أحمد سعد الزهراني

إكسير الحياة المفقود!

الخميس - 14 يناير 2021

Thu - 14 Jan 2021

عادة ما تظهر أعراض تفاعل حساسية الطعام السريعة خلال دقائق من تناول الطعام المسبب للحساسية، حيث تظهر الأعراض على هيئة طفح جلدي وقد يكون مصحوبا بأعراض أخرى تشمل عدة أجهزة في الجسم كالجهاز التنفسي أو الهضمي أو حتى القلب والدورة الدموية.

التعامل السريع مع هذه التفاعلات يقلل من احتمالية تحولها لتفاعلات مهددة للحياة أو ما يُعرف بصدمة الحساسية أو التأق. لحسن الحظ، فإن أحد الأدوية من شأنه علاج أعراض صدمة الحساسية بشكل سريع وفعال. هذا الدواء يُعرف باسم الإبينفرين (الأدرينالين) ويعطى عن طريق الحقن في العضل. ولأن غالبية تفاعلات الحساسية تحدث خارج نطاق المستشفى، فقد تم توفير هذا الدواء في عبوات على هيئة أقلام ويتم حقنها من قبل المريض أو الأفراد المُحِيطين به. هذه الأقلام تحوي جرعة واحدة من الدواء ويتخلص منها بعد الاستخدام. كما رُوعي في تصميم هذه «الأقلام» سهولة الاستخدام ووضوح الإرشادات على العبوة، حتى إن بعض الأقلام تُقدم تعليمات صوتية لتُساعد الشخص في إعطاء الدواء حتى في حال عدم وجود خبرة سابقة.

هذا الدواء يُعتبر خط العلاج الأول في حالات تفاعلات الحساسية الشديدة والمهددة للحياة، لذا فإن الوصول له بشكل سريع أمر ضروري في حالات حساسية الطعام. التأخر في إعطاء هذا الدواء قد ينتج عنه تدهور حالة المريض والوفاة لا سمح الله، خاصة لدى المرضى المصابين بصدمة الحساسية.

يعمل الدواء بعدة طرق من شأنها علاج الأعراض كتورم اللسان وضيق مجرى التنفس أو انخفاض الضغط. لذا توصي الجمعيات العلمية المختصة بالحساسية بصرف قلم الإبينفرين للأشخاص المصابين بحساسية الطعام وحمله معهم بشكل دائم. بل إن بعض الدول تُحتم على بعض المنشآت العامة توفير قلم الإبينفرين لاستخدامه في حال حدوث تفاعل الحساسية ولم يكن المُصاب حاملا للقلم. كما أنه من الأدوية القلائل التي لا تتطلب وصفة طبية في كثير من الدول، حتى يمكن الحصول عليه بشكل سريع من أقرب صيدلية إذا لزم الأمر.

للأسف يُعاني كثير من المرضى لدينا من شُح توفر القلم، سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة، بالإضافة لعدم وجوده في الصيدليات العامة، زد على ذلك غلاء سعره في حال صرفه من المستشفيات الخاصة، حيث يتجاوز سعر العبوة حاجز الخمسمئة ريال. وقد يكون أحد أسباب عدم توفره وغلاء سعره عدم اعتماده من قبل هيئة الغذاء والدواء، مما يجعل من عملية استيراده أكثر صعوبة.

في المقابل فإن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية اعتمدت الدواء منذ ثمانينات القرن الماضي وهناك عدة بدائل من شركات مختلفة. وبالرغم مما تبذله وزارة الصحة من جهود في توفيره ولكن دواء مثل هذا من المهم أن يتم الحصول عليه بشكل سريع دون الحاجة لتحويل المريض أو الانتظار لفترات طويلة للحصول على موعد. كما أننا نتطلع إلى اليوم الذي تلزم فيه المنشآت العامة كرياض الأطفال والمدارس بتوفير القلم وتدريب العاملين على استخدامه وقت الحاجة حفاظا على صحة وسلامة هذه الفئة الغالية.