«أخوي بيتزوج»!

تفاعل
تفاعل

السبت - 16 يوليو 2016

Sat - 16 Jul 2016

ما إن يقنعه أهله بالزواج.. وتبدأ مرحلة البحث عن العروس وانتقائها حسب المواصفات التي يشترطها العريس، وبعد جهد جهيد قد يحتاج وقتا طويلا، وما إن يفرح الأهل بالحصول عليها والاتفاق بين الطرفين حسب شروط تلائمهما إلا وتبدأ معاناة متطلبات الزواج وتجهيزاته لإتمامه وفقا للعادات والتقاليد التي كثيرا ما تجعل الشباب عازفا عن الزواج لأسباب تحمل القروض والديون والسلف.

فنجد في زماننا هذا ومع الغلاء والتطور الحاصل الغالب لا يهتم إلا بالبهرجة والزينة وأمور ما أنزل الله بها من سلطان، ابتداء من قاعات الأفراح ومستلزماتها وتجهيز السكن وتبعاته وكيفية قضاء شهر العسل والسفر للخارج وحجوزاته، والنساء وما أدراك ما النساء، فلا يسبقهن أحد في المباهاة والترف، فتجدهن يتهافتن على الفخم والتافه.

ولا أخفيكم أن العائلة بأكملها ستبدأ بالصولات والجولات لاختيار القاعة المناسبة وملحقاتها وتجهيز موائد وضيافة تشرف وتبيض الوجه.

وأم وأخوات العريس تجدهن منذ لحظة الخطوبة مهمومات بحجوزات الضيافة القهوجيات والحلويات والشوكولاتة المستوردة، والتقديمات والاستقبال والكوافيرة والطقاقة وتفصيل أحدث الموديلات للفساتين بشرط أن لا يسبقهن أحد، وهلم جرا... فتجد الجميع يعيش أوقاتا من الهلع والخوف والرهبة والترقب، والأم تقضي ليلها ونهارها بالدعاء بالتوفيق والتمام.

أنا لم أتحدث عن الشاب الذي يفكر في الزوجة ومواصفاتها وأسلوب حياتها المختلف، وكيفية مجاراته لها خصوصا أنه يود أن تبدأ حياته برفاهية ودون مساعدة من أحد أو تحمل الارتباطات المادية حتى لا يتعرض هذا الزواج للاهتزاز أمام عواصف وأمواج الحياة الصعبة ومتقلباتها منذ بدايته. كل ذلك من أجل ما يقوله الناس ويرضي أذواقهم!

إحداهن سألتني كيف استعدادك لزواج أخيك؟ قلت لها حجزت كذا وكذا، فاندهشت حين قلت ما حجزت طقاقة واكتفيت بالدي جي! قالت: أووه كيف سيكون الزواج؟ لن يرضي الحضور، لا بد من أن تعوضيه بشيء آخر يلفت انتباههم ويؤنس حضورهم! شعرت وكأنه تهديد بفشل الزواج وأنه من الواجب علي تحمل رغبات الناس والبحث عن رضاهم، فقالت لي: يجب عليك أن تملئي عيونهم بالضيافة وإشباع بطونهم.. ضحكت وتعجبت لسطحية أفكار مجتمعي!

حقا.. متى تنتهي معاناتنا في الاستعدادات للزواج والتكاليف الباهظة، كان الله في عون كل من أراد الزواج.