شاهر النهاري

«ردينا على طير يا اللي»

الاثنين - 25 يناير 2021

Mon - 25 Jan 2021

بعد فترة بسيطة من المصالحة الخليجية دعت دولة قطر الدول الخليجية إلى إجراء محادثات مع إيران، جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لتلفزيون بلومبيرغ، وأضاف «نأمل أن يحدث، وما زلنا نعتقد أن هذا يجب أن يحدث».

وأضاف «هذه أيضا رغبة تشاركها دول أخرى في مجلس التعاون الخليجي»، مشيرا إلى دولتي عُمان والكويت!

وأكد الوزير بثقة «قطر ستقوم بتسهيل المفاوضات حال طلبت منها الأطراف المعنية». مؤكدا أن بلاده «ستدعم من يتم اختياره للقيام بذلك».

ولو عدنا لأسباب المقاطعة الخليجية يونيو 2017 لوجدنا أن أهم أسباب مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين هو تقارب قطر من إيران، وقد سبق في قمم خليجية أن طالبت قطر بضم إيران عضوا في مجلس التعاون الخليجي!

العلاقات الإيرانية الخليجية ظلت طوال الأربعين سنة الماضية تسير من سيئ لأسوأ، بما احتواه الدستور الخميني من فرض تصدير الثورة، ومن حينها سيطرت طهران على أربع عواصم عربية، وهي تحتل جزيرتين إماراتيتين، وحاولت وما زالت تحاول حثيثا وبكل خبثها دعم الإرهاب الداخلي في كيانات بقية دول الخليج، مثل تدخلاتها في البحرين، وكشف خلية «العبدلي» في الكويت.

وهي تمتلك الميليشيات المسلحة والصواريخ البالستية وتقوم بتخصيب اليورانيوم مخالفة لاشتراطات المنظمة الدولية للسلاح النووي. وهي تهدد جميع الدول المجاورة لها وتخص السعودية بالهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة.

وهي بتطوير صواريخها ترعب روسيا وباكستان، وتهدد دول الاتحاد الأوروبي، التي وقفت معها في المعاهدة النووية، ليكتشفوا متأخرا بأنها تهدد سلم ديارهم.

الرئيس ترمب زاول الضغوطات على إيران، وحاول قصقصة أجنحتها، وبالرغم من تغير حكومة واشنطن، إلا أن روح النهج ستستمر، فلا يمكن أن تفرط أمريكا في أمن إسرائيل بعد رعاية سبعة عقود، ولن تفرط في أمن أصدقائها وحلفائها في الخليج العربي، وبقية الدول العربية.

غريب ما يحدث، هل تعي قطر أنها تحاول الجمع بين النقيضين؟ هل تمتلك أن تثني عزم إيران، وأن تجبرها على ما لم يخضعها له النظام العالمي؟

وحتى لا يفهم من كلامي الإساءة للشقيقة قطر، هل تستطيع مطالبة إيران بالعدول عما في رأسها من شطط، وأن تقنعها بالتراجع عن جميع تعدياتها، قبل الحوار والتصالح مع الجيرة الخليجية؟

أم إن الأمر سيجعل من طهران صاحبة حق، وقوة، وجلسة «رجل على رجل» في حوار ممجوج يطالب دول الخليج بالخضوع للمشيئة الإيرانية؟

هل هنالك نظرة قوة واقعية ومضمونة العواقب تجعل قطر تسارع بصنع الحوار مع سبب الشر والخراب العالمي؟ أم إن قطر مسيرة بالمشيئة الإيرانية لتخريب دور الحلف الأمريكي العربي الخليجي الإسرائيلي، الذي تقف هي من ضمن صفوفه؟

ما هذه الألغاز والأحاجي التي من شأنها تعطيل الحل الحاسم، الذي لا يمكن إيجاده إلا بنوايا سليمة، ووجود معاهدات عالمية يشترك فيها مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة، وجميع الأطراف المتضررة، وأن توضع فيها جميع اشتراطات السلام بكل وضوح، من منع التعديات والتدخلات الداخلية، وأمن الممرات المائية، وفض الميليشيات، والتحكم عالميا بالنووي الإيراني، والصواريخ الباليستية، حتى يكون لعموم المنطقة مواقف وضوح وسلام.

هذا إذا لم يشرب الخليج كأس المقلب الفارسي، ويعود «طير يا اللي» لما كان عليه.

shaheralnahari@