برودسكي لبايدن: لا تطارد أشباح إيران
طالب بالاستعداد لمواجهة مجموعة متشددين راغبين في إحباط الخطط الأمريكية
طالب بالاستعداد لمواجهة مجموعة متشددين راغبين في إحباط الخطط الأمريكية
الاثنين - 01 فبراير 2021
Mon - 01 Feb 2021
اعتبر مدير السياسة في منظمة (متحدون ضد إيران نووية) جايسون برودسكي، المحاولات الأمريكية للهدنة مع النظام الإيراني بأنها أشبه بـ(مطاردة الأشباح).
وحذر في تقرير نشره موقع (24) الإماراتي نقلا عن صحيفة (نيويورك دايلي نيوز) من مغبة تصور أنها قادرة على تعزيز المعتدلين في إيران من خلال الاتفاق النووي.
وقال «بدلا من مطاردة الأشباح، على إدارة بايدن الاستعداد إلى مواجهة مجموعة قوية وعميقة من المتشددين المتحمسين لإحباط أفضل الخطط الأمريكية»، مؤكدا أن النظام الإيراني في حاجة إلى التفاوض بسبب ما يعانيه من قيود كبيرة على المستوى المالي، لكن المرشد علي خامنئي قام بسلسلة خطوات تعزز موقع المتشددين في النظام الإيراني، وسيؤمن هؤلاء انتقالا في قيادة منصب المرشد إضافة إلى مناصب حساسة أخرى.
تراجع تدريجي
وأشار برودسكي في صحيفة (نيويورك دايلي نيوز) إلى أن هذا المسار أدى إلى سحب أهلية حفيد مؤسس النظام الإيراني، حسن الخميني الذي يعد معتدلا نسبيا، للترشح إلى مجلس خبراء القيادة في 2016، وقال «خلال الأشهر الأخيرة، فقدَ حكم الملالي بعض أبرز رجال الدين المؤثرين، هم آيات الله إبراهيم أميني، محمد يزدي، ومحمد تقي مصباح يزدي».
وأكد أن وفاة هؤلاء جسدت التراجع التدريجي للجيل الأول من حكم رجال الدين المسنين، الذين لم يكونوا أعضاء عاديين في الحكم الثيوقراطي، إذ ظهر بعضهم على لائحة الخلفاء المحتملين لخامنئي في أوقات مختلفة، رغم أنهم يكبرونه سنا.
الجناح البراجماتي
ويعد أميني من الجناح الأكثر براجماتية في النظام، وكان لفترة طويلة عضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام، ومجلس خبراء القيادة. يقال إنه زار خامنئي في 2009 ليشكو له تدخل ابنه مجتبى دعما للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وتحالف أميني مع الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني وخسر في 2016 السباق لرئاسة مجلس خبراء القيادة.
أما محمد يزدي فكان شخصية سياسية ودينية تتمتع بثقل كبير، ترأس مكتب الخميني في قم، وكان نائبا لرئيس مجلس الشورى، وعينه خامنئي رئيسا للسلطة القضائية بعدما أصبح المرشد الأعلى، وحين شغل ذلك المنصب، ألغى يزدي منصب المدعي العام ما أدى إلى انتهاكات واسعة النطاق للإجراءات القانونية. وتسلم لاحقا مناصب بارزة منها رئيس مجلس الخبراء، وعضو في مجلس صيانة الدستور.
مصباح يزدي
وفي 1 يناير الماضي خسر النظام مصباح يزدي الملقب بـ(التمساح) وكان صانع ملوك في السياسات المحافظة ومؤسسا لمدرسة حقاني التي درست مجموعة مؤثرة من النخبة في النظام.
أبدى آراء متشددة فذكر في أحد كتبه آن لإيران الحق في تطوير أسلحة (خاصة)، وفسرت عبارته بأنها إشارة إلى السلاح النووي. وقال مصباح يزدي لأتباعه، «إن قبول الإسلام لا يتوافق مع الديموقراطية».
