقائق الرجال، فالأصل التساوي في القول والفعل. والتاريخ زاخر بأسماء نساء كن رموزا للشجاعة في مواقفهن وحزمهن، والحاضر يسطر لنا أسماء نساء كن في إصرارهن وعزيمتهن أمثلة للشجاعة، فهن من أنجبن وعلمن (الشجعان). فكيف لمن يختزل عظيم صنعهن ويرى في شجاعتهن رجولة؟!
@Najah_ ALzahrani