عبدالله العجلان

صندوق الاستثمارات العامة.. استراتيجية واعدة

الاثنين - 25 يناير 2021

Mon - 25 Jan 2021

المتابع لمسيرة صندوق الاستثمارات العامة في الثلاث السنوات الأخيرة يدرك أن الصندوق سيكون واحدا من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم بحلول عام 2030، وأنه يمضي بخطى واثقة ليكون المحرك الأساسي لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة وأن يتقدم في تصنيف الصناديق السيادية في العالم لأنه الآن في المركز التاسع عالميا حسب تصنيف SWFI.

برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حقق الصندوق إنجازات عدة، أهمها ارتفاع حجم أصوله إلى 1.5 ترليون ريال، وارتفاع عدد موظفيه إلى ألف موظف، وتأسيس أكثر من 30 شركة واستحداث أكثر من 331 ألف وظيفة. هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق إلا بوجود سياسات استثمارية متينة مبنية على دراسات دقيقة تسمح وأهداف محددة.

ويأتي الإعلان عن استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة للأعوام الخمسة القادمة (من عام 2021 حتى عام 2025) مثالا على وضوح أهداف ورسالة صندوق الاستثمارات العامة. حيث أعلن ولي العهد رئيس مجلس إدارة الصندوق أن الهدف أن يصل مجموع أصول الصندوق إلى أربعة تريليونات ريال واستحداث 1.8 مليون وظيفة، وأن ترتفع نسبة المحتوى المحلي إلى 60% وأن يساهم الصندوق في الناتـج المحلي الإجمالي غير النفطي بقيمة 1.2 تريليون ريال.

السؤال هنا هو: كيف سينعكس ذلك على حياة المواطن والمواطنة؟ وكيف سيكون لهذه الاستراتيجية أثر على الفرد في المملكة العربية السعودية؟ للإجابة عن هذا السؤال لا بد من معرفة النقاط التالية:

• سيركز الصندوق في استثماراته القادمة على 13 مجالا، هي: الطيران والدفاع، النقل والمركبات، الأغذية، مواد البناء، الترفيه والرياضة، القطاع المالي والعقاري، الطاقة المتجددة والتعدين، الرعاية الصحية، التجارة الالكترونية والاتصالات. هذا يعني أن هذه القطاعات ستشهد نموا سريعا في الخمس السنوات المقبلة، وبالتالي ستكون الفرص الوظيفية في هذه القطاعات أكثر من غيرها.

• يستهدف الصندوق رفع ملكية المنازل إلى 70% وهذا يعني أن مزيدا من البرامج ستطلق لتحقيق هذا المستهدف، ولا سيما بعد ضم وزارتي الشؤون البلدية والقروية ووزارة الإسكان تحت وزارة واحدة.

• دعم شركة نون للتجارة الالكترونية التي يملك صندوق الاستثمارات العامة 50%، منها لتكون المنصة الأولى في العالم العربي. وهذا يعني أن أسعارها ستكون منافسة وخدماتها ستكون أفضل.

إذا عرفنا أن الهدف من إنشاء الصناديق الاستثمارية هو إدارة واستثمار الفوائض المالية بشكل احترافي يحقق تنمية مستدامة فإننا بلا شك نستطيع القول إن صندوق الاستثمارات العامة السعودي حقق أهدافه خلال الأعوام الثلاثة الماضية بكفاءات سعودية استثنائية مبدعة، تهتم بالتطوير المستمر لفرص الصندوق في الاستثمار المستقبلي في قطاعات واعدة. وبإعلان ولي العهد عن خطة الصندوق الاستراتيجية للخمس السنوات المقبلة فإنه سيستمر في تحقيق ذلك.

@AbdulAlajlan3