ويطالب برودسكي واشنطن إدراك أن تمكين المعتدلين لن ينجح على الأرجح، مهما كانت أهداف الاتفاق النووي، إذ سبق أن همّش النظام جميع المعتدلين في أكثر أجهزة الدولة حساسية، ويقول «لقد استبدل أميني ويزدي ومصباح يزدي بقادة جدد مثل إبراهيم رئيسي، وأحمد خاتمي، وعلي رضا عرفي، وهم محافظون موالون لخامنئي، وسيرسمون مصير النظام»
الخلفاء المحتملون
ويرى الكاتب أن رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي الذي تعلم في مدرسة حقاني هو الأقرب لخلافة خامنئي، بعد ترؤسه واحدة من أكبر المؤسسات الدينية للنظام قبل أن يصل إلى رئاسة السلطة القضائية، التي تولاها يزدي، ويشغل أيضا منصب نائب رئيس مجلس خبراء القيادة، وهو منصب تولاه سابقا أميني، الذي يعد أكثر براجماتية.
ويعد أحمد خاتمي المتشدد والمعروف بخطاباته النارية ثاني أهم المرشحين، وهو عضو في مجلس صيانة الدستور بدل يزدي، وفي يوليو 2019، أصبح علي رضا الأعرافي، وهو محافظ آخر مقرب من خامنئي، عضو في مجلس صيانة الدستور، بعدما اختاره خامنئي شخصيا لرئاسة جامعة المصطفى الدولية التي تعد مصدرا للتجنيد الأيديولوجي للنظام. وحل في هذا المنصب مكان المحافظ المعتدل محمد مؤمن.
ومثل أسلافهم، يرى مراقبون في هؤلاء المسؤولين، مرشحين محتملين لخلافة المرشد، وقد يترشح بعضهم لخلافة أحمد جنتي في رئاسة مجلس الخبراء، أو أمانة مجلس صيانة الدستور.
المعتدلون الخرافيون
وتوقع برودسكي أن تشهد مرحلة ما بعد خامنئي صياغة شخصيات وسياسات جديدة، وشدد على ضرورة فهم واشنطن حدود قوتها في محاولة التأثير على نظام مبني على مناهضة الأمريكيين.
وقال «لقد ترسخ خلفاء خامنئي في النظام الإيراني، بالتالي فإن الاستعجال للانضمام إلى الاتفاق النووي قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، لن يغير تلك الدينامية بما أن المرشد لا الرئيس، هو صاحب الكلمة الأخيرة في صناعة القرار الخارجي»، وختم مقاله قائلا «ببساطة، لا يشغل المعتدلون الخرافيون المناصب المهمة».
وحذر في تقرير نشره موقع (24) الإماراتي نقلا عن صحيفة (نيويورك دايلي نيوز) من مغبة تصور أنها قادرة على تعزيز المعتدلين في إيران من خلال الاتفاق النووي.
وقال «بدلا من مطاردة الأشباح، على إدارة بايدن الاستعداد إلى مواجهة مجموعة قوية وعميقة من المتشددين المتحمسين لإحباط أفضل الخطط الأمريكية»، مؤكدا أن النظام الإيراني في حاجة إلى التفاوض بسبب ما يعانيه من قيود كبيرة على المستوى المالي، لكن المرشد علي خامنئي قام بسلسلة خطوات تعزز موقع المتشددين في النظام الإيراني، وسيؤمن هؤلاء انتقالا في قيادة منصب المرشد إضافة إلى مناصب حساسة أخرى.
تراجع تدريجي
وأشار برودسكي في صحيفة (نيويورك دايلي نيوز) إلى أن هذا المسار أدى إلى سحب أهلية حفيد مؤسس النظام الإيراني، حسن الخميني الذي يعد معتدلا نسبيا، للترشح إلى مجلس خبراء القيادة في 2016، وقال «خلال الأشهر الأخيرة، فقدَ حكم الملالي بعض أبرز رجال الدين المؤثرين، هم آيات الله إبراهيم أميني، محمد يزدي، ومحمد تقي مصباح يزدي».
وأكد أن وفاة هؤلاء جسدت التراجع التدريجي للجيل الأول من حكم رجال الدين المسنين، الذين لم يكونوا أعضاء عاديين في الحكم الثيوقراطي، إذ ظهر بعضهم على لائحة الخلفاء المحتملين لخامنئي في أوقات مختلفة، رغم أنهم يكبرونه سنا.
