هدية إيران الملغومة للأفغان

نظام الملالي يدشن خط سكك حديدية يساعده على التهرب من العقوبات الأمريكية
نظام الملالي يدشن خط سكك حديدية يساعده على التهرب من العقوبات الأمريكية

الأحد - 31 يناير 2021

Sun - 31 Jan 2021








خط السكة الحديد بين إيران وأفغانستان                                                                                                (مكة)
خط السكة الحديد بين إيران وأفغانستان (مكة)
رغم الشكاوى المريرة والمتكررة للجالية الأفغانية الموجودة في إيران والتي يزيد عددها على مليون شخص، إلا أن نظام الملالي دشن قبل أسابيع قليلة أول خط سكك حديدية بين البلدين، وهو ما اعتبره كثيرون أمرا مثيرا للجدل، متوقعين أن تكون هناك أسباب خفية وراء المشروع الذي تكفلت طهران بتمويله بـ75 مليون دولار.

وكشف تقرير للمجلس الأطلسي الأمريكي السر الحقيقي وراء إطلاق خط سكك حديدية يربط بين شمال شرق إيران وغرب أفغانستان على مسار 250 كلم، والذي سينقل مليون مسافر سنويا، وملايين الأطنان من البضائع، ويمثل شريانا رئيسيا للتجارة في البلد الفقير عبر ميان تشابهار الإيراني، وأكد أن التهرب من العقوبات الأمريكية هو ما قاد نظام إيران لإقامة المشروع.

وأشارت إلى أنه سيكون جزءا من ممر سكة حديد أكبر، يمتد إلى الصين وأوروبا، ويتكون من أربعة أقسام، حيث تم تمويل وتطوير ثلاثة منها من قبل إيران. تم الانتهاء من الجزء الأخير من هرات بنسبة 80 %.

هدية ملغومة

ورغم نوايا طهران في استخدام الخط للتهريب، وصف الرئيس الأفغاني أشرف غني خط السكة الحديد بأنه (هدية ثمينة من إيران) من شأنها أن تساعد في استعادة طريق الحرير القديم، فيما أشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني بالإطلاق ووصفه بأنه (يوم تاريخي) لكلا البلدين، واعتبره بوابة أفغانستان إلى أوروبا، مؤكدا أنه سيسهم في التنمية والأمن والاستقرار الإقليمي، وكأنه يريد أن يقول للجميع إن افغانستان لن تصبح في حاجة إلى القوات الأمريكية.

وادعى روحاني أن استكمال المشروع، الذي بدأ في عام 2007، مؤشر واضح على مدى تقدير إيران لتطور جارتها على الرغم من تعرض إيران لظروف اقتصادية قاسية بسبب العقوبات الأمريكية.

خط صلة

وفي حين أن استثمارات إيران الرئيسة في المناطق الغربية لأفغانستان تعكس أهدافا خفية فإن الفوائد الاقتصادية مهمة أيضا، خاصة في وقت تخضع فيه إيران لعقوبات أمريكية شديدة أعادت إدارة ترمب السابقة فرضها، حيث تعد إيران حاليا أكبر شريك تجاري لأفغانستان تليها الصين وباكستان.

وإلى جانب الأهداف الاقتصادية والثقافية، تريد إيران تحسين أمن حدودها، وخلق المزيد من فرص العمل، وتقليص الفقر على أمل تقليل الهجرة غير الشرعية من أفغانستان، وتسعى إلى تحسين الوصول إلى المواد الخام المهمة، مثل مناجم خام الحديد في غرب أفغانستان.

وأسهم عدم الاستقرار وتغير المناخ في تخلف كبير في المقاطعات الإيرانية الجنوبية الشرقية مثل سيستان وبلوشستان وخراسان وخراسان رضوي وكرمان، ويجب أن تعزز المشاريع قيد الإنشاء، مثل سكة حديد خاف-هرات وخط سكة حديد تشابهار-زاهدان-مشهد ، الاقتصادات المحلية

صراعات متواصلة

في غضون ذلك، سعت أوروبا والولايات المتحدة منذ فترة طويلة إلى تعزيز تطوير خطوط السكك الحديدية في جنوب القوقاز لتجاوز كل من إيران وروسيا، نظرا للصراع الأخير حول جيب ناغورنو كاراباخ وفتح ممر زنجيزور عبر جنوب أرمينيا.

وأعلنت تركيا أيضا عن خطط لبناء خط سكة حديد إلى ناختشيفان الأذربيجانية، والذي سيصل في النهاية إلى باكو، ووفقا لتقرير من قبل مركز أبحاث إيراني البرلماني، يمكن أن تتحقق طموحات طهران في حال تم تناول تحديث البنية التحتية القديمة والتمويل والتشريع بالتوازي مع القضايا الخارجية.

وكان خط سكة حديد خاف-هرات جزءا من اتفاقية أكبر بين إيران والهند وأفغانستان لتطوير ميناء تشابهار جنوب شرق إيران، وتعمل الهند بشكل مشترك على تطوير تشابهار كطريق وصول موثوق إلى آسيا الوسطى ومضاد لميناء جوادر في باكستان، الذي تطوره الصين المنافسة للهند.

مواجهة العقوبات

ووفقا للتقرير، ترى إيران أن هذه السكك الحديدية وسيلة لمواجهة العقوبات الأمريكية وتحسين العلاقات الاقتصادية مع جيرانها، حيث تمتلك بالفعل خطوط سكك حديدية مع تركمانستان وباكستان وتركيا، ومن المتوقع أن تكمل 6 مشاريع أخرى للسكك الحديدية بحلول نهاية عام 2021، وستعمل المشاريع الجارية على ربط شبكة السكك الحديدية بشبكة أسترا في أذربيجان والبصرة في جنوب العراق.

وأدت العقوبات الأمريكية والتدخلات الخارجية المثيرة للجدل وسوء الإدارة المحلية إلى تقويض إمكانات طهران التي تتمتع بموارد طبيعية كبيرة.

وحذر بعض المسؤولين الإيرانيين من أنه قد يتم استبعاد البلاد من الممرات الدولية الرئيسة بحلول عام 2030 إذا قدر جيرانها أن المخاطر مرتفعة للغاية بسبب استمرار العقوبات الأمريكية، أو القلق بشأن السياسات الخارجية الإيرانية، أو التعريفات المرتفعة غير التنافسية، كما يواجه خط السكة الحديد الجديد بحسب غلامهيدار إبراهيم باي سلامي من جامعة طهران تحديات من باكستان التي تسعى للعب دور عبور مماثل.

ماذا تريد إيران من خط السكة الحديد الممتد لأفغانستان؟

  • سحب البساط من تحت أقدام الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان.

  • التهرب من العقوبات الأمريكية من خلال خطوط هروب جديدة.

  • التواصل مع الصين شريكها الرئيس التي تعمل هي الأخرى ضد أمريكا.

  • تقليل الهجرة غير الشرعية التي تأتيها من أفغانستان.

  • الوصول إلى مناجم الحديد الخام في أفغانستان.

  • تحسين صورتها لدى الشعب الأفغاني المجاور.