إردوغان يغلق المباني والمنشآت في وجه طلاب تركيا

الأحد - 10 يناير 2021

Sun - 10 Jan 2021








طلاب أتراك يتظاهرون ضد إردوغان                    (مكة)
طلاب أتراك يتظاهرون ضد إردوغان (مكة)
تصاعدت تظاهرات طلاب جامعة البوسفور، بمشاركة الآلاف من الطلبة، وسط مواجهة عنيفة من الشرطة التركية أدت إلى جرح وإصابة العشرات.

وتأتي ردة فعل طلاب تركيا احتجاجا على قرار الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي عين البروفيسور مليح بولو رئيسا للجامعة، وهو شخص لا يتمتع بالاستقلالية المهنية والسياسية، حسب تعبير الطلبة ونخبة من الأساتذة الجامعيين.

وأغلقت الشرطة التركية المباني والمنشآت الخاصة بالجامعة، مما اعتبره الطلبة بمثابة حجز وسجن فعلي لهم، ومنعهم من حرية التعبير المدنية السلمية، واعتبروا خطوة إردوغان الأخيرة تقصدت جامعة البوسفور، لأنها تعد من أكثر الجامعات التركية استقلالا عن الحياة السياسية، وتخرج النسبة الأكبر من النخبة في المجالات السياسية والقضائية والاقتصادية التركية، لاستخدامها المعايير العالمية في الاستقلال الأكاديمي، رغم تبعيتها للدولة التركية.

وخرق الرئيس التركي جميع تلك المعايير، وجاء بشخص من خارج المجال التعليمي والإداري للجامعة، وهو عضو سابق ومرشح بارز على قوائم حزب العدالة والتنمية، وأراد فرضه على الجامعة، ليحدث بها تغيرات هيكلية، لتخسر الجامعة رصانتها وقوتها المهنية، وتغدو واحدة من أدوات إردوغان في محاربة خصومه السياسيين.

وحرض زعيم حزب الحركة القومية التركية المتطرفة دولت بهجلي حليف الرئيس التركي على سحق المتظاهرين، معتبرا أنهم جزء من مؤامرة تستهدف تركيا، عبر إثارة القلاقل لإحداث انتفاضة في البلاد.

ورد زعيم المعارضة التركية كمال كيليجدار أوغلو، الذي يعد حزبه «الشعب الجمهوري» من أكثر الأحزاب شعبية بين أوساط الطلبة الجامعيين، وفي هذه الجامعة بالذات، معتبرا أن الحزبين الحليفين الحاكمين لن يتركا أي مؤسسة وطنية تركية باستقلالية.

وحافظت التقاليد السياسية التركية دوما على استقلال الهيئات الإدارية العليا في الجامعات الحكومية مستقلة عن الاستقطابات الحزبية الداخلية، بالرغم من تمايز الهيئات الإدارية تلك وميولها لدعم القيم المدنية والعلمانية المناهضة لقوى الإسلام السياسي. إلا أن الرئيس التركي استغل أزمة «الانقلاب» عام 2016، وخول نفسه سلطات تعيين وإقالة رؤساء الجامعات التركية، بالضبط مثل إعادة ترتيب سلطة تعيين وإقالة كبار القضاة.