مانع اليامي

سوق المال والمجتمع والنيابة الموقرة

السبت - 23 يناير 2021

Sat - 23 Jan 2021

لا يمكن تخطي دور هيئة السوق المالية في حماية المستثمرين والمواطنين أولا من أي ممارسات تعتدي على العدالة وتفسح المجال بالتالي لتمرير أي نوع من الاحتيال على نظام السوق ولوائحه التنظيمية المعنية في كل الأحوال بتحقيق أمن السوق، وغياب أمن أي سوق مالي في أي مكان في العالم يعني حدوث الأزمات الاقتصادية على أقل تقدير وهذه الأخيرة يترتب على حدوثها كثير من المصائب، لهذا لا يستغرب أن تشتغل الجهة المسؤولة عن السوق على تطويره وتقويته، وقد بدأ هذا الأمر يأخذ مكانه وكان وما زال للشفافية وقعها عبر إعلانات رصد المخالفات وإحالة أطرافها للجهات المختصة.

عموما، إذا كان ما تقدم من الإنصاف فإنه من الإنصاف أيضا ألا نمر على ثقة البعض في السوق مرور الكرام، في الأحاديث العامة شيء من عدم الارتياح.. أوجاع الماضي تتحرك وتحرك معها الخوف، أقول هذا وكفى، والكمال لله وحده.

أتمنى على الهيئة دفع عجلة البرامج التوعوية إلى الأمام بالأدوات المناسبة، مع مراعاة تنوع شرائح المستثمرين لرفع مستوى المعرفة المالية، وخلق ثقافة استثمارية تقوي عود المستثمرين على إدارة شؤونهم بأنفسهم، دون الحاجة إلى التنقل بين أقوال محللي الأسهم في منصات الإعلام الاجتماعي، نعم الهيئة مهتمة بتوعية المستثمر، وهناك برامج توعوية والأهم في النهاية قياس مدى وصول هذه البرامج إلى أهدافها وتلمس النتائج المتحققة على أرض الواقع. قناعتي أن المسافة ليست قريبة، فالتعاملات المالية معرفة ومهارة، ولا ثقافة استثمارية من خلفها.

اليوم وفي سياق ما تقدم أستطيع أن أقول وبكل صراحة إن المراقب سيجد الناس بدأت دخول مرحلة اطمئنان بعد دخول النيابة العامة الموقرة على الخط بقوة، والتأكيد الصريح وفق منطوق النظام أن «القيام بأي إجراء لإيجاد انطباع غير صحيح أو مضلل بشأن السوق المالية جريمة كبيرة موجبة للتوقيف». يقال بأن سلوك السوق هذه الأيام منضبط وأن أصحاب تلميحات البيع والشراء والتسويق لبعض الأسهم تساقطت.

حسنا، ما هي الخاتمة المناسبة؟ بعد الإعلان عن جهلي بالتعاملات المالية وتدني ثقافتي الاستثمارية: هل أتمنى على وزارة التعليم تبني معرفة ومهارات التعاملات المالية في مدارس التعليم العام - الشباب عماد المستقبل؟ أم أتمنى على هيئة سوق المال إنشاء أكاديمية لهذا الغرض للمساهمة في تقوية الاقتصاد الوطني، فتوجيه المدخرات يحتاج بناء ثقافة وثقة؟ التمنيات مفتوحة، شأنها شأن الأسئلة، وخير خاتمة في الدعاء بالتوفيق للنيابة العامة الموقرة، فكل أعمالها تؤصل لنزاهة السوق وحمايته وتعزيز سمعة الوطن، أدام الله عزه ورفعته. بكم يتجدد اللقاء.

[email protected]