الجناح البراجماتي
ويعد أميني من الجناح الأكثر براجماتية في النظام، وكان لفترة طويلة عضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام، ومجلس خبراء القيادة. يقال إنه زار خامنئي في 2009 ليشكو له تدخل ابنه مجتبى دعما للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وتحالف أميني مع الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني وخسر في 2016 السباق لرئاسة مجلس خبراء القيادة.
أما محمد يزدي فكان شخصية سياسية ودينية تتمتع بثقل كبير، ترأس مكتب الخميني في قم، وكان نائبا لرئيس مجلس الشورى، وعينه خامنئي رئيسا للسلطة القضائية بعدما أصبح المرشد الأعلى، وحين شغل ذلك المنصب، ألغى يزدي منصب المدعي العام ما أدى إلى انتهاكات واسعة النطاق للإجراءات القانونية. وتسلم لاحقا مناصب بارزة منها رئيس مجلس الخبراء، وعضو في مجلس صيانة الدستور.
مصباح يزدي
وفي 1 يناير الماضي خسر النظام مصباح يزدي الملقب بـ(التمساح) وكان صانع ملوك في السياسات المحافظة ومؤسسا لمدرسة حقاني التي درست مجموعة مؤثرة من النخبة في النظام.
أبدى آراء متشددة فذكر في أحد كتبه آن لإيران الحق في تطوير أسلحة (خاصة)، وفسرت عبارته بأنها إشارة إلى السلاح النووي. وقال مصباح يزدي لأتباعه، «إن قبول الإسلام لا يتوافق مع الديموقراطية».
ويطالب برودسكي واشنطن إدراك أن تمكين المعتدلين لن ينجح على الأرجح، مهما كانت أهداف الاتفاق النووي، إذ سبق أن همّش النظام جميع المعتدلين في أكثر أجهزة الدولة حساسية، ويقول «لقد استبدل أميني ويزدي ومصباح يزدي بقادة جدد مثل إبراهيم رئيسي، وأحمد خاتمي، وعلي رضا عرفي، وهم محافظون موالون لخامنئي، وسيرسمون مصير النظام»
الخلفاء المحتملون
ويرى الكاتب أن رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي الذي تعلم في مدرسة حقاني هو الأقرب لخلافة خامنئي، بعد ترؤسه واحدة من أكبر المؤسسات الدينية للنظام قبل أن يصل إلى رئاسة السلطة القضائية، التي تولاها يزدي، ويشغل أيضا منصب نائب رئيس مجلس خبراء القيادة، وهو منصب تولاه سابقا أميني، الذي يعد أكثر براجماتية.
ويعد أحمد خاتمي المتشدد والمعروف بخطاباته النارية ثاني أهم المرشحين، وهو عضو في مجلس صيانة الدستور بدل يزدي، وفي يوليو 2019، أصبح علي رضا الأعرافي، وهو محافظ آخر مقرب من خامنئي، عضو في مجلس صيانة الدستور، بعدما اختاره خامنئي شخصيا لرئاسة جامعة المصطفى الدولية التي تعد مصدرا للتجنيد الأيديولوجي للنظام. وحل في هذا المنصب مكان المحافظ المعتدل محمد مؤمن.
ومثل أسلافهم، يرى مراقبون في هؤلاء المسؤولين، مرشحين محتملين لخلافة المرشد، وقد يترشح بعضهم لخلافة أحمد جنتي في رئاسة مجلس الخبراء، أو أمانة مجلس صيانة الدستور.
المعتدلون الخرافيون
وتوقع برودسكي أن تشهد مرحلة ما بعد خامنئي صياغة شخصيات وسياسات جديدة، وشدد على ضرورة فهم واشنطن حدود قوتها في محاولة التأثير على نظام مبني على مناهضة الأمريكيين.
وقال «لقد ترسخ خلفاء خامنئي في النظام الإيراني، بالتالي فإن الاستعجال للانضمام إلى الاتفاق النووي قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، لن يغير تلك الدينامية بما أن المرشد لا الرئيس، هو صاحب الكلمة الأخيرة في صناعة القرار الخارجي»، وختم مقاله قائلا «ببساطة، لا يشغل المعتدلون الخرافيون المناصب المهمة».