تركيا تتحرك لمصالحة بايدن عبر إسرائيل

عقوبات أمريكية ودعم منتظر للمعارضة يخشى إردوغان أن يدفع ثمنهما
عقوبات أمريكية ودعم منتظر للمعارضة يخشى إردوغان أن يدفع ثمنهما

الخميس - 28 يناير 2021

Thu - 28 Jan 2021








لقاء سابق بين إردوغان وبيريز                       (مكة)
لقاء سابق بين إردوغان وبيريز (مكة)
قالت مصادر إعلامية إن تركيا برئاسة رجب طيب إردوغان بدأت في تبني سياسة مختلفة مع إسرائيل من أجل مصالحة بايدن وكسب رضاه.

وكتب لازار بيرمان في موقع صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) أنه منذ أكثر من عقد، كانت تركيا الدولة الأكثر انتقادا لإسرائيل على المسرح الدولي، بخطاب سياسي متشدد يصدر من أرفع المسؤولين، لكن الفترة الماضية شهدت تحولا ملحوظا، وأعرب الرئيس عن اهتمامه في تحسين العلاقات مع الحليف السابق لتركيا. وقال قبل أسابيع «نرغب في أن نتمكن من نقل العلاقات معهم إلى نقطة أفضل».

وأشار في تقرير لموقع (24) الإماراتي إلى أن هذا التحول يأتي مدفوعا بتحولات عالمية وإقليمية جعلت ظهر أنقرة إلى الحائط، فهي معزولة من أوروبا ودول عربية كثيرة، وتواجه رئيسا في البيت الأبيض قد لا يكون ودودا معها، بينما اقتصادها يواصل تلقي الضربات نتيجة وباء كورونا، مؤكدا أن فتح صفحة جديدة، من الممكن أن يعيد إلى إردوغان تسامح الغرب واستعادة علاقة عسكرية مثمرة.

ويقول العالم التركي في العلاقات الدولية سيلين ناسي، «إن ما يجب أن تدركه تركيا هو أنها لم تعد شريكا لا غنى عنه بالنسبة إلى إسرائيل»، حيث تعود علاقات تركيا المتأرجحة مع إسرائيل إلى يوم قيام الدولة العبرية، فقد أنشأت تركيا تحالفا ثابتا مع الغرب ضد الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية، وانضمت إلى حلف شمال الأطلسي، لكنها صوتت ضد قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، الذي نص على إنشاء دولة يهودية إلى جانب دولة عربية.

ويضيف «لكن عندما أدركت تركيا أن إسرائيل دولة ذات توجه غربي، صارت الدولة المسلمة الأولى في العالم التي تعترف بها في 1949. ومنذ ذلك التاريخ راوحت العلاقات التركية الإسرائيلية بين مد وجزر، والآن، ثمة عوامل عدة تضغط على تركيا لرأب الصدع في علاقاتها مع إسرائيل، وأولها وأكثرها أهمية هو النفور الشخصي بين إردوغان والرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن».

وتابع «بالنسبة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، كانت الكيمياء الشخصية كفيلة بالحفاظ على علاقات أمريكية تركية مقبولة في مواجهة المصالح الإقليمية المتضاربة والمشاعر المناهضة لإردوغان في الكونغرس، لكن قرار تركيا شراء النظام الدفاعي الصاروخي (إس-400) من روسيا، كان أثقل من أن تتحمله العلاقة الشخصية بين ترمب وإردوغان، فكان القرار الأمريكي بإقصاء تركيا عن المشاركة في برنامج تصنيع مقاتلات (إف-35) الأمريكية، كما تعرضت تركيا، العضو في حلف الأطلسي لعقوبات في ديسمبر».

ولم ينس الأتراك أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وصف في مقابلة مع صحيفة (نيويورك تايمز) إردوغان بـ (الاستبدادي)، وقال «إن على الولايات المتحدة أن تدعم قيادة المعارضة التركية...وأن على إردوغان أن يدفع الثمن». وكان الرئيس التركي من آخر الرؤساء الذين توجهوا بالتهنئة لبايدن على فوزه في الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر.

ووفقا للتقرير، يحاول إردوغان إصلاح العلاقات مع بايدن، بالتقرب من حليفي بايدن، إسرائيل والاتحاد الأوروبي، حيث تجد تركيا نفسها في عزلة، مع احتمال أن تواجه كتلة إقليمية مؤيدة للغرب ومعادية لها، بعد اندفاع أنقرة إلى التنقيب عن الغاز في المتوسط، وشن هجمات عسكرية.