نايف الضيط

تقنيات جديدة ستغير صناعة الإعلام

السبت - 23 يناير 2021

Sat - 23 Jan 2021

فاجأت المذيعة أوبرا وينفري جمهورها بمقابلة مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وظهر الاثنان وكأنهما داخل استوديو، مع أنها تجري اللقاء من كالفورنيا وأوباما في واشنطن، وبينهما آلاف الأميال، واعتقد كثيرون من المتابعين أنها خدعة لكن الحقيقة أن اللقاء كان يجري من خلال تقنية الاستوديو الافتراضي باستخدام الكروما الخضراء التي طورتها شركة أبل.

على مدى السنوات الماضية أثر ظهور الإنترنت والوسائط الرقمية والهاتف المحمول على وسائل الإعلام، مما أدى إلى تراجع استخدام التلفاز والصحف الورقية مقابل الشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية. وكان للتطور التقني دور كبير في وسائل الاتصال الحالية واستمرارها، ويتوقع الخبراء أن تهيمن التقنيات الحديثة على حياة الناس مثل: الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، والواقع الافتراضي والمعزز، والطباعة ثلاثية الابعاد، وطائرات الدرون، واتصالات الجيل الخامس 5G، وسيكون لها تأثير بالغ في مجالات التوظيف، والرعاية الصحية، والأمن، والترفيه، والتعليم، وخدمات النقل.

أولى هذه التقنيات الجديدة هي الجيل الخامس من الاتصالات الذي سيكون له تأثير في نقل البيانات والبث المباشر ونقل المعلومة، وتطبيق تقنية الواقع الافتراضي والمعزز واستخدمت هذه التقنية صحيفة نيويورك تايمز ليصبح المشاهد في قلب الحدث ويرتبط بالقصص الإخبارية.

ومن أهم التقنيات الناشئة الذكاء الاصطناعي المثيرة للجدل حول أخلاقياتها وتأثيرها على صناعة الإعلام، وأبرز أدواته إدخال الروبوت في الصحافة لمساعدة الصحفيين وصناع المحتوى والناشرين بتحليل البيانات لإنتاج المحتوى واختيار العناوين الرئيسة وتحديد القصص الشائعة.

في وقت مبكر وظفت الشبكات الاجتماعية الذكاء الاصطناعي إذ يستخدم الفيس بوك التعلم الآلي لتقديم المحتوى للمستخدم والتعرف على صور الأشخاص واستهداف المستخدمين بالإعلانات، كما يستخدم موقع لينكد إن الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات وظيفية، واقتراح الأشخاص للتواصل معهم، وتقديم المحتوى المناسب لصفحة المستخدم حسب اهتماماته وبحثه، وتستخدم الروبوتات في مجال الأخبار لطرح أحدث العناوين للمستخدمين تلقائيا بناء على اهتماماتهم وسجل البحث، وبدأت روبوتات المحادثة Chatbots تستخدم في الرد على العملاء وتعد من أبرز الاتجاهات الحديثة للمحتوى الرقمي.

الصحافة التي يمكن ارتداؤها أنموذج جديد للتقنيات الناشئة من خلال التقنية القابلة للارتداء، مثل الملابس والعدسات اللاصقة. مثل ساعة «أبل» التي تستطيع الحصول على الأخبار مثل معرفة الوقت، وتصبح قابلة للتحديثات وتوفر للمشاهد وقتا كافيا للحصول على القصة الكاملة.

تقنية إنترنت الأشياء تتيح للأشياء الاتصال بالإنترنت دون تدخل بشري، وإرسال واستقبال البيانات، حيث توقع موقع «بزنس انسايدر» أنه سيكون هناك أكثر من 64 مليار جهاز إنترنت الأشياء مثبت على مستوى العالم بحلول عام 2026، وسيصبح الوصول إلى المعلومات سهلا من خلال هذه الأجهزة بما في فيها الإلكترونيات، والهواتف الذكية مما يسهم في زيادة حجم البيانات التي يتم إنشاؤها بواسطة الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأجهزة، التي يمكن استخدامها في إنتاج المحتوى المعتمد على البيانات وبشكل أكثر ذكاء.

بدأنا نرى تأثير التقنيات الجديدة على صناعة الإعلام والاتصال خاصة وحياة الإنسان عامة، وسنشهد تحولا كبيرا خلال السنوات المقبلة في ظل تطور تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.

@mesternm