إعلامنا حين يكون ضد رؤية بلادنا
الأربعاء - 20 يناير 2021
Wed - 20 Jan 2021
في عام 1384هـ جاءنا من بلاده شابا عاطلا مرافقا لزوجته التي دخلت المملكة للعمل في المجال الطبي، وحيث كان يحمل بكالوريوس الزراعة أصبح متعاقدا في مدارسنا وجامعاتنا ليدرس (مادة الحساب القديمة)! وبدأت رحلته في تحريض الطلاب على قيادتهم ووطنهم في حائل ثم في بريدة ثم في الأحساء ثم خرج للكويت ثم لندن ثم استقر في برمينجهام.. وجمع خلال رحلته الطويلة مزيدا من الأتباع، حتى أسس تنظيما باسمه عام 1393هـ، كما تضمنت رحلته الالتقاء بعدد من عناصر جماعة الإخوان المسلمين، وانفصل عنهم بعد ذلك.
بعد خروجه من المملكة ترك لتنظيمه رئيسا سعوديا حتى استقرت الرئاسة لسعودي آخر وما زال، أما هو فاكتفى بكونه مرشدا روحيا لتنظيمه من مقر إقامته في بريطانيا.. إلخ.
تلك هي مضامين برنامج حواري تلفازي بثته إحدى قنواتنا الفضائية الأسبوع الماضي، ألقى الضوء على سيرة ذاتية لأحد العابرين المشاغبين الذين عبوا حتى ثمِلوا برواتب التعاقد ومكافآته في مؤسساتنا العلمية، فانبجس عقله بأحلام الثورة التي عاشها واقعا في بلاده في أواخر التسعينات الهجرية ثم طبقها متخفيا كالخفاش في مجتمعنا السعودي الآمن، ليجد من يصنعه رمزا ويحاول زرعه بالتذكير به مرارا وتكرارا، حتى يرسخ بالذهنية المجتمعية على علّاته.
إن مجتمعنا يسمع كثيرا من إعلامنا، وليس من إعلام الآخرين، ترديد مسميات لتيارات وتنظيمات ليس لها أصل في الواقع، إلا في سجلات مؤسساتنا الأمنية المتنبهة لها ولله الحمد، ومن تلك التيارات والتنظيمات: التيار الوهمي لهذا المتعاقد الذي صنعه بعض إعلامنا جهلا أو بتغرير من أيادٍ خفية لها مصلحة من وراء صناعة التيارات والتنظيمات الشاذة في مجتمعنا.
والسرورية التي قدمها البرنامج الحواري المشار إليه هي نسبة لمتعاقد استقطبته بعض مؤسساتنا العلمية اسمه (محمد سرور زين العابدين)، وهو وافد لا قيمة له إلا في عقول من صنعوه في بلادنا، وكتبوا سيرته وأصلوا لأفكاره وصنعوا منه رمزا فكريا استطاع أن يؤسس تيارا شاذا في داخلنا بزعمهم.
وقد أعادت القناة التي بثت البرنامج الحواري عن محمد سرور الحديث عنه، ولا أدري ما الهدف الذي تريده هذه القناة! هل تقصد التحذير منه أم إنها تؤصل لسيرته؟ وكلا الأمرين تجاوزهما المجتمع السعودي الذي أساءت له القناة وصورته بأنه رعية لكل داج.. كما أظهرت القناةُ المملكةَ بصورة الضعف، مستدلة بذلك على غياب سلطاتها المختصة من أمن وتعليم عما يحدث من تحريض على أمنها من نكرات غاية في التفاهة.
لقد أظهرت القناة الوافد محمد سرور رمزا فكريا أسس تيارا أو تنظيما يحمل اسمه في بلادنا ،وثبت أركانه برؤساء سعوديين بعده ثم خرج منتصرا ليرشد أفراد التيار أو التنظيم من الخارج.
هذه الأوهام التي لا توجد إلا في رأس من استضافه برنامج القناة ليست جديدة على بعض الإعلام المشتت الذي تسبب في كثير من الضياع لشبابنا في الأربعة العقود الماضية، دون أن يستطيع أحد توجيه هذا الإعلام وترشيده.
إن المملكة، وهي تخطو خطوات حثيثة نحو رؤيتها الطموحة 2030، تتجاوز بكل ثقة مثل هذه المضامين المشتَتة المستخدمة في صناعة التوافه والشواذ، ولن تلتفت المملكة بقيادتها وشعبها لمثل هذه الأمور التي لن تصنع جيلا نافعا لأمته ووطنه.
يؤكد ذلك ما قاله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «70% من الشعب السعودي تحت سن الـ 30، وبصراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم، لأننا نريد أن نعيش حياة طبيعية تترجم مبادئ ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، ونتعايش مع العالم ونساهم في تنمية وطننا والعالم».
وهذا القول من سموه يؤكد أن قيادة المملكة وضعت اليد على كثير من مصادر الخلل التي تسببت في تأخُرنا خلال العقود الماضية، ومن تلك المصادر مثل هذه البرامج التي يحاول بها أعداؤنا تشتيتنا وإظهارنا بصورة شعب ساذج ينقاد وراء كل رويبضة، وفي المقابل تلميع الشواذ والمنحرفين فكريا وتقديم القراءات المتواصلة لسيرهم وتكرار ذلك ليصنعوهم رموزا في ذهنية الشباب فيكونوا قدوة لهم.
وفي الختام، أؤكد أن ظهور مثل هذا البرنامج في هذا الوقت أمام المشاهد السعودي هو عمل تهريجي مضحك لن يُخلِف سوى مسخرة شعبنا ليس على محمد سرور الذي خرج من بلادنا بلا عودة، بل على معد البرنامج ومذيعه والقناة التي بثته.
وإذ أقدم حسن الظن فإني أتمنى أن يُسهم إعلامنا في تعزيز رؤية بلادنا والارتقاء بشعبنا الطموح لميادين هذه الرؤية المباركة، لا أن ينشغل بتقديم مضامين الأخونة القذرة التي تجاوزها الزمن ولم تعد تستسيغها العقول النيرة.
alsuhaimi_ksa@
بعد خروجه من المملكة ترك لتنظيمه رئيسا سعوديا حتى استقرت الرئاسة لسعودي آخر وما زال، أما هو فاكتفى بكونه مرشدا روحيا لتنظيمه من مقر إقامته في بريطانيا.. إلخ.
تلك هي مضامين برنامج حواري تلفازي بثته إحدى قنواتنا الفضائية الأسبوع الماضي، ألقى الضوء على سيرة ذاتية لأحد العابرين المشاغبين الذين عبوا حتى ثمِلوا برواتب التعاقد ومكافآته في مؤسساتنا العلمية، فانبجس عقله بأحلام الثورة التي عاشها واقعا في بلاده في أواخر التسعينات الهجرية ثم طبقها متخفيا كالخفاش في مجتمعنا السعودي الآمن، ليجد من يصنعه رمزا ويحاول زرعه بالتذكير به مرارا وتكرارا، حتى يرسخ بالذهنية المجتمعية على علّاته.
إن مجتمعنا يسمع كثيرا من إعلامنا، وليس من إعلام الآخرين، ترديد مسميات لتيارات وتنظيمات ليس لها أصل في الواقع، إلا في سجلات مؤسساتنا الأمنية المتنبهة لها ولله الحمد، ومن تلك التيارات والتنظيمات: التيار الوهمي لهذا المتعاقد الذي صنعه بعض إعلامنا جهلا أو بتغرير من أيادٍ خفية لها مصلحة من وراء صناعة التيارات والتنظيمات الشاذة في مجتمعنا.
والسرورية التي قدمها البرنامج الحواري المشار إليه هي نسبة لمتعاقد استقطبته بعض مؤسساتنا العلمية اسمه (محمد سرور زين العابدين)، وهو وافد لا قيمة له إلا في عقول من صنعوه في بلادنا، وكتبوا سيرته وأصلوا لأفكاره وصنعوا منه رمزا فكريا استطاع أن يؤسس تيارا شاذا في داخلنا بزعمهم.
وقد أعادت القناة التي بثت البرنامج الحواري عن محمد سرور الحديث عنه، ولا أدري ما الهدف الذي تريده هذه القناة! هل تقصد التحذير منه أم إنها تؤصل لسيرته؟ وكلا الأمرين تجاوزهما المجتمع السعودي الذي أساءت له القناة وصورته بأنه رعية لكل داج.. كما أظهرت القناةُ المملكةَ بصورة الضعف، مستدلة بذلك على غياب سلطاتها المختصة من أمن وتعليم عما يحدث من تحريض على أمنها من نكرات غاية في التفاهة.
لقد أظهرت القناة الوافد محمد سرور رمزا فكريا أسس تيارا أو تنظيما يحمل اسمه في بلادنا ،وثبت أركانه برؤساء سعوديين بعده ثم خرج منتصرا ليرشد أفراد التيار أو التنظيم من الخارج.
هذه الأوهام التي لا توجد إلا في رأس من استضافه برنامج القناة ليست جديدة على بعض الإعلام المشتت الذي تسبب في كثير من الضياع لشبابنا في الأربعة العقود الماضية، دون أن يستطيع أحد توجيه هذا الإعلام وترشيده.
إن المملكة، وهي تخطو خطوات حثيثة نحو رؤيتها الطموحة 2030، تتجاوز بكل ثقة مثل هذه المضامين المشتَتة المستخدمة في صناعة التوافه والشواذ، ولن تلتفت المملكة بقيادتها وشعبها لمثل هذه الأمور التي لن تصنع جيلا نافعا لأمته ووطنه.
يؤكد ذلك ما قاله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «70% من الشعب السعودي تحت سن الـ 30، وبصراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم، لأننا نريد أن نعيش حياة طبيعية تترجم مبادئ ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، ونتعايش مع العالم ونساهم في تنمية وطننا والعالم».
وهذا القول من سموه يؤكد أن قيادة المملكة وضعت اليد على كثير من مصادر الخلل التي تسببت في تأخُرنا خلال العقود الماضية، ومن تلك المصادر مثل هذه البرامج التي يحاول بها أعداؤنا تشتيتنا وإظهارنا بصورة شعب ساذج ينقاد وراء كل رويبضة، وفي المقابل تلميع الشواذ والمنحرفين فكريا وتقديم القراءات المتواصلة لسيرهم وتكرار ذلك ليصنعوهم رموزا في ذهنية الشباب فيكونوا قدوة لهم.
وفي الختام، أؤكد أن ظهور مثل هذا البرنامج في هذا الوقت أمام المشاهد السعودي هو عمل تهريجي مضحك لن يُخلِف سوى مسخرة شعبنا ليس على محمد سرور الذي خرج من بلادنا بلا عودة، بل على معد البرنامج ومذيعه والقناة التي بثته.
وإذ أقدم حسن الظن فإني أتمنى أن يُسهم إعلامنا في تعزيز رؤية بلادنا والارتقاء بشعبنا الطموح لميادين هذه الرؤية المباركة، لا أن ينشغل بتقديم مضامين الأخونة القذرة التي تجاوزها الزمن ولم تعد تستسيغها العقول النيرة.
alsuhaimi_ksa@