حسين باصي

الهيدروجين الملون

السبت - 30 يناير 2021

Sat - 30 Jan 2021

درسنا في مادة الكيمياء أيام المدرسة والجامعة عنصر الهيدروجين، ذلك العنصر الأول في الجدول الدوري، عديم اللون والرائحة والطعم. الدراسات تقول إن هذا العنصر موجود منذ أكثر من 13 مليار سنة، أي قبل الأرض، وذلك في الكواكب الأخرى.

هذا العنصر متوفر في كوكبنا بشكل كبير لكنه غير منفرد وحده، أي إنه دائما مرتبط بعناصر أخرى مثل الكربون أو الأوكسجين.

استخدمنا هذا العنصر قديما في طائرة بالونية عام 1937، ولكنها اشتعلت بالنار لأسباب غامضة، عُرفت هذه الحادثة باسم مصيبة هندربيرغ. لم نستسلم وبدأنا البحث عن فائدة أخرى لهذا العنصر حتى توصلنا لامتيازاته في الطاقة والمواصلات.

رغم أن هذا العنصر لا لون له، إلا أننا لوناه غصبا عنه، لم نلونه في الحقيقة، وإنما لونا تسمياته. هذه الألوان:

1. الهيدروجين الرمادي

هو الهيدروجين المستمد من الوقود الأحفوري، غالبًا الغاز الطبيعي. يتم تكسير المركبات الكيميائية للغاز الطبيعي كي نحصل على الهيدروجين ونخزنه. هذه العملية تبعث غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء مما يسبب كثيرا من الضرر للطبيعة.

2. الهيدروجين الأزرق

هذا هو الهيدروجين الذي تحدث عنه وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان أخيرا في عدة مناسبات، وأوضح أن توجه المملكة العربية السعودية أن تكون أكبر مصدر له في العالم. هذا النوع من الهيدروجين لا يختلف كثيرا عن الرمادي، سوى أننا لن نسمح لغاز ثاني أكسيد الكربون بالتوغل في البيئة، بل سنحتجزه، أو بمصطلح أدق سنخزنه لنستفيد منه لاحقا.

3. الهيدروجين الأخضر

يمكن إنتاج الهيدروجين من الماء بواسطة تقنية التحلل الكهربائي للماء. هذه التقنية تحتاج للكهرباء من نوع التيار المستمر كي توضع داخل الماء، وبالتالي يتجه الهيدروجين للقطب السالب، بينما ينجذب الأكسجين للقطب الموجب. يكون مصدر الكهرباء هنا هو الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والهوائية، ولذلك سمي بالهيدروجين الأخضر. تحدث أيضا وزير الطاقة عن عزم المملكة على العمل في تصدير هذا النوع من الهيدروجين.

4. الهيدروجين الوردي

لا يختلف هذا النوع عن الأخضر سوى في أن مصدر الكهرباء هو الطاقة النووية.

5. الهيدروجين الأصفر

حتى هذا النوع لا يختلف عن الأخضر سوى في أنه يعتمد تماما على الطاقة الشمسية فقط.

لأني باحث ومخترع في مجال الطاقة وجدت البعض يزعم أن زمن الوقود الأحفوري قد انتهى، وهذا ليس صحيحا البتة.

قد تكون الطريقة سابقا في توليد الطاقة ليست الأمثل، ولكن بالجهود المحلية المستمرة نستطيع أن نحسن من إنتاج الطاقة بالشكل الأنسب لبيئتنا واقتصادنا ومستقبلنا. نمتلك جميع الإمكانات لتطوير صناعة الطاقة وترشيد استخدامها، وذلك بالتعاون مع وزارة قوية وطموحة مثل وزارة الطاقة.

HUSSAINBASSI@