شاهر النهاري

عوالم السياحة السعودية

الاثنين - 01 فبراير 2021

Mon - 01 Feb 2021

سياحتنا أنماط وفعاليات ومواسم تبرز جميع مساحات الحسن بطول بقاع وطننا الحبيب وعرضه، وتغري فصول السنة بطعم الآيسكريم السائح منه وغير السائح!

وقفت مندهشا أمام معجزة وطننا الغالي الجديدة «مدينة الملك عبدالله الاقتصادية»!

ليس بعين الاقتصادي، ولكن بمشاعر سائح يلبي نداء «ربوع بلادي»، التي ظلت طويلا «علينا بتنادي»، فأكبرت تنامي جهود السياحة الوطنية بأيادي شبابنا السعوديين العاملين عليها، أو ممن يستثمرون تخصصاتهم وأموالهم بطموح في شركاتهم الصغيرة، إيمانا بالرؤية.

رأيت شواطئ النور، وبحار الفيروز، واللؤلؤ المنثور، بسياحة داخلية تناهز أعرق مدن ومنتجعات العالم السياحي.

الفنادق تتبارى في حسن الضيافة والخدمات المريحة، البنية التحتية مهيأة بكل ما يحتاجه السائح من مواصلات وترفيه وخدمات.

قطار الحرمين يسهل الدروب، ويطير بالمعتمرين بين مكة والمدينة بأجزاء الساعات. ميناء الملك عبدالله يبتسم ويمد يديه لموانئ العالم، بقدراته وإمكانيته، وإطلالته على بحر التواصل. رأيت ملاعب الجولف الشاطئية بتدريباتها، ودوراتها العالمية البارزة. سياحة تعزز النقاء وتعقد الصداقة مع بيئتها، وتستقطب من يرنو للهدوء والرقي والسعادة.

إنه ثوب ألبستنا إياه الرؤية، يبرق استبرقا ويموج حريرا، ويتحلى بأساور الذهب والفضة، ويحيل أيقونات تاريخنا وحاضرنا إلى مستقبل نماء اقتصادي، وبهجة سياحية متجددة.

أهلا بالعالم، فلم يعد طقس الصحراء عائقا، وروح السعودية يتنفس عبقها، ويكتب المتعة في كل الفصول.

كل ذلك تبعا لنهج الرؤية العظيمة بتعدد مصادر الدخل، فتم تعزيز الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بوزارة تكتب الأسس العريضة، وتعيين أحمد بن عقيل الخطيب وزيرا للوزارة، ورئيسا لمجلس إدارة الهيئة، وتم تدشين صندوق التنمية السياحية، وإطلاق التأشيرة السياحة الالكترونية لأكثر من 49 بلدا، رغبة في إشهار التراث المادي وغير المادي للوطن السعودي، الذي تضم أرضه مئات المواقع الثقافية والتراثية بينها خمسة مواقع مدرجة ضمن قائمة منظمة اليونسكو الأممية، التي تعد السعودية عضوا مؤسسا فيها، وعضوا في مجلسها التنفيذي المنتخب في نوفمبر 2019م.

السياحة، تلك الكلمة السحرية المستجدة على وطننا، بكل مباهجها وصناعاتها، وامتيازاتها جعلتنا حديث العالم، بمجرد إخراج مكنون رؤيتنا وتاريخنا وأرضنا، التي كانت تُتهم بأنها مجرد صحراء، فاحتضنت شعابها وجبالها وطعوسها الفعاليات السياحية والرياضية وبلغت رالي داكار العالمي.

أبرزت المدن التراثية، والأثرية بتعزيز صناعة السياحة بأيادي أبناء الوطن، المتفهم المتقن لحرفة الضيافة وكرمها، وديمومة تطوير آلياتها.

أنشئت مدن الرفاهية، واكتشفت شواطئ عين الحُسن، ومحميات السكينة، وجزر النقاء والعذرية، وتعالت قصور حجارة العلا العابرة للعصور، وضحكت مرابع الدرعية، وجدة التاريخية، والرسوم الصخرية بحائل، وقصور قرية رجال، وقمة غيم السودة، محتضنة كل زوارها بمحبة بيضاء، وأرواح خضراء.

كل يوم يستجد مزار يكمل لوحة الرؤية الحكيمة: وادي لجب، شرم أبحر، وادي الطوقي، حافة العالم، حدائق التنهات، دومة الجندل، فوهة الوعبة، جبل فيفا، آثار الصحن، قرية ذي عين، روضة نورة، جزيرة فرسان، متنزه الحبلة، ثلوج جبل اللوز، متنزه القرعا، قصر المصمك، مدائن صالح، طنطورة، واحة الأحساء، قلعة تاروت، الجبل الأخضر، الربع الخالي.

وصدقوني أن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية أصبحت جزءا من حلم تكامل السياحة، بتنوع شواطئها، وجناتها وفعالياتها، بصحاريها وشواطئها الصديقة للبيئة، التي ترحب بالإنسان المحب للاسترخاء والمستمتع بالرفاهية والمتعة والأمن والرقي.

shaheralnahari@