ابتسام القحطاني

مزاد علني للمعاكسات!

الخميس - 28 يناير 2021

Thu - 28 Jan 2021

لا شك أن كثيرا من المنعطفات والمتغيرات المختلفة على كل الأصعدة والمستويات اعترت المجتمع السعودي، وإن كان مجمل هذه التحولات والتغيرات إيجابية، إلا أنه في المقابل هناك بعض الظواهر الأخلاقية والسلوكية ظهرت بازدياد بشكل واضح ومثير للاشمئزاز والانزعاج في معظم المراكز والمجمعات التجارية، وهي ظاهرة «المعاكسات»، وكأن هذا أمر متوقع وإفراز لحالات الانغلاق بين الجنسين.

بالطبع لا يعد من المقبول والطبيعي لذوي الفطرة السليمة والقيم الدينية والأخلاقية وأصحاب الذوق العام أن يكون المعاكس كبيرا في السن وهو ما يسمى «Sweet daddy»، وهل أصبحت «الشوقر دادي» لدينا ظاهرة يتحدث فيها للفتاة الصغيرة والمراهقة بطريقة مبتذلة وأمام الجميع، ولها حرية القبول ومصاحبته والجلوس معه وحتى الخروج أو مغادرة الموقع مع صديقاتها بأصوات قهقهات ساخرة وضحكات سافرة، أو قد يكون العكس من الفتاة التي تعاكس وتلاحق الشاب بكل جرأة في استعراض فوضوي أشبه بمزاد علني للمعاكسات.

لست مختصة نفسية واجتماعية تحلل أسباب هذه الظاهرة وأبعادها، ولماذا يلجأ الكبير والشاب والفتاة لها؟ وكيف يمكن علاجها نفسيا؟ ما يهمني فقط أن يكون علاج هذه الظاهرة اجتماعيا بمنع حدوثها والحد منها في مثل هذه الأماكن العامة والأسواق والمجمعات التجارية، لأنها سلوك يتعدى حدود الذوق والأدب العام للمجتمع.

إن الدور الآن هو معلق ومرتبط بوزارة الداخلية كجهة رقابية ومسؤولة عن لائحة الذوق العام، واعتبار «المعاكسات» المقبولة من الطرفين وبشكل صريح مخالفة سلوكية، ويجب أن تكون ضمن لائحة الذوق العام وبغرامة مالية تتجاوز 3000 ريال سعودي بحق المتمادي، لأنها تنتهك منظومة القيم والأخلاق في الأماكن العامة، وتتسبب في أذى وإضرار مرتادي هذه الأماكن، كما أننا بذلك نؤسس لمرتكزات «لائحة الذوق العام» ونؤصل لهدفها ورسالتها حتى نرتقي بدورها ومكانتها (سلوكا وحياة وحضارة).

إذا كان هناك بعض أدعياء الحرية والانفتاح وأصحاب النفخ «الهرطقي» يجعلون مثل هذه الظاهرة تحت مفاهيمهم، فعليهم الإحساس والشعور بالمسؤولية نحو أنفسهم أولا ثم نحو أبنائهم وعائلاتهم ثم مجتمعهم، لأن مفهوم الحرية ليس سلوكا يتجاوز به حدود الأدب والمجتمع، ولا الانفتاح هو الانسلاخ من قيمتك وقيمك، فالحرية هنا فكر والانفتاح تعامل وقبول راقٍ يرتقي بإنسانيتك، فلا ينبغي الخلط والتسلق عليها كظاهرة سلوكية تسيء للمجتمع وللوطن، فمثل هذه التجمعات تعطي الزائر والسائح صورة عن المجتمع.

وأخيرا، صورة المجتمع ليست مسؤولة لقبول متشردي الحياة الطبيعية والعلل الفكرية والسلوكية والأخلاقية.

same123qahtan@