عبدالله العولقي

صفحة جديدة في تاريخ الخليج

السبت - 09 يناير 2021

Sat - 09 Jan 2021

انتهت قمة العلا الخليجية ببيان تاريخي أكد فيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، على فتح صفحة جديدة من المصالحة الخليجية في سبيل تحقيق أمن واستقرار المنطقة وشعوبها، بعيدا عن كل المسببات والظروف السابقة، فاكتسبت هذه القمة أهميتها التاريخية البالغة لأنها أعلت قيمة المصالح العليا لمنظومة المجلس الخليجي ومنحت الأمن القومي العربي أبعاده المستحقة.

في هذه القمة، أكدت جميع الدول الأعضاء على تضامنها الحقيقي في عدم المساس بسيادة أي دولة خليجية أخرى أو حتى تهديد أمنها أو استهداف اللحمة الوطنية لشعوبها ونسيجها الاجتماعي بأي شكل من الأشكال، كما تم الاتفاق على الوقوف التام في مواجهة كل التحديات السياسية والاقتصادية التي تخل بالأمنين الوطني أو الإقليمي.

لقد أثبتت مخرجات قمة العلا التاريخية أن مجلس التعاون الخليجي، وبدور قيادي ملهم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، لا يزال كيانا قويا ومتماسكا، ولديه القدرة الفاعلة على تجاوز كل الصعوبات بقوة وعزم، فجهوده العظيمة في الحفاظ على وحدة الصف الخليجي أمام التحديات الراهنة قد توجت بهذه القمة الاستثنائية، كما أن الرؤية الوطنية التي رسمها ولي العهد الأمين تؤكد أن التطلعات التنموية والمستقبلية ستشمل المنطقة كلها، وتحرص في أولوياتها على قيام مجلس خليجي قوي وموحد، كما تؤكد ضرورة تعميق الروابط العربية التاريخية وترسيخ القيم الاجتماعية المشتركة، إضافة إلى إكمال مسيرة المجلس وفق الأهداف المحددة له.

توصف المنطقة الخليجية لدى وسائل الإعلام بالبيت الخليجي، نظرا لتشابه القيم والأعراف والتقاليد فيها، وفيها عديد من الأسر المشتركة الموزعة بين جغرافيا المنطقة، تقول الأستاذة سمية الصافي: إن ما يميز الأسر الخليجية هو اعتيادها على التواصل ومحدودية الخلافات السياسية التي يحسب للسياسيين فيها أبعاد الشعوب عن الخوض في معتركاتها التي هي متغيرة في الأساس، بينما العلاقات الأكبر والأهم تظل هي العلاقات الاجتماعية الخليجية.

لقد أسفرت القمة التاريخية عن تعزيز نقطة محورية هامة، وهي إعادة تفعيل التكامل العسكري بين دول الخليج تحت إشراف مجلس الدفاع الخليجي المشترك واللجنة العسكرية العليا، وذلك لمواجهة التهديدات الإقليمية المستمرة وتفاقمها في الفترة الأخيرة، وتأتي هذه الخطوة العظيمة تحقيقا لمبدأ الأمن الجماعي لدول المجلس وانطلاقا من الاتفاقية التاريخية للدفاع الخليجي المشترك، وهذا ما أكده نائب وزير الدفاع، الأمير خالد بن سلمان بقوله: إن ما يجمع العرب وأبناء الجزيرة العربية بشكل خاص من روابط التاريخ والدم والعقيدة أكبر من أي خلاف، مهما كان حجمه.

وأخيرا، عقدت القمة الخليجية لأول مرة في قاعة المرايا بمدينة العلا التاريخية، وقد تشكلت قاعة الاجتماع تحفة فنية عالمية بقمة الروعة والإبداع، وبرزت إعلاميا كأكبر مبنى مغطى بالمرايا حول العالم، فقد أنشئت بأسلوب الهندسة المعمارية المستوحاة من آثار وطبيعة العلا التاريخية، وتعتبر هذه القمة نقلة نوعية في طبيعة انعقاد القمم الكبرى، وتعكس مدى الترجمة الفعلية للرؤية الوطنية 2030.

@albakry